صحّت توقعات «حزب الله»، فالفرصة التي وفـّرها أمينه العام السيد حسن نصر الله يبدو أنها ستضيع في خضم بعض القراءة المحلية الخاطئة لخطاب «يوم الشهيد»، من جانب معظم فريق 14 آذار، لذلك لم يكن مفاجئا أن يقول أحد هؤلاء، على سبيل المثال لا الحصر، إن رهان نصر الله على المسعى السوري السعودي يحمل في طياته شعوراً بالضعف، واستبعاده الفتنة يدل على خوفه من المواجهة.
لكن حقيقة الأمر، بالنسبة الى قيادات في «حزب الله» ان «السيد» قدم «أكثر من مجرد إعطاء فرصة»، فللمرة الاولى يرفع مستوى التفاؤل في إمكان تحقيق تفاهم سوري سعودي جدي ينزع فتيل القرار الاتهامي ويرتكز على قاعدة حفظ الاستقرار، أي حفظ الجميع، وهذا نابع من قراءة «السيد» السياسية لمصلحة السعودية وسوريا ولبنان.
ولعل ردود «14 آذار» على نصر الله، لم تكن مفاجئة بقدر الدخول المصري المتوالي على خط التصعيد السياسي، وآخر فصوله تذكير وزير الخارجية المصرية أحمد ابو الغيط، المقاومة بامتلاك المجتمع الدولي أسنانا ( طبعا في وجه «حزب الله»)، وتجلت ايضا في مسارعته الى الرد على السيد بالوعيد والتهويل بأن «لا يتصوّر أحد أنه قادر على قطع الأيدي، فـ«قطع الأيدي» يؤدي إلى الكثير من الخسائر التي تصيب صاحب القطع».
تجاهل «حزب الله» هجوم ابو الغيط وتعاطى معه كأنه غير موجود، فقد تكون للحزب حساباته، إلا ان هذا لا يمنع من السؤال عن سر حماسة أبو الغيط، وهل هو ينطق باسم مصر أم باسم الولايات المتحدة وحلفائها العرب أو الاسرائيليين، وما هو الهدف الحقيقي من خلف الهجمة المصرية؟
تسجل أوساط قيادية بارزة في المعارضة الملاحظات الآتية:
اولا: ان التصعيد المصري مرتبط أساسا بالتصعيد الاميركي، وفي كل المفاصل والازمات تؤكد مصر مجددا أنها لا تمتلك سياسة مستقلة، بل انها على الدوام تمتلك سياسة منضبطة بالكامل وفق سياسة الولايات المتحدة ومصالحها.
ثانيا: ان التصعيد المصري يهدف بالدرجة الاولى الى محاولة حجز مقعد في السياسة الاقليمية، فقد يبدو أن تطوّع ابو الغيط في الرد على «السيد»، وبعدما لعب قبل أيام دور محامي الدفاع عن المحكمة الدولية، هو تعبير انفعالي خاص أكثر مما هو سياسي نابع من حرص على الحلفاء في لبنان، إلا أنه في حقيقة الامر نتيجة طبيعية عن العقدة المستحكمة في السياسة المصرية التي تحاول منذ سنوات أن تصنع لها دورا اقليميا، وفشلت في تحقيق ذلك في كل الساحات المحيطة بها، فلا هي استطاعت مثلا أن تلعب دورا في السودان، كما هي غائبة كليا عن العراق، وحتى في الموضوع اللبناني عندما حاولت يوما أن تلعب دورا أخفقت، وها هي كل محاولاتها في ما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، لم تفض الى نتيجة، في حين ان المسعى انتقل الآن الى سوريا في هذا الموضوع ولم ترد القاهرة سوى الصورة الأخيرة..
ثالثا: يشكل أحمد أبو الغيط نموذجا للدبلوماسي الفاشل في تقديم الأفكار والمواقف. وقد أقرّ علنا قبل أيام بقوله «نحن نتدخل في لبنان لنقول إننا موجودون، وان لنا دورا في المنطقة»، علما أن هناك من يهمس بأنّ مصر تلعب دورا خفيا داخل الوضع اللبناني يتجاوز الدور السياسي إلى مفاقمة الأزمة وتعقيدها.
رابعا: ان العلاقة السعودية المصرية لا تبدو أنها على ما يرام، ومن هنا فإن التصعيد المصري هو جزء من التشويش الأميركي الواضح على المسعى السوري السعودي.
خامسا: ان الدور المصري مفقود في لبنان، ومحاولة إحياء هذا الدور ليست بالأمر السهل وقد لا تؤتي ثمارها بحسب ما تشتهي السياسة المصرية، ذلك أن القوى اللبنانية التي يفترض أن تشكل جسرا له، لكل منها مرجعيتها ورعاتها الاقليميون والدوليون، فالقوات اللبنانية التي تربط بينها وبين مصر علاقة وثيقة، تصب في النهاية عند المرجع الاميركي، كما أن تيار سعد الحريري مرجعيته سعودية واضحة لا لبس فيها، وان دخل المصري فسيدخل كالشريك المضارب، ويبقى بعض المفردات السياسية التي لا تسمن ولا تغني من جوع سياسي أو غير سياسي.
