أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

انسحاب إسرائيلي أحادي الجانب من الغجر

الإثنين 08 تشرين الثاني , 2010 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,461 زائر

انسحاب إسرائيلي أحادي الجانب من الغجر

ذكرت الإذاعة العبرية أمس، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، سيعرض أمام الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، خطة عمل الطاقم الإسرائيلي للانسحاب من الشطر الشمالي لقرية الغجر، وفقاً للتصور المبلوَر أخيراً مع قوات اليونيفيل. وقال مصدر سياسي إسرائيلي للإذاعة نفسها، إن «نتنياهو سيعرض أمام الأمين العام للأمم المتحدة التوصيات التي أعدتها لجنة عسكرية إسرائيلية بالتوافق مع قوات اليونيفيل»، مشيراً إلى أن «نتنياهو يثق بعمل الطاقم وموافق على ما توصل إليه مع القوات الدولية، وبناءً على ذلك، سيناقش قضية الانسحاب مع وزراء أساسيين في الحكومة، بعد عودته من الولايات المتحدة».
وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، وجود نيات لدى إسرائيل للانسحاب الأحادي الجانب من الشطر الشمالي لقرية الغجر. وحسب ليبرمان، فإن «الانسحاب لن يكون بالاتفاق مع الحكومة اللبنانية، على خلفية معارضة اللبنانيين لهذا المسار»، لكنه شدد في المقابل على أن «الانسحاب سينفذ بالتنسيق مع الأمم المتحدة».
أضاف ليبرمان أن «وزارة الخارجية (الإسرائيلية) نسّقت العمل والإعداد الكامل للانسحاب من شمال الغجر». وقال: «برأيي، كان يمكن التوصل إلى اتفاق ثلاثي مع الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية منذ زمن، إلا أن الجهة التي عرقلت الاتفاق هي الحكومة اللبنانية وممثلو حزب الله فيها»، وتابع يقول: «قلنا لرئيس الحكومة نتنياهو، إن الوقت مناسب للتوصل إلى اتفاق مع الأمم المتحدة وعدم انتظار لبنان». أضاف: «ندعم هذا الاتفاق، وآمل أن يطرح قريباً على المجلس الوزاري المصغّر (للشؤون الأمنية والسياسية)، لإقراره والتصديق عليه».
وجاءت أقوال ليبرمان خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده في القدس أمس مع نظيره الألماني غيدو فيتسترفيله، الذي يزور إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. وبحسب الإذاعة الإسرائيلية، «شدد الجانبان على أن إيران تمثّل خطراً جسيماً على أمن المنطقة، ولا سيما بسبب دعمها لمنظمات إرهابية، مثل حزب الله وحركة حماس».
من جهتها، ذكرت صحيفة «هآرتس» أمس، أن «الإدارة الأميركية والأمم المتحدة أبلغتا إسرائيل لدى تأليف الحكومة اللبنانية الحالية برئاسة (رئيس الحكومة) سعد الحريري، أن انسحاب الجيش الإسرائيلي من قرية الغجر سيساعد في تحقيق الاستقرار الأمني على الحدود الشمالية مع لبنان، وسيعزز وضع معسكر الحريري المعتدل؛ إذ يمكن تسويق الانسحاب على أنه إنجاز سريع» لهذا المعسكر.
وفي رد فعل على «نيات» الانسحاب، انتقد نائب وزير تطوير النقب والجليل في الحكومة الإسرائيلية، أيوب قرا، توجه الحكومة الإسرائيلية للانسحاب من الغجر، وقال إن «ترك المواطنين لوحش حزب الله الإرهابي لا يستقيم مع المنطق والعقل السليم، ويمثّل انتهاكاً لقانون الجولان». أما المتحدث باسم البلدة، نجيب الخطيب، فقال لموقع صحيفة «معاريف» على الإنترنت أمس، إن «الأنباء عن جدية النيات الإسرائيلية لتقسيم البلدة فاجأت سكانها. فالأطراف الثلاثة المعنية، أي إسرائيل ولبنان والأمم المتحدة، تتحدث طوال الوقت عن مصيرنا ومستقبلنا، من دون أن تسأل أحداً منا، أو إبداء اهتمام بمخاوف السكان». ووفقاً لكلامه «ما يحدث هو ببساطة تقسيم للبلدة وفصل الأولاد عن مدرستهم التي تقع في الشطر الشمالي، وأيضاً فصل السكان عن مسجد القرية ومقبرتها»، مشيراً إلى أن «الانسحاب يعني اضطرار سكان البلدة كل صباح إلى الوقوف أمام عمليات التفتيش التي سيجريها جنود اليونيفيل بين شطري البلدة، وهذا ببساطة واقع مفجع».
وذكر موقع قرية الغجر على الإنترنت أن «عدداً من ضباط الأمم المتحدة، بصحبة ضباط ارتباط من الجيش الإسرائيلي، قاموا في الأسبوع الماضي بزيارة لم يكشف النقاب عنها للبلدة، ومن دون سابق إنذار أو إطلاع سكانها على فحوى الزيارة». وبحسب الموقع، وجّه أحد الضباط الدوليين سؤالاً عن سبب وجودهم في الغجر، إلا أنه اعتذر عن الإجابة، مكتفياً بالقول: «إننا هنا للبحث عن حل للمشكلة»، من دون أن يضيف شيئاً.

أزمة أنصارية

إلى ذلك، ما زالت تداعيات تأكيد الخبراء الإسرائيليين صحة الصور التي عرضها الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، بشأن خرق بث طائرات الاستطلاع الإسرائيلية وإبادة قوة «الشييطت 13» عام 1997 في بلدة أنصارية تتفاعل في الساحة الداخلية الإسرائيلية، وتحديداً لدى أهالي الجنود القتلى. وذكر موقع صحيفة يديعوت أحرونوت على الإنترنت أمس، أن قائد سلاح البحرية الإسرائيلي، اللواء إليعازر مروم، زار منزل عائلة أحد الجنود القتلى، «راز طبي»، في سياق جولة ينوي القيام بها لبقية العوائل. وبحسب الموقع، قال مروم لوالد الجندي القتيل إن اللجنة العسكرية الإسرائيلية استبعدت في تحقيقها السابق أن تكون صور الطائرات بلا طيار قد تسربت إلى حزب الله، وهو الأمر الذي أدى إلى حصول كارثة الشييطت، بالقرب من بلدة انصارية في جنوب لبنان.
أما والد الجندي القتيل، فقال إن «زيارة قائد سلاح البحرية لمنزلي لا ينهي القضية». وأكد أن «الكفاح ضد المؤسسة العسكرية سينتهي فقط إذا أعرب المسؤولون عن الإخفاق، والأشخاص الذين كذبوا علينا طوال السنوات الماضية في ما يرتبط بظروف العملية، عن ندمهم وأعلنوا اعتذارهم وزاروا قبر ابني كي يطلبوا منه المغفرة»، موضحاً أن «قائد سلاح (البحرية) جاء وعانقني ونظر إلي وكذب علي، إذ كان ينبغي لهم أن يأتوا إلينا قبل 13 عاماً، والاعتراف بأنهم لم يكونوا حذرين كفاية؛ لأنهم تصرفوا بلا مبالاة في مهمتهم».
(الأخبار)


Script executed in 0.20000600814819