فهو كان ينتظر أن يوقع عشرين نسخة من كتابه "صيف من نار في لبنان/ كواليس نزاع معلن". غير أن الأسرار، والمعلومات التي كشفها في الكتاب حول حرب تموز الألفين وستة حدت باللبنانيين سياسيين، ومواطنين للتهافت على الكتاب، للتأكد مما قيل سابقاً. وفي مقابلة مع المنار أكد ببليغريني ما جاء في مذكراته،: نعم الإسرائيليون يتجسسون ليس على لبنان فحسب بل أيضاً على وثائق الأمم المتحدة، فيفكون شيفرتها ويبعثون باقتراحات أيضاً.
وسئل الجنرال عن التقارير التي كان يرسلها احياناً ويكتشف ان الصهاينة على اطلاع عليها فاجاب: "نعم إنهم يعرفونها، هذا بديهي، والكل يفعل ذلك ولكن هذا الجانب قاموا به وحصلوا على نتائج. كيف يفعلونه؟ لا أعرف. هل عبر التقاطع التقني، او عبر وسائل الاتصال والاقمار الاصطناعية، أو أنهم يستطيعون الاطلاع على الوثائق عندما تصل إلى نيويورك...".
إجابة تصدم المشاهد، وقارئ الكتاب خلافاً لبيليغيريني الذي لا يستغربها ولا يشير إلى أنها انتهاك لسيادة الأمم المتحدة.
وقال الجنرال الدولي: "الكل يحاول معرفة ما يجري عند جيرانه كما تعلمون".
وعند سؤال الجنرال بيليغريني هل يستطيع الإسرائيليون التلاعب بالمعلومات والأحداث؟ فقال: "نعم يستطيعون، وليسوا وحدهم".
ويجهد بيليغريني لفصل مجريات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان عن قوات اليونيفيل على الرغم من محاولة الأميركيين التدخل خلال الحرب.
ويقول في هذا المجال: "لا يوجد تقاطع بين المحكمة الخاصة بلبنان، وبين اليونيفيل".
وهنا سئل الجنرال بيليغريني: "ألا ترون أن الأميركيين الذين تدخلوا بطريقة أو بأخرى في الحرب سيتدخلون الآن في المحكمة الخاصة للتخلص من حزب الله؟
فاجاب: "لا أعلم ولكن إذا ارادوا التخلص من حزب الله يجب أن لا يمر ذلك عبر قوات اليونيفيل... يجب الفصل بشكل كامل بين أهداف الأمم المتحدة، والمحكمة الدولية واليونيفيل، هذه أمور مختلفة بشكل كامل لا يوجد رابط بينها".
يوم الاحد المقبل صباحاً يغادر الجنرال بيلغريني لبنان متوقعاً عاصفة سيخلفها كتابه الذي سيصدر قريباً باللغتين العربية والإنكليزية.