بعد «نداء بكركي» جاء لقاء «قوى 14 آذار» الموسع في وادي ابو جميل. في الحالتين الصورة نصف المضمون. وما قبل الصورتين كلام وحراك «أممي» من كل حدب وصوب، وتصعيد داخلي يدفع بالبلد الى انزلاق خطيرة، لا يمكن أحداً بعده أن يغسل يديه من «دم هذا الصديق».
يعترض ممثلو قوى سياسية في «14 آذار» على التلميح بإيحاءات خارجية أعادت اللحمة الى صفوفهم. لا ينكرون أن الاجواء الاقليمية والدولية أعادت وضع لبنان تحت مجهر الاهتمام، إلا انهم يرفضون بالإجماع «اعتبار 14 آذار تستدرج تدخل الخارج أو تلبي أجندته ومصالحه».
ويشبّه نائب من «تيار المستقبل» حال «14 آذار» بـ«حال طفل هادئ يحاول النمو بأقل ضجيج ممكن، لكن لشدة هدوئه يحاول إخوته أن يخطفوا، ليس فقط ألعابه، بل حتى طعامه وحقه في الحياة، عندها يرفع الصوت ويبدأ بالصراخ».
وهل يتدخل «الجيران» الأقربون والأبعدون لإرضائه؟ يجيب النائب «لا أحد يتدخل إلا وفقا لمصالحه. ونحن لا نطالب أحدا بالتدخل».
وماذا عن زيارة جيفري فيلتمان وبرنار كوشنير وجون كيري؟ يجيب النائب «وماذا عن زيارة محمود أحمدي نجاد التي كانت استدعاء مباشرا لكل تلك الزيارات والاهتمام المتزايد بلبنان».
يتفق أكثر من عضو في «14 آذار» على ان «زيارة أحمدي نجاد اعادت لفت انتباه العالم الى المشروع الايراني المتعاظم الذي وجد له موطئا على البحر المتوسط». أما كيفية الاستفادة من «انتباه العالم» فتتعدد حولها الاجتهادات.
ففي رأي بعضهم «لقد سمح تقاطع المصالح بأن تتحول لحظة 14 آذار الى كرة ثلج أخرجت سوريا من لبنان. ولا ضير من الاستفادة من تقاطع مصالح الدول من اجل تثبيت العدالة في لبنان واستعادة الدولة قدراتها والمؤسسات عملها». وفي رأي آخرين «لا بد من التنسيق مع دول العالم وطلب مساعدتها للحفاظ على الاستقرار في لبنان. فلا يجوز ان يكون البلد مهددا بفتن وحروب لأنه يخضع للقوانين الدولية ويحترمها وينتظر قرارات محكمة دولية ويريد كشف الحقيقة في جريمة صنفت انها من جرائم العصر».
لكن سواء «تقاطعت المصالح» أو «استُدعي التدخل» فإن «قوى 14 آذار» تستفيد من اللحظة السياسية لتعويم أفكارها وطروحاتها و«شدّ عصبها».
كان اللقاء في بكركي المحطة الاولى. فـ«حين يكون الكيان في خطر فبكركي هي أول من يرفع الصوت». لا إحراج للبطريرك. فبحسب عارفيه «فإن بكركي لم تكن يوما محايدة في القضايا الوطنية وهي لن تكون كذلك. وهي، على طريقتها، ساهمت في بلورة القضايا على الشكل المطروحة فيه اليوم. وبهذا المعنى فبكركي منذ اتفاق الطائف، ولاحقا منذ ندائها الشهير عام 2000 لم تكن شاهدا بل من العاملين بفاعلية من أجل سيادة لبنان بكل أبعاد الكلمة خارجيا وداخليا».
يبتسم هؤلاء عند السؤال عن مدى تأثير الزوار الخارجيين على مواقف صفير. «القائلون بذلك لا يعرفون لا الكنيسة ولا صفير شخصياً. ماذا يمكن أي مبعوث أن يقدم للبطريرك التسعيني؟ هذا البطريرك الذي أقصى ما يريده ان يغادر كرسيه البطريركي مطمئنا الى «القطيع الصغير» في إيمانه وفي وجوده وفي تمسكه بأرضه ولبنان الذي عرفه ونشأ عليه». ويعلق أحد الآباء قائلا «على أي حال فإن ثقة البطريرك بالدول الخارجية غير كبيرة وهو يكرر أمام زوار تلك الدول كما امام بعض من يثق بهم ان احدا لم يكن صادقا في التعاطي مع لبنان وان الجميع يراعون مصالحهم بغض النظر عن الاثمان التي تُترك الشعوب الصغيرة لتدفعها».
