جدد البطريرك نصرالله صفير التأكيد، أن اتفاق الطائف لم ينفذ بحذافيره حتى الآن، وقال إن المسيحيين موجودون في الحكومة "ولكن في الوظائف (العامة) غير موجودين، هناك وظائف عدة أُقصوا عنها ولم يرجعوا إليها".
وأضاف في حوار أجراه معه الزميل غسان بن جدو وتبثه "الجزيرة" اليوم، "نعم كانت المبادرة بيد المسيحيين (في لبنان) وأصبحت اليوم في محلات كثيرة بيد غيرهم من الناس"، وقال "ربما أُفلتت المبادرة من يدهم لقلّة عددهم وللمعاكسات التي يلقونها في لبنان وفي غير لبنان، وربما في لبنان لا يزال للمسيحيين موقف ولهم نفوذ أكثر من غيره من البلدان".
وردا على سؤال حول ما اذا كانت البطريركية المارونية أقرب الى 14 آذار منها الى 8 آذار، أجاب صفير "نحن بين الإثنين"، وقال ردا على سؤال آخر "إذا كان مشروع حزب الله الاستيلاء على البلد وحكمه وحده، فهذا طبعاً مُقلق لغير الذين ينضمون الى حزب الله ويجب أن يبقى لبنان كما كان، أي ان جميع الطوائف موجودة فيه، ويجب أن يكون لكل طائفة مِقداراً من النفوذ والحكم فيه، أما أن تطغى فئة على فئة فهذا مُخل بالإنصاف الذي يجب أن يسود البلد، ومُغاير لما نشأ عليه البلد".
وعندما قيل لصفير عما اذا كان يستطيع أن يجزم بأن "حزب الله" يريد السيطرة، أجاب بالنفي مستدركا "إنما الأساليب التي يعتمدها هي أساليب القوة، والقوة طبعاً تنتهي بالسيطرة".
وأوضح صفير أنه تلقى أكثر من دعوة رسمية لزيارة ايران "وحتى الآن لم نرَ أن الظروف تسمح لنا بتلبيتها، أي ان الزيارة ستفسّر ربما على غير واقعها".
وحول زيارته الى دمشق قال صفير "إذا كانت الظروف ستسمح أو تؤاتي بأن نذهب الى دمشق فلا مانع من زيارة الى دمشق، وقد ذهبنا سابقاً، ولكن الظروف الآن لا تؤاتي، وإذا ذهبت الى دمشق وزاد في خوف بعض المسيحيين وسافروا وهاجروا من لبنان ستكون النتيجة وبالاً علينا، ولذلك نحن علينا أن نحافظ على التوازن القائم بين اللبنانيين".
وردا على سؤال قال صفير "حتى الآن لم يتبيّن ان هذه العلاقات (بين لبنان وسوريا) سليمة، لأن هناك ربما المطامع من بلد الى آخر، وهذا لا يرضاه اللبنانيون". وقال "إذا كانت سوريا تريد أن تصادق لبنان لتسيّره كما تريد، فهذا غير مرغوب فيه".
وحول المحكمة قال صفير "إذا كنا نريد أن نضع حداً للإغتيالات يجب أن يصدر حُكم المحكمة الدولية وأن يُشار بالبنان الى فلان أو فلان هم الذين ارتكبوا، أما إذا أردنا أن تستمر الأمور على ما هي وأن تتوالى الاغتيالات فهذا مُضر بلبنان وبغير لبنان".
واعرب عن اعتقاده أن القوات الأميركية لم تأتِ الى العراق "لكي تحمي المسيحيين أو غير المسيحيين، إنما أتت لأغراض ربما أصبحت معروفة، وهي أنها تريد أن تُسيطر على البلد، ولها مطامع ربما في بعض خيراته". أضاف "الحملة (على العراق) ليست حملة مسيحية، بل لأن هناك مطامع وخيرات ربما تريد أن تستولي عليها".