أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

لبنان متفوّق في «حرب الأدمغة» ضد «إسرائيل» ...تقنيات العملاء وتكنولوجيتهم.. لعبة مكشوفة

الجمعة 19 تشرين الثاني , 2010 11:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 6,792 زائر

لبنان متفوّق في «حرب الأدمغة» ضد «إسرائيل» ...تقنيات العملاء وتكنولوجيتهم.. لعبة مكشوفة

يستمر مسلسل تهاوي شبكات التجسس «الإسرائيلية» في لبنان، وتستكمل القوى الأمنية اللبنانية بالتنسيق والتعاون مع جهاز أمن المقاومة، فصول «حرب الأدمغة» بتفوق تكتيكي عالي الدقة يهدف الى تطهير البلاد من الخلايا «الإسرائيلية» النائمة، رغم استغلال «الإسرائيليين» التطور الهائل لتكنولوجيا الاتصالات. وفي حين تسود حالة من الارباك والتخبط في أوساط عسكرية وأمنية «إسرائيلية» مختلفة، تتصاعد مطالبات ما يسمى الجبهة الداخلية في الكيان الصهيوني، بتأليف لجنة تحقيق لمعرفة أسباب الانتكاسة التي أصابت أجهزتها الاستخباراتية في لبنان وللإجابة عن كميّة الأسئلة المحيّرة التي تشغل بال «الإسرائيليين» منذ بدأت تتهاوى أوكارهم في لبنان.
وقد تطوّرت حركة الصراع الاستخباراتي بين لبنان والمقاومة من جهة، وأجهزة الاستخبارات «الإسرائيلية» من جهة ثانية. وذلك تماشياً مع الحداثة الهائلة التي شهدها عالم الاتصالات والتقنيات والإلكترونيات والتكنولوجيا، بحيث لم يعد العملاء والجواسيس يكتفون بالتواصل مع مجنّديهم ومشغّليهم، باستعمال وسائل صارت مع مرور الزمن قديمة وبالية وبطيئة ورتيبة وبدائية.
وسائل تجسس «إسرائيلية»
تنوّعت وسائل التجسس التي اعتمدت عليها أجهزة الاستخبارات «الإسرائيلية»، لاستقاء معلوماتها واصطياد أهدافها في لبنان، بدءاً من الاعتماد على العنصر البشري مثل الشبكات والمجموعات والخلايا والأفراد، وانتهاء بطائرات التجسّس «أواكس»، وطائرات الاستطلاع «أم.ك» وبالونات، ومناطيد غازية مزروعة بالكاميرات وأجهزة الاتصال من نوع «بومباردير»، وأقمار اصطناعية.
ويملك العدوّ «الإسرائيلي» الذي دخل نادي دول الأقمار الاصطناعية في العام 2002، عشرة أقمار اصطناعية للتجسّس يجري كلّ واحد منها دورته حول الأرض في مدّة ساعة ونصف الساعة قبل أن يسلّم المهمّة الى القمر التالي. وقد سمّيت هذه الأقمار: «أوفيك ـ 5» ( أيّ أفق 5)، و «أوفيكـ 7»، و»أوفيكـ 8»، و»تكسار»، و»سار 1»، و»أوفيك ـ 9»، وهذا الأخير على سبيل المثال، مزوّد بكاميرا «رادارية» يمكنها التصوير من خلف السحب والتقاط الصور بجودة عالية، كما أنّه مشابه للقمرين «أوفيك ـ 5» و»أوفيك ـ 7» من حيث التقاط الصور لأجسام موجودة على الكرة الأرضية بحجم 70 سنتيمتراً.
دور العملاء على الأرض
رغم التطور الهائل الذي حققه كيان العدو في مجال التجسس الالكتروني، إلا أنه لا يمكن إغفال الدور الهام الذي يؤديه العملاء على الأرض، فهو يتكامل مع مهام طائرات التجسّس والأقمار الاصطناعية، ولا غنى عن اللجوء إليه لضرورته وفرادته وقدرته الذاتية في القيام بمهام وحالات أبرزها:
ـاستطلاع الطرقات وإجراء مسح شامل لحركة النقل عليها وتمشيطها وكنسها لتسهيل عملية انتقال عناصر من وحدة «الكوماندوس» إلى مكان ما، بغية تنفيذ مهمّة أمنية أو جريمة محدّدة، وذلك خشية وجود حواجز أمنية للقوى الأمنية اللبنانية.