سادسا: ان مصر تعيش أزمة داخلية كبرى، فالنظام يعيش إرهاصات وهواجس خسارة خيار التوريث والانتخابات التشريعية، ولذلك فإنه يثير قنابل دخانية بتصريحات مثيرة للجدل حول المحكمة الدولية والوضع اللبناني وغيره.
لكن حقيقة الأمر، بالنسبة الى قيادات في «حزب الله» ان «السيد» قدم «أكثر من مجرد إعطاء فرصة»، فللمرة الاولى يرفع مستوى التفاؤل في إمكان تحقيق تفاهم سوري سعودي جدي ينزع فتيل القرار الاتهامي ويرتكز على قاعدة حفظ الاستقرار، أي حفظ الجميع، وهذا نابع من قراءة «السيد» السياسية لمصلحة السعودية وسوريا ولبنان.
ولعل ردود «14 آذار» على نصر الله، لم تكن مفاجئة بقدر الدخول المصري المتوالي على خط التصعيد السياسي، وآخر فصوله تذكير وزير الخارجية المصرية أحمد ابو الغيط، المقاومة بامتلاك المجتمع الدولي أسنانا ( طبعا في وجه «حزب الله»)، وتجلت ايضا في مسارعته الى الرد على السيد بالوعيد والتهويل بأن «لا يتصوّر أحد أنه قادر على قطع الأيدي، فـ«قطع الأيدي» يؤدي إلى الكثير من الخسائر التي تصيب صاحب القطع».
تجاهل «حزب الله» هجوم ابو الغيط وتعاطى معه كأنه غير موجود، فقد تكون للحزب حساباته، إلا ان هذا لا يمنع من السؤال عن سر حماسة أبو الغيط، وهل هو ينطق باسم مصر أم باسم الولايات المتحدة وحلفائها العرب أو الاسرائيليين، وما هو الهدف الحقيقي من خلف الهجمة المصرية؟
تسجل أوساط قيادية بارزة في المعارضة الملاحظات الآتية:
اولا: ان التصعيد المصري مرتبط أساسا بالتصعيد الاميركي، وفي كل المفاصل والازمات تؤكد مصر مجددا أنها لا تمتلك سياسة مستقلة، بل انها على الدوام تمتلك سياسة منضبطة بالكامل وفق سياسة الولايات المتحدة ومصالحها.
ثانيا: ان التصعيد المصري يهدف بالدرجة الاولى الى محاولة حجز مقعد في السياسة الاقليمية، فقد يبدو أن تطوّع ابو الغيط في الرد على «السيد»، وبعدما لعب قبل أيام دور محامي الدفاع عن المحكمة الدولية، هو تعبير انفعالي خاص أكثر مما هو سياسي نابع من حرص على الحلفاء في لبنان، إلا أنه في حقيقة الامر نتيجة طبيعية عن العقدة المستحكمة في السياسة المصرية التي تحاول منذ سنوات أن تصنع لها دورا اقليميا، وفشلت في تحقيق ذلك في كل الساحات المحيطة بها، فلا هي استطاعت مثلا أن تلعب دورا في السودان، كما هي غائبة كليا عن العراق، وحتى في الموضوع اللبناني عندما حاولت يوما أن تلعب دورا أخفقت، وها هي كل محاولاتها في ما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، لم تفض الى نتيجة، في حين ان المسعى انتقل الآن الى سوريا في هذا الموضوع ولم ترد القاهرة سوى الصورة الأخيرة..
ثالثا: يشكل أحمد أبو الغيط نموذجا للدبلوماسي الفاشل في تقديم الأفكار والمواقف. وقد أقرّ علنا قبل أيام بقوله «نحن نتدخل في لبنان لنقول إننا موجودون، وان لنا دورا في المنطقة»، علما أن هناك من يهمس بأنّ مصر تلعب دورا خفيا داخل الوضع اللبناني يتجاوز الدور السياسي إلى مفاقمة الأزمة وتعقيدها.
رابعا: ان العلاقة السعودية المصرية لا تبدو أنها على ما يرام، ومن هنا فإن التصعيد المصري هو جزء من التشويش الأميركي الواضح على المسعى السوري السعودي.
خامسا: ان الدور المصري مفقود في لبنان، ومحاولة إحياء هذا الدور ليست بالأمر السهل وقد لا تؤتي ثمارها بحسب ما تشتهي السياسة المصرية، ذلك أن القوى اللبنانية التي يفترض أن تشكل جسرا له، لكل منها مرجعيتها ورعاتها الاقليميون والدوليون، فالقوات اللبنانية التي تربط بينها وبين مصر علاقة وثيقة، تصب في النهاية عند المرجع الاميركي، كما أن تيار سعد الحريري مرجعيته سعودية واضحة لا لبس فيها، وان دخل المصري فسيدخل كالشريك المضارب، ويبقى بعض المفردات السياسية التي لا تسمن ولا تغني من جوع سياسي أو غير سياسي.
سادسا: ان مصر تعيش أزمة داخلية كبرى، فالنظام يعيش إرهاصات وهواجس خسارة خيار التوريث والانتخابات التشريعية، ولذلك فإنه يثير قنابل دخانية بتصريحات مثيرة للجدل حول المحكمة الدولية والوضع اللبناني وغيره.