نشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" تقريرا تحت عنوان "حمى الذهب الأسود تهدد الاستقرار الإقليمي"، أشار فيه إلى أن إسرائيل ولبنان وتركيا وقبرص تتنافسن على النفط في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، وكل منهن تسعى للفوز في تلك المنافسة، وهو الأمر الذي دفع البعض إلى التساؤل عما إذا كانت تلك الدول ستجد طريقة للتوصل إلى مخرج من تلك الأزمة.
وفي ضوء التوتر السائد بين كل من إسرائيل ولبنان، وتركيا وقبرص، يستبعد التقرير إمكانية التوصل إلى حل لتلك الأزمة، خصوصا بعد أن أعلنت تركيا هذا الأسبوع عن نيتها بدء التنقيب عن النفط قبالة الساحل الشمالي لقبرص بالقرب من الجيب القبرصي التركي الانفصالي، كما أعربت تركيا عن استيائها من قرار الحكومة القبرصية اليونانية بشأن التفاوض حول اتفاقيات التنقيب عن النفط مع لبنان.
من جهته، اعتبر دبلوماسي تركي، طلب عدم الكشف عن هويته أن"القبارصة اليونانيين لا يمثلون الجزيرة بأكملها ومن ثم هم ليسوا مخولين بإبرام صفقات تهم مصالح الجزيرة بأكملها".
وأشار التقرير إلى أن حقوق التنقيب عن النفط والغاز هي نقطة خلاف تقليدية بين تركيا والحكومة القبرصية اليونانية المُعترف بها دولياً في الجنوب. وعلى الرغم من أن تركيا تقول إنها لا توافق على الصفقات التي تبرمها قبرص للتنقيب عن النفط، لم تحاول أي من تركيا أو قبرص حل تلك المشكلة عسكرياً، ويقول الخبراء إن النزاع ليس من المرجح أن يتصاعد. ومن ثم يشير التقرير إلى الحاجة إلى رسم الحدود بين البلدين سريعاً لتبدأ كلتاهما التنقيب عن الذهب الأسود. فحالما يتم رسم الحدود الفاصلة بين البلدين تستطيع كلتاهما منح تراخيص لشركات النفط لتبدأ العمل على الأراضي التي تقع تحت سيطرتها. وإذا كان حقل النفط يمتد تحت أراضي أكثر من دولة، فسوف يتم توزيع أرباح ذلك النفط بين تلك الدول، وليس هناك طائل من إقامة مواقع حفر متعددة لنفس حقل النفط. ويشير التقرير إلى أن كلاً من إسرائيل ولبنان أبرمتا إتفاقيات منفصلة مع القبارصة اليونانيين. وقد هددتا كل منهما بالذهاب إلى الحرب لحماية ما يعتبرانه حقوقهما الاقتصادية فيما يتعلق بحقول النفط والغاز الطبيعي الممتدة إلى سواحلهما.
ولفت التقرير إلى أن إسرائيل لديها حالياً اليد العليا بعد أن أبرمت اتفاقاً مع قبرص وبدأت التنقيب الأولي، وتستعد الآن لبدء استخراج النفط، وسوف تمر سنوات عديدة قبل أن يحصل اللبنانيون على أي دليل تدعم ادعاءاتهم بأن الحقول الإسرائيلية تمتد إلى داخل الأراضي اللبنانية.