وأنت تنظر الى المشهد السياسي اللبناني لم يعد هناك إلا حديث المحكمة. أما حديث لقمة العيش فقد غاب عن لسان الدولة. فمن الصباح حتى المساء لا تسمع إلا محكمة . " ولبنان الأخضر صار لبنان المحكمة" " وجنات على مد النظر أصبحت ويلات على مد البصر" وأقفلت الطريق على ( الملحمة) لأن حديث المحكمة رفع سعر اللحم فالذي كنا على النار نشويه صار هو الذي يشوينا بناره وأسعاره . فالتجأنا إلى البطاطا والبصل فرأينا كلاهما إلى المحكمة قد وصل . فنادينا إلى البندورة والخيار فرأيناهما قد تأثرا بما يقوله السيد (بلمار) تناولنا ربطة الخبز فإذا هي تفقد إبنها التاسع لتصبح ثمانية أرغفة لا تسد رمق الزور وكلها بسبب المحكمة وشهود الزور . فماذا يبقى في طناجر المواطن فهل يطبخ الرز على المحكمة؟ " واليخنة على شهود الزور؟ وهل نسمي شوارعنا وساحاتنا بأسماء غيرها . : فمثلا" : بولفار البطاطا وجادة البصل وهل ننادي ونستغيث يا فخامة الرغيف ويا دولة البندورة ويا معالي اللحم... إنتبهوا أيها السادة: لن تسد المحكمة جوع الفقراء: ولن تبعد الحقيقة ثورة الجياع... ولن يقف أمام سيف الرغيف لا رأس حاكم ولا ميزان محكمة
( ولو كان الفقر رجلا" لقتلته بسيفي هذا)
الإمضاء: وحيد سعد