ـ رصد الاتصالات.
ـتصوير مواقع وثكنات عسكرية ثابتة بكاميرا مثبتة داخل سيّارة بحيث تلتقط الصور المطلوبة من دون أن تثير ريبة أحد.
ـ تقريب المشاهد الملتقطة جوّاً وقراءة الخرائط والصور الجوّية لتحديد مواقع عسكرية (ثكنات وحواجز ومقرّات) ومدنية (منازل ومحال تجارية ومدارس) بوضع دائرة حول كلّ منزل مع إعطائه رقماً معيّناً، وتحديد الإحداثيات (نظيم وقطوع أوX ـ Y).
ـالعثور على المعلومات السرّيّة في المواقع والمراكز والغرف المغلقة والأماكن المحروسة والمحمية.
ـ تأكيد معلومات قيد الدرس والبحث والنقاش.
ـجمع أكبر كمّية من المعلومات عن المقاومة بتيّاراتها وحركاتها وأحزابها المختلفة لبنانياً وفلسطينياً، وعن مسؤوليها ومراكزها وتجهيزاتها العسكرية وتحرّكاتها الأمنية وعملياتها العسكرية.
ـ تقديم معلومات عن نتائج غارات الطائرات الحربية «الإسرائيلية» على المدنيين العزل، والمراكز الحزبية وتحديد حجم الإصابات والأضرار المادية والمعنوية.
أجهزة يستخدمها العملاء للتجسس
كشف العملاء الذين تم توقيفهم من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية وجهاز أمن المقاومة، عن عدد كبير من وسائل الاتصال وأجهزة الإرسال التي استخدموها في وظائفهم المختلفة وزوّدهم بها «الموساد» ومنها:
ـجهاز إرسال لاسلكي يشبه في الشكل منفخ عجلات السيّارة الكهربائي وهو يرسل ولا يتلقّى.
ـ جهاز إرسال لاسلكي لإرسال المعلومات بطريقة مشفّرة يعمل بواسطة بطارية تسعة فولت.
ـإرسال المعلومات بواسطة الحبر السرّي الذي لا يكتشف بالعين المجرّدة ولا يمكن قراءة المعلومات المدوّنة في الرسالة.
ـجهاز لاسلكي عبارة عن آلة طابعة لطبع البرقيات باللغة العربية ومزوّد بشاشة يتلقّى عليها المطلوب منه باللغة العربية أيضاً، ويضمّ آلة أخرى لإرسال البرقيات والمعلومات من خلال الجهاز الطابع، ويزوّد بقطعتين إلكترونيتين لتقوية أجهزة التلقّي والإرسال. ومع هذا الجهاز لا يعود العميل بحاجة إلى استخدام الطريقة المشفّرة لإرسال المعلومات ويستغني عنها نهائياً.
ـجهاز إرسال عبر الأقمار الاصطناعية على هيئة راديو ومسجّلة ولا يمكن التفريق بينهما من حيث الشكل الخارجي، ولكنّ تركيبتها الداخلية تحتوي على تقنية عالية تسمح باستقبال وبثّ رسائل مشفّرة عبر موجات الراديو القصيرة «AM»، ويعرف العميل بوصول الرسالة من خلال ضوء أحمر مثبت في الجهة الخلفية للراديو، فيتلقّفها، ويقوم بقراءتها باللغة العربية بواسطة جهاز ثان هو عبارة عن طابعة موصولة بالجهاز الأساسي، ومزوّدة بشاشة، ويردّ على الرسالة بواحدة مماثلة بعد طبعها على الطابعة نفسها، ويرسلها بشكل اعتيادي عبر مفتاح إرسال في الطابعة.
