بدأ التحرك الاميركي كإجراء وقائي، وبناء على نداءات استغاثة صدرت من بيروت وبعض العواصم العربية، حذرت من ان لبنان، الذي كان يتلقى مذكرات التوقيف السورية ويستقبل الرئيس محمود احمدي نجاد، يقع تحت وطأة هجوم سوري ايراني كاسح يهدد بقاء حكومته الحالية ووجود غالبيته النيابية. تجاهلت ادارة الرئيس باراك اوباما في البداية تلك النداءات، ولاسباب لم تكن لها علاقة بالانتخابات النصفية للكونغرس، بل نتيجة تقديرات مختلفة لطبيعة ذلك الهجوم، واثره على سياسة الانخراط مع كل من دمشق وطهران. لكنها سرعان ما استجابت، لاسيما بعدما تحولت تلك السياسة ونتائجها الى عنوان للسخرية في الصحافة الاميركية، وقررت شن هجوم سياسي مضاد، تدرج من مساعد وزيرة الخارجية جيفري فيلتمان الى الوزيرة هيلاري كلينتون نفسها، وصولا الى «المرشد الروحي» للرئيس اوباما، السناتور جون كيري، اشاع جوا من الاطمئنان في نفوس فريق 14 آذار، وجوا من الاستنفار في اذهان مسيحييه... وتاليا جوا من الاستعداد في صفوف الفريق الاخر.
في السياق لوّح الاميركيون بقرار دولي جديد يفرض عقوبات على سوريا وحلفائها اللبنانيين لرد حملتهم على المحكمة الدولية، ومن خلالها على الحكومة اللبنانية، لكنهم تراجعوا على الفور عن الفكرة غير العملية وغير الواقعية. ومضوا قدما في تعبئة الحلفاء اللبنانيين، الذين نسوا كما يبدو كيف سبق لواشنطن ان تخلت عنهم في اللحظات الحرجة، وتركتهم عرضة للتهديد المباشر، والذين تجاهلوا ايضا الكثير من المواقف والكتابات الاميركية التي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان واشنطن لن تتردد في التخلي عنهم مرة اخرى... اذا ما لاحت بوادر صفقة ما مع دمشق او طهران، او مع العاصمتين معا.
على ان مثل هذه الصفقة مستبعدة تماما، فقط لان دمشق وطهران لا تبديان اهتماما بها، وتعتبران ان اميركا في حالة ضعف وارتباك، وتودان اختبار قوتها في لبنان الذي يعتبر مقياسا مهما، وان لم يكن حاسما، للدور والنفوذ الاقليمي... لا سيما وانهما واثقتان من انه ليس هناك مشروع اميركي خاص بلبنان يدفع به الرئيس اوباما مثل سلفه جورج بوش الذي كاد يعتبر التجربة اللبنانية نموذجا لحملته من اجل التغيير والاصلاح في العالم العربي والاسلامي.
لكن هذا التقدير يفتقر الى عنصر جوهري مؤثر، وهو ان اسرائيل التي وضعت جيشها في حالة تأهب منذ ان شاع امر القرار الاتهامي، تبحث عن فرصة لاقناع الاميركيين بانها تخطت اخفاقات حرب العام 2006، وصارت قادرة على تغيير موازين القوى الاقليمية... كما تبحث عن مناسبة لابلاغ الرئيس اوبـاما تحديدا، ان مهلته قد انتهت.
في السياق لوّح الاميركيون بقرار دولي جديد يفرض عقوبات على سوريا وحلفائها اللبنانيين لرد حملتهم على المحكمة الدولية، ومن خلالها على الحكومة اللبنانية، لكنهم تراجعوا على الفور عن الفكرة غير العملية وغير الواقعية. ومضوا قدما في تعبئة الحلفاء اللبنانيين، الذين نسوا كما يبدو كيف سبق لواشنطن ان تخلت عنهم في اللحظات الحرجة، وتركتهم عرضة للتهديد المباشر، والذين تجاهلوا ايضا الكثير من المواقف والكتابات الاميركية التي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان واشنطن لن تتردد في التخلي عنهم مرة اخرى... اذا ما لاحت بوادر صفقة ما مع دمشق او طهران، او مع العاصمتين معا.
على ان مثل هذه الصفقة مستبعدة تماما، فقط لان دمشق وطهران لا تبديان اهتماما بها، وتعتبران ان اميركا في حالة ضعف وارتباك، وتودان اختبار قوتها في لبنان الذي يعتبر مقياسا مهما، وان لم يكن حاسما، للدور والنفوذ الاقليمي... لا سيما وانهما واثقتان من انه ليس هناك مشروع اميركي خاص بلبنان يدفع به الرئيس اوباما مثل سلفه جورج بوش الذي كاد يعتبر التجربة اللبنانية نموذجا لحملته من اجل التغيير والاصلاح في العالم العربي والاسلامي.
لكن هذا التقدير يفتقر الى عنصر جوهري مؤثر، وهو ان اسرائيل التي وضعت جيشها في حالة تأهب منذ ان شاع امر القرار الاتهامي، تبحث عن فرصة لاقناع الاميركيين بانها تخطت اخفاقات حرب العام 2006، وصارت قادرة على تغيير موازين القوى الاقليمية... كما تبحث عن مناسبة لابلاغ الرئيس اوبـاما تحديدا، ان مهلته قد انتهت.