ومن بكركي الى قريطم لم تكن المسافة طويلة على «قوى 14 آذار» ، خصوصا ان رئيس الحكومة سعد الحريري أسرّ لمسيحيين مقربين منه بأهمية المشاركة وحتى الدعوة الى اجتماع بكركي. ولم يتأخر مفتي الجمهورية في تعبيد الطريق بين بكركي ووادي أبو جميل. فدعم «المجلس الشرعي الاسلامي» برئاسته في دار الفتوى نداء بكركي ذاهبا أبعد من ذلك بالمطالبة «بالدولة المدنية والتمسك بالنظام الديموقراطي».
وكان لقاء قيادات 14 آذار الموسع في دارة الحريري. كل فريق أراد منه شيئا ما. رفع المعنويات هنا ليست تفصيلا. «فالقيادات، كما جمهورهم، ارتابوا في قدراتهم وسط سيناريوهات التهويل»، بحسب أحد النواب الذي قال «كان الهدف المباشر القول اننا لسنا خائفين. فالمهاجم يخاف أكثر بكثير من المدافع واحتمالات سقوطه أكبر. نحن فقط متهيبون لحراجة اللحظة ودقتها. وقد جددنا في الاجتماع اننا سنبقى نصد كل محاولات عرقلة العدالة بكل الوسائل الديموقراطية والمدنية المتاحة. واننا لن نتنازل عن ايماننا بالدولة والاحتكام اليها».
ونقل أعضاء شاركوا في الاجتماع تكرار رئيس الحكومة تمسكه باتفاق الطائف. «فهو يشعر ان الموضوع أبعد من محكمة دولية وشهود زور. هناك مشروع ما يحضّر للبلد ونحن وان كنا لا نعرف ماهيته الا ان الاكيد، وفق ما يُسرّب، انه لا يطمئن».
توافقت «قوى 14 آذار» على إعادة تفعيل اجتماعاتها. لم تحدد موعدا «لأسباب أمنية» على ما قالت. لكنها أوصلت رسائلها في كل اتجاه. هي الصورة ولعلها كانت أبلغ من الكلام!
يعترض ممثلو قوى سياسية في «14 آذار» على التلميح بإيحاءات خارجية أعادت اللحمة الى صفوفهم. لا ينكرون أن الاجواء الاقليمية والدولية أعادت وضع لبنان تحت مجهر الاهتمام، إلا انهم يرفضون بالإجماع «اعتبار 14 آذار تستدرج تدخل الخارج أو تلبي أجندته ومصالحه».
ويشبّه نائب من «تيار المستقبل» حال «14 آذار» بـ«حال طفل هادئ يحاول النمو بأقل ضجيج ممكن، لكن لشدة هدوئه يحاول إخوته أن يخطفوا، ليس فقط ألعابه، بل حتى طعامه وحقه في الحياة، عندها يرفع الصوت ويبدأ بالصراخ».
وهل يتدخل «الجيران» الأقربون والأبعدون لإرضائه؟ يجيب النائب «لا أحد يتدخل إلا وفقا لمصالحه. ونحن لا نطالب أحدا بالتدخل».
وماذا عن زيارة جيفري فيلتمان وبرنار كوشنير وجون كيري؟ يجيب النائب «وماذا عن زيارة محمود أحمدي نجاد التي كانت استدعاء مباشرا لكل تلك الزيارات والاهتمام المتزايد بلبنان».
يتفق أكثر من عضو في «14 آذار» على ان «زيارة أحمدي نجاد اعادت لفت انتباه العالم الى المشروع الايراني المتعاظم الذي وجد له موطئا على البحر المتوسط». أما كيفية الاستفادة من «انتباه العالم» فتتعدد حولها الاجتهادات.
