لفت وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية محمد فنيش إلى أنَّ "فريق المعارضة طرح في جلسة مجلس الوزراء أمس إصراره على مبدأ التصويت في ملف شهود الزور"، مشيراً إلى أنَّ "هذا الإصرار نابع من الحرص على فعالية الحكومة وعدم إشعار الناس بأن ليس هناك من متابعة لشؤونهم".
وفي حديث لقناة "المنار"، أضاف فنيش: "ما زال هناك فرصة من أجل الوصول إلى حل ولذلك ما زلنا نحاول، والنقاش حول هذه المسألة دام حوالي الخمس ساعات، علماً ان كل فريق بقي على موقفه لذا رأينا انه لا مجال للمزيد من الوقت من دون أي تغيير في المواقف، ومطلبنا كان ولا يزال نفسه بأنه ينبغي الذهاب الى التصويت حول هذا الملف من أجل الإنتهاء منه نهائياً لا سيما أننا نرى في ذلك مصلحة للبلد ككلّ.
ورداً على سؤال، أجاب فنيش: "التركيز على ملف شهود الزور ليس هدفه التخلّص من هؤلاء الذي نعتبرهم كذبة، بل هدفه الأساسي معرفة الجهات والخلفيات التي تقف وراء فبركتهم وغايتهم من ذلك"، مشيراً إلى أنَّ "الموضوع مرتبط بالتحقيق وبمسألة الحقيقة والعدالة، لذا الأمر أبعد مما يتم تصويره".
وحول الموقف من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، أوضح فنيش أنَّ "موقف رئيس الجمهورية كان واضحاً قبل الجلسة وهو كان يقول إنه لن يلجأ الى التصويت وكذلك بالنسبة إلى وليد جنبلاط، لذلك لم نتفاجأ لأنَّ الموقف كان هو نفسه قبل الجلسة وخلالها".
وعن موضوع المحكمة الدولية، قال فنيش: "من الأساس نحن لم نكن موافقين على المحكمة الدولية، والجميع يعلم ذلك عندما طرح الموضوع، وقد قبلنا بعد اتفاق الدوحة وبعد المشاكل حول البيان الوزاري الذي يتضمّن كلاماً عن المحكمة حرصاً منا وتمهيداً منا لتفاهمات لاحقة، من دون أن يلغي ذلك التحفّظ الذي كان لدينا"، مضيفاً: "الموافقة على فكرة المحكمة الدولية في البيان الوزاري لا تعني الموافقة على كل ممارساتها القائمة على التزوير والكذب والتضليل وتوجيه الإتهامات إلى الآخرين".
وإذ اعتبر أنَّ "المحكمة اليوم فقدت مصداقيتها"، قال فنيش: "من حقنا ألا نثق بها أو نتعاطى معها وهذا لا يتعارض مع البيان الوزاري، وإذا بقينا في هذا الخلاف على ملف "شهود الزور"، سنصل الى مرحلة صدور القرار الظني وبالتالي ستكون مفاعيله أكثر بكثير على البلد"، مؤكداً أنَّ "أي قرار ظني قد يوجّه الى عناصر من حزب الله هو بمثابة اعتداء على المقاومة وعلى لبنان وعلى أمن البلد، وبالتالي لا يمكن القبول بالإتهام". وتابع: "القرار الظني حريق كبير واتهام عناصر من المقاومة حريق كبير واستمرار استخدام التحقيق هو حريق يستهدف المنطقة وهذا ما تتمناه اسرائيل".
وأشار فنيش إلى أنَّ "المشكلة مع البعض أنهم لا يعرفون ما يقولون وماذا يجري من حولنا فهناك نوع يعرف والبعض الاخر هو من الغباء لدرجة انه لا يعرف ما يجري حوله".
وحول ما قاله رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون عن استقالة الحكومة، أوضح فتنيش أنَّ "موقف العماد عون مفهوم وله مبرراته، فاذا بقيت الحكومة بهذا الخلل الذي نعيشه اليوم فما الفائدة من بقائها في الحكم؟".
