أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

نصرالله قائد وخطيب شجاع

الجمعة 12 تشرين الثاني , 2010 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,458 زائر

نصرالله قائد وخطيب شجاع

في كل مرة أستمع إلى سماحة السيد حسن نصرالله، أفهم الأمور أكثر وأكثر بعمق ووضوح، فقائد المقاومة المليء بالعنفوان وعزة النفس، وابتسامة التواضع، وزمجرة الأسود، لا يلين ولا يكل، بل يعلن جهاراً وبوضوح، ولا يترك أي لبس بأقواله.
هكذا يكون القائد، ومنذ زمن عربي طويل يمتد إلى أكثر من قرن لم يظهر قائد عربي إسلامي وميداني وخطيب وفي ذات الوقت يخاطب الناس بطريقة واضحة عفوية وشجاعة منطقية، وفيها الكثير من الاقتناع والوضوح مثلما ظهر السيد حسن نصرالله الذي انتقل من قائد لحزب الله إلى قائد للأمة، وتحول إلى رمز لضمير الناس.
غريب، أحياناً أنظر إلى حزب الله بأنه ذو فكر واحد، لا يقبل الآخرين وصاحب عقيدة دينية من الصعب أن يسمح للناس بالتعايش معه، ولكن ليس هذا هو الانطباع الذي تتركه عن قائد المقاومة السيد حسن نصرالله، بل هو جدلي منطقي، بل هو مليء بعزة النفس، بل هو مليء بالعنفوان، بل هو يفتخر بالمجاهدين، ولا يعطي لنفسه أي ميزة شخصية له على مجاهديه، بل يكرّم الشهداء والمعوقين والمجاهدين من دون أن يتفوه بكلمة واحدة عن نفسه بأنه أصاب في هذا الموقف أو نجح في هذه الخطة، بل دائماً يقدّم جهده الخاص وعمله الى المجاهدين، إلى شهداء المقاومة، إلى المعوقين، إلى الناس الذين يدعمون المقاومة، وفي ذات الوقت يجعلك بمنطق واضح تشعر أنك متفوق على العدو الاسرائيلي، ويعطيك دائماً معنويات فتشعر بأنك صاحب القضية الحقة، وهو كذلك، لكن كثيرين نسوا أنهم أصحاب حق وأصحاب القضية. فينطلق السيد نصرالله في خطابه، فترى نفسك أمام قائد تاريخي للأمة، فالمقاومة لم تعد مقاومة محصورة في الجنوب، بل على مساحة امة ممتدة على صعيد العالم العربي والعالم الاسلامي.
وفي ذات الوقت هو خطيب شجاع يقول الأمور بصدق، بعقله يتكلم، وبقلبه يتكلم، ومشاعره تتكلم، وأحاسيسه تتكلم.
فما إن ينتهي من خطابه حتى يشعر الناس أنه واحد من قلب البيت، أنه واحد منهم، أن مواطناً ولو كان قائداً للأمة، لكن هذا المواطن تكلم مع الناس فأقنعهم بمقدار ما هو مقتنع بقضيته التي قدّمت الشهداء، بمن فيهم نجله الشهيد هادي نصرالله، ومع ذلك فقائد المقاومة في يوم الشهيد وهو أب ولديه عاطفة كبيرة، ولا يفرق بين الشهداء ونجله، لا يذكر كلمة واحدة عن فقدان عائلته لشاب هو الشهيد هادي نصرالله، ربّاه قائد المقاومة حتى الثامنة عشرة من حياته واستشهد في مواجهة اسرائيل.
أمس كان السيد نصر الله واضحاً، وسواء تؤيده أم لا تؤيده، لكنك على الأقل تفهم ماذا يريد، تفهم ما هي قراراته، ولذلك فالقرار واضح عنده، وهذا القرار ان المقاومة لا تقبل إتهاماً لأي مجاهد في صفوفها، ولا تقبل بأن يُمس أحد مجاهديها وهي مستعدة لقطع اليد التي تمتد لأي مجاهد.
هكذا أنهى السيد نصرالله علاقته مع المحكمة الدولية، وقد لا يُعجب كثيرين موقف السيد نصرالله من المحكمة الدولية، إلا أن قائد المقاومة كان صريحاً، وحدّد موقفه، فيما الآخرون يفتشون عن رمادي بين الأبيض والأسود.
وفي هذا المجال نقول، إنه كما من حق رئيس الحكومة سعد الحريري أن يعلن أنه متمسك بالمحكمة الدولية، فمن حق قائد المقاومة حماية مقاومته ومجاهديه وإعلان ما أعلنه أمس في هذا المجال.
ثم العظمة لدى السيد نصرالله هي الثقة بالنفس، الثقة بقوة الروح، الثقة بقوة الذات إيمانا بالله وبالقضية حتى الإستشهاد.
وفيما أنت تشعر أنك في نفق أسود طويل لا مفر منه، يأتي الضوء، وفيما ترى أن عدواً اسرائيلياً يستعد سريعاً لحرب جديدة، يطل السيد نصرالله قوة في المعنويات وعزة في النفس تنقلك من واقع ضعيف إلى القوة، وهذه القوة ليست حلماً بل هي تحققت في تحرير عام 2000، وفي حرب عام 2006، وفي كل ما أعلنه السيد نصرالله وكان صادقاً به.

Script executed in 0.18819808959961