ففي رأي بعضهم «لقد سمح تقاطع المصالح بأن تتحول لحظة 14 آذار الى كرة ثلج أخرجت سوريا من لبنان. ولا ضير من الاستفادة من تقاطع مصالح الدول من اجل تثبيت العدالة في لبنان واستعادة الدولة قدراتها والمؤسسات عملها». وفي رأي آخرين «لا بد من التنسيق مع دول العالم وطلب مساعدتها للحفاظ على الاستقرار في لبنان. فلا يجوز ان يكون البلد مهددا بفتن وحروب لأنه يخضع للقوانين الدولية ويحترمها وينتظر قرارات محكمة دولية ويريد كشف الحقيقة في جريمة صنفت انها من جرائم العصر».
لكن سواء «تقاطعت المصالح» أو «استُدعي التدخل» فإن «قوى 14 آذار» تستفيد من اللحظة السياسية لتعويم أفكارها وطروحاتها و«شدّ عصبها».
كان اللقاء في بكركي المحطة الاولى. فـ«حين يكون الكيان في خطر فبكركي هي أول من يرفع الصوت». لا إحراج للبطريرك. فبحسب عارفيه «فإن بكركي لم تكن يوما محايدة في القضايا الوطنية وهي لن تكون كذلك. وهي، على طريقتها، ساهمت في بلورة القضايا على الشكل المطروحة فيه اليوم. وبهذا المعنى فبكركي منذ اتفاق الطائف، ولاحقا منذ ندائها الشهير عام 2000 لم تكن شاهدا بل من العاملين بفاعلية من أجل سيادة لبنان بكل أبعاد الكلمة خارجيا وداخليا».
يبتسم هؤلاء عند السؤال عن مدى تأثير الزوار الخارجيين على مواقف صفير. «القائلون بذلك لا يعرفون لا الكنيسة ولا صفير شخصياً. ماذا يمكن أي مبعوث أن يقدم للبطريرك التسعيني؟ هذا البطريرك الذي أقصى ما يريده ان يغادر كرسيه البطريركي مطمئنا الى «القطيع الصغير» في إيمانه وفي وجوده وفي تمسكه بأرضه ولبنان الذي عرفه ونشأ عليه». ويعلق أحد الآباء قائلا «على أي حال فإن ثقة البطريرك بالدول الخارجية غير كبيرة وهو يكرر أمام زوار تلك الدول كما امام بعض من يثق بهم ان احدا لم يكن صادقا في التعاطي مع لبنان وان الجميع يراعون مصالحهم بغض النظر عن الاثمان التي تُترك الشعوب الصغيرة لتدفعها».
ومن بكركي الى قريطم لم تكن المسافة طويلة على «قوى 14 آذار» ، خصوصا ان رئيس الحكومة سعد الحريري أسرّ لمسيحيين مقربين منه بأهمية المشاركة وحتى الدعوة الى اجتماع بكركي. ولم يتأخر مفتي الجمهورية في تعبيد الطريق بين بكركي ووادي أبو جميل. فدعم «المجلس الشرعي الاسلامي» برئاسته في دار الفتوى نداء بكركي ذاهبا أبعد من ذلك بالمطالبة «بالدولة المدنية والتمسك بالنظام الديموقراطي».
وكان لقاء قيادات 14 آذار الموسع في دارة الحريري. كل فريق أراد منه شيئا ما. رفع المعنويات هنا ليست تفصيلا. «فالقيادات، كما جمهورهم، ارتابوا في قدراتهم وسط سيناريوهات التهويل»، بحسب أحد النواب الذي قال «كان الهدف المباشر القول اننا لسنا خائفين. فالمهاجم يخاف أكثر بكثير من المدافع واحتمالات سقوطه أكبر. نحن فقط متهيبون لحراجة اللحظة ودقتها. وقد جددنا في الاجتماع اننا سنبقى نصد كل محاولات عرقلة العدالة بكل الوسائل الديموقراطية والمدنية المتاحة. واننا لن نتنازل عن ايماننا بالدولة والاحتكام اليها».
ونقل أعضاء شاركوا في الاجتماع تكرار رئيس الحكومة تمسكه باتفاق الطائف. «فهو يشعر ان الموضوع أبعد من محكمة دولية وشهود زور. هناك مشروع ما يحضّر للبلد ونحن وان كنا لا نعرف ماهيته الا ان الاكيد، وفق ما يُسرّب، انه لا يطمئن».
توافقت «قوى 14 آذار» على إعادة تفعيل اجتماعاتها. لم تحدد موعدا «لأسباب أمنية» على ما قالت. لكنها أوصلت رسائلها في كل اتجاه. هي الصورة ولعلها كانت أبلغ من الكلام!