أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

نصرالله قال «نصف الكلام» وعلى الآخرين فهم الرسالة جيداً

السبت 30 تشرين الأول , 2010 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,240 زائر

نصرالله قال «نصف الكلام» وعلى الآخرين فهم الرسالة جيداً

ماذا بعد دعوة السيد حسن نصرالله الى مقاطعة المحكمة الدولية، واعلانه أن التعامل معها هو اعتداء على المقاومة؟
تجمع الأوساط السياسية المراقبة، على موقف الأمين العام لحزب الله، أتى حدّاً فاصلاً بين المرحلة السابقة والمرحلة الجديدة المتعلقة بالتحقيق الدولي والمحكمة الدولية، فقد وضع حداً للتمادي في استخدام ورقة هذه المحكمة استخداماً سياسياً واضحاً، ليس هدفه العدالة أو الحقيقة، بل النيل من المقاومة، والموقف اللبناني الممانع.
ويقول مصدر سياسي مطلع، ان ما شهدناه مؤخراً، هو ترجمة لأجندة أميركية خاصة بلبنان، جاءت زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان الأخيرة في سياقها، وهي تتضمن سلسلة خطوات، من بينها استئناف جمع الملفات بطريقة بوليسية، في إطار الاستهداف العام للبنان، والقوى المقاومة.
ويشير المصدر الى أن هذا التحرك الأميركي المكشوف أو المغطّى بالمحكمة الدولية، يخضع منذ فترة لرصد دقيق من قبل المعارضة وحزب الله، ملاحظاً أن واشنطن كثفت من وتيرة عملها باتجاه لبنان، في الآونة الأخيرة، خصوصاً في ضوء ارتفاع وتيرة التعاون بين دمشق والسعودية، لا سيما بعد الزيارة المشتركة للملك عبدالله والرئيس بشار الأسد الى لبنان.
وفي رأي المصدر، أن اندفاع الادارة الأميركية في تنفيذ خطوات تخريبية، جعل الأمور تصل الى مرحلة دقيقة للغاية، وبالتالي بات من الطبيعي الانتقال من مرحلة المراقبة الدقيقة الى مرحلة الفعل.
ووفق المعلومات التي يملكها المصدر، فإن السيد نصرالله لم يكن يريد أن يبادر الى اتخاذ هذا الموقف في هذا التوقيت، لكن ما جرى مؤخراً، خصوصاً لجهة الاعتداء الذي نفذته أدوات المحكمة، بالتعاون مع أدوات داخلية محلية، من خلال طلب ملفات عدد من النسوة من عيادة طبيبة نسائية، شكل اقتراباً من الخطوط الحمر أو مساً لها، الأمر الذي جعل الأمين العام لحزب الله يقدم موعد اعلان مثل هذا الموقف، الذي كان لا بد منه في كل الأحوال، بسبب المسار الذي سلكته وتسلكه المحكمة الدولية، وما يسمى التحقيق الدولي.
ويرى المصدر، انه ستكون للسيد نصرالله مواقف أخرى تكمّل الموقف الذي أعلنه، وأن ما قام به هو خطوة أولى، في إطار رد الفعل على مخطط استهداف المقاومة ولبنان، من خلال المحكمة.
وفي هذا الإطار، يقول مصدر نيابي في حزب الله، «ان سماحة السيّد كان يريد أن يقول أكثر من ذلك بكثير، وقد عبّر في كلامه عن هذا الأمر، وسماحته، لم يقل كل ما عنده، أو كل شيء، لظروف معينة، لا موجب للحديث عنها الآن».
ويضيف المصدر «ان في جعبة السيّد الكثير الكثير، ولقد عبّر في كلمته المقتضبة عن الواقع المأسوي الذي وصلنا إليه، بسبب هذا التعامل من التحقيق الدولي والمحكمة الدولية، وكان من الطبيعي ان يعلن ما أعلنه، مع العلم باننا نعرف جيداً حجم الاستهداف، والكثير من جوانبه».
وحول ردود فعل البعض في الداخل على موقف السيد نصرالله، يقول المصدر، «هم يقومون بأفعال وليس بردود فعل، ونحن نعرف ذلك جيداً. وعلى كل حال، فإن الذي يسير بمشروع استهداف المقاومة، لن يتوانى عن اصدار أي موقف مثل هذه المواقف المتكررة وغير الجديدة. ونحن نرى أن هذا المشروع مستمر، وهو يستهدف المقاومة وشريحة كبرى من اللبنانيين ليس على مستوى توجيه الاتهام لعدد من الأشخاص في حزب الله، أو أصدقاء لحزب الله، بل على مستوى استهداف المقاومة، من أجل النيل منها».
ووفق المعلومت التي يملكها مصدر مطلع، فإن السيد حسن قرر في اللحظة الأخيرة اجتزاء خطابه وتأجيل العديد من النقاط التي دونها ليقولها في كلمته المتلفزة، وهذا ما ساهم في اعلان موقف مخفف.
ويضيف المصدر، أن هذا الموقف يعتبر «نصف الكلام» الذي كان سيقوله، مع العلم بان هذا الكلام يمثِّل موقفاً حاسماً، ورسالة قوية، على الآخرين أن يقرأوها جيداً.

Script executed in 0.20481014251709