وقال أشكينازي في كلمة ألقاها أمام «المؤتمر الدولي للقتال المشترك في المناطق المبنية» في «زخرون يعقوب» شمال فلسطين المحتلة: «في المستقبل، لن نواجه العدو في ساحة معركة تقليدية، فحماس تختار القتال في مناطق سكنية بدلاً من القتال في المناطق المفتوحة». أضاف: «في أي نزاع مستقبلي ستُستَخدَم قوات برية وقوة نارية متواصلة بنحو مدمج». ولمّح أشكينازي إلى محدودية الخيار الجوي في حسم الحرب قائلاً: «سيكون عملاً رائعاً إذا استطعنا وقف نيران القذائف والصواريخ من خلال قوة نارية متواصلة فقط، لكن هذا غير ممكن، وسنحتاج إلى دمج قدراتنا واستخدام المناورة في البر».
وأشار أشكينازي إلى أنّ الجيش الإسرائيلي «يعمل الآن على إنشاء بنوك أهداف للنزاعات المستقبلية مع حزب الله وحماس، كي لا تدخل القوات في حرب تكون فيها بحاجة إلى البحث عن عدو يختبئ بين المدنيين». وقال: «خلال حرب يوم الغفران، كل ما احتجنا إليه هو إمساك المنظار والبحث عن الفرق والوحدات العسكرية. أما اليوم، فليس هناك فرق. لذلك، سنحتاج إلى بذل الجهد لتحويل العدو من عدو غير متناظر، إلى متناظر».
وأكد أشكينازي أهمية توجيه ضربات استباقية قوية للعدو استناداً إلى معلومات استخبارية دقيقة في بداية القتال، مشيراً إلى الحاجة المتزايدة إلى التزود بأسلحة قادرة على إصابة الأهداف بدقة متناهية تفادياً لإصابة المدنيين العزَّل.
ورأى أشكينازي أن الجيش استطاع إصابة أكثر من 80% من أهدافه بدقة خلال عملية الرصاص المصبوب «الأمر الذي ساعد في عدم المساس بأشخاص غير مرتبطين بـ«الإرهاب»».
أما منسق شؤون الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية المحتلة، اللواء إيتان دانغوت، فصرّح بأن حزب الله يمتلك «تقريباً 40 ألف صاروخ»، من بينها «صواريخ طويلة المدى تغطي تقريباً كل نقطة في إسرائيل».
وقدم دانغوت في المؤتمر نفسه عرضاً عما سمّاه «خريطة الإرهاب في الشرق الأوسط والتهديدات التي تحيط بإسرائيل». ورأى أن إيران تحاول دفع «إيديولوجيتها المتطرفة في الشرق الأوسط من خلال استخدام أربع قنوات رئيسية، أولاها تسليح المنظمات الإرهابية من تهريب الأسلحة عبر دول مثل اليمن والسودان وسوريا ومصر».
والقناة الثانية، بحسب دانغوت، هي «تمويل المنظمات الإرهابية، برغم تراجع الاقتصاد الإيراني»، داعياً العالم إلى «وقف تدفق الأموال من طهران إلى سوريا وبيروت وغزة». وتابع الجنرال الإسرائيلي يقول إنّ «القناة الثالثة هي تدريب الناشطين الإرهابيين، إذ يهرّب الإيرانيون نشطاء من قطاع غزة ويدرّبونهم في إيران، وفي الموازاة يساعدونهم عبر نقل المعلومات إلى غزة ولبنان».
من جهة أخرى، حذر وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، موشيه يعالون، من سعي سوريا إلى الحصول على أسلحة كاسرة للتوازن في المنطقة. وقال يعالون خلال احتفال لمناسبة مرور عشرين عاماً على استئناف العلاقات بين إسرائيل والاتحاد السوفياتي في تل أبيب أمس إن سوريا «تعمل للحصول على سلاحٍ يخرق التوازن في المنطقة، وهي اشترت أسلحة من إيران، وللأسف هي اشترت أيضاً سلاحاً من روسيا، واشترت أخيراً منها صواريخ تمثّل تهديداً لإسرائيل». وشكر يعالون روسيا على «إلغاء صفقة صواريخ مع إيران، لكن هذا قد لا يكون كافياً، بل يجب اتخاذ إجراءات إضافية».
وفي المناسبة نفسها، قال الرئيس السابق لوحدة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، عاموس غلعاد، إن إسرائيل طلبت في السابق من روسيا عدم تزويد سوريا بنوعية معينة من الصواريخ «إلا أن طلبنا رفض»، مضيفاً: «نحن ننتظر من روسيا أن تمتنع عن تزويد سوريا بالسلاح، لأنّ هذا السلاح قد يأخذ طريقه في نهاية الأمر إلى حزب الله».
إلى ذلك، كشفت القناة الإسرائيلية الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أمس أن التحقيقات الجديدة في عملية أنصارية أظهرت أن سوريا تمكنت أيضاً من رصد الصور التي التقطتها طائرات الاستطلاع الإسرائيلية من دون طيار التي كانت تبث من فوق مكان العملية قبل تنفيذها. وقالت القناة إنه تبيّن لذوي الجنود الإسرائيليين الذين قُتلوا في عملية أنصارية، خلال لقاء مع قائد سلاح البحرية للاطلاع على نتائج لجنة التحقيق، أنه ليس فقط حزب الله تمكن من اختراق بثّ الطائرات بلا طيار، بل إن سوريا أيضاً تمكنت من اختراق بثّ الطائرات ورصده، وكانت على اطلاع كامل لكل خطوة للجنود الإسرائيليين في الأراضي اللبنانية.