اكد رئيس تكتل "التغيير والصلاح" النائب ميشال عون انه ليس هناك خطر من نشوب حرب أهلية لأنّ المواجهة حتى الآن هي سياسية وتتّصل بالعدالة الدّولية، لافتا الى ان فريق المعارضة "قادر على شلّ الحكومة فنحن نملك أكثر من الثّلث زائد واحد فيها لاتّخاذ القرارات الأساسية فيها. إذاً، لا فائدة لنا من الإنسحاب من الحكم حالياً".
وفي ما يتعلق بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان اعتبر انه لكي تحقق المحكمة الدولية العدالة يجب اتّباع طريق الشّهود الزّور، لأنّهم أنفسَهم ممكن أن يكونوا نتاج مكيدة مدَبّرة من منفّذي الجرم.
وردا على سؤال عن النّفع الّذي سيحصل عليه رئيس الحكومة سعد الحريري إن لم تُعلَن الحقيقة وتُنَفَّذ اعتبر عون ان الحريري "يشعر بمشاعر الإنتقام، ويريد التخلص من أخصامه السّياسيين، ولكن على أيّ حال، تتزامن هذه المحكمة مع أكبر فضيحة على الأرجح في الشّرق الأوسط، وهي فضيحة مالية بدأت مع تسلّم رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري الحكم منذ العام 1993. لقد إكتشفنا أنّ هناك تبذيراً وسرقات من أموال الخزينة تُقَدّر بعشرات مليارات الدّولارات".
وعن تهديد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان "حزب الله" سيقطع اليد التي ستعمل على توقيف أيّ عنصر من عناصر الحزب بسبب المحكمة الدوليّة اعتبر ان "هذا ليس تهديدا نّما دفاعٌ عن النفس. هو لن يتهجّم على أحد، وكلّ ما يقوله هو إنّه في حال لم تُطبّق العدالة بالتساوي على الجميع سيقوم بالدفاع عن نفسه"، لافتا الى انه "يأتي في نطاق الإتّهامات الخاطئة. حزب الله يقول إنّه بريء، وهم يعملون على توريطه".
وعن المطالبة بإيقاف تحويل السلاح من الخارج إلى داخل لبنان، اشار عون الى انه "حتّى السّاعة، هناك أرض لبنانيّة لا تزال محتلّة، وهناك خمسمئة ألف لاجئ فلسطيني في لبنان. إذاً المشاكل مع إسرائيل لا تزال قائمة، والتسلّح هو نتيجة إحتلال إسرائيل لأرض لبنانيّة، كما أنّ الجيش اللبناني لا يتمتّع بالقدرات اللاّزمة لحفظ الأمن في الدّاخل اللبناني وللدفاع عن الحدود اللّبنانيّة. يجب فهم موقفنا من هذا المنطلق، فنحن لا نريد لا تحرير القدس ولا مهاجمة إسرائيل. هذا السلاح هو فقط للدفاع عن لبنان".
وعن لقائه بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اعلن ان ساركوزي "طالب بدعم المحكمة الدّوليّة، ولكن أظهرت له بعض التّوضيحات بما يتعلّق بهذه المحكمة وسيأخذها بعين الإعتبار. لا أستطيع التكلّم عن هذه التّوضيحات لأنّي لا أتكلّم في الإعلام عن مضمون الإجتماعات التي أقوم بها مع مسؤولين سياسيين"
وفي لقاء مع "جمعية الصحافة الدبلوماسية" اعتبر عون ان "ردة فعل "حزب الله" على اتهامه باغتيال الحريري ربما ستكون قوية جداً لانه بريء، خصوصاً في ظلّ تحقيق كالذي نشهده اليوم. لديّ تجربة خاصة مماثلة، يوم تمّ اتّهامي بسرقة أموال الدولة واستمرّت المحاكمة طوال تواجدي في المنفى ليتبين فيما بعد بطلان كل ذلك"، لافتا الى انه "ينبغي عدم اللعب بالنار، فمن يعتبر نفسه بريئاً قد يشعل أزمة تتخذ طابعاً عسكرياً"، مؤكداً أنَّ "لا أحد يرفض المحكمة".
وإذ لفت إلى أنَّه كان أول من طالب بها، قال عون: "لكننا ضد الإستنساب في العدالة"، مندداً بـ"تركيز التحقيق منذ اربع سنوات على سيناريو ضلوع سوريا وحده"، وتساءل: "لماذا بقيت إسرائيل خارج التحقيق فيما أنَّها الوحيدة التي تملك وحدة "لموساد" متخصصة في الإغتيالات السياسية؟".
وعما اذا كان يعتبر ان التفاهم السعودي السوري كافياً لاستقرار لبنان اعتبر ان التدخلات اكبر بكثير وإدارة الأوضاع في المنطقة ليست بيدهم.