ـجهاز بثّ لاسلكي لإرسال البرقيات السرّيّة مع آلة طبع، ومركّب موجات مع لائحة ومحوّل أسلاك وأوراق «شيفرة».
ـجهاز «(لاسلكي)» (Wireless) يستعمل لتحسين عمل الانترنت، وهو مزوّد بتقنية تسمح لمستخدمه بتلقّي الرسائل وبثّها عبر الأقمار الاصطناعية من خلال وصل الجهاز بحاسوب بعد تزويده بحافظة معلومات محمولة (Flash memory USB) غير عادية تحتوي على خرائط مفصّلة للبنان ومقسّمة بحسب المناطق، وتظهر الرسائل على الشاشة متضمّنة الأسئلة المنوي الاستفسار عنها، كأنْ تضمّ على سبيل المثال، طلب معلومات عن أشخاص ومواقع وإحداثيات، فيلبّي العميل الرغبة «الإسرائيلية» بتحديد الموقع على الخريطة عن طريق (قطوع ونظيم أو Xـ Y) إذا كان لديه الجواب الشافي، وذلك عبر بثّ رسالة مطبوعة على الحاسوب يتمّ إرسالها بواسطة الجهاز الموصول بالحاسوب.
ـ منظار مكبّر للخرائط الجوّيّة بشكل كاميرا.
ـ جهاز إرسال واستقبال يتمّ تخبئته داخل مفروشات لإرسال رسائل مكتوبة تظهر على شاشته. ويوضع ضمن جسم بطارية فارغة من الداخل.
ـ جهاز « GPS» متطوّر يستطيع « الموساد» من خلاله معرفة قيام العميل بتنفيذ المهمّة الموكولة إليه، ومعرفة الطرقات التي سلكها لتحقيق هذه الغاية، يضعه العميل خلف المقعد الخلفي للسيّارة ويتجوّل في الشوارع والطرقات والأحياء والمناطق ويتواصل في اللحظة نفسها مع « الموساد» عبر الرسائل المشفّرة ويتوقّف في مكان ما أكثر من غيره.
ـ ذاكرة إلكترونية، أو حافظة معلومات، (USB Flash memory) خاصة بالخرائط، وثانية للإنترنت، وثالثة للالتقاط من الأقمار الاصطناعية، ويمكن جمع الثلاث في واحدة لمزيد من الحماية. تكون سعة الحافظة الواحدة كبيرة بحيث تتسع لنحو 40 جيغابايت. واللافت في هذه الحافظة أنّها تبدو عند فتحها بإتباع تعليمات معقّدة وكلمات مرور خاصة (Password) فارغة ولا تحتوي شيئاً، أو ربّما تحتوي صوراً عادية وأغان وما شابه، ولكنّها في واقع الحال، ومن خلال الكشف الفني عليها تحتوي خرائط مفصّلة او دقيقة لكلّ الأراضي اللبنانية، ويستطيع العميل قراءة إحداثيات أيّ مكان، لموقع بناء، تظهر في أسفل الشاشة.
ـكيس هدايا خاص بعيد الميلاد يضعه في السيّارة للتمويه، يحتوي في حقيقة الأمر على إحداثيات تجنّب السيّارة القصف.
ـ استقبال البرقيات من «الإسرائيليين» على جهاز الراديو العادي عبر الموجة القصيرة «SW1» مع أخذ الاحتياطات اللازمة والواجبة للحؤول دون سماع الآخرين لصوت الراديو، وذلك عبر توصيل قطعة هي عبارة عن سمّاعة. يقوم العميل بفتح الراديو في وقت محدّد ويتلقى الرسائل على الشكل التالي: الفاـ باتاـ تانغو، ثمّ يجمع هذه الحروف وفقاً لكتاب مسلّم له سابقاً لمعرفة ما هو مطلوب منه، ويردّ عليها برسالة شفهية أو خطّية.
ـصفيحة زيت معبّأة بزيت الزيتون في أسفلها مخبأ سرّي، ويتمّ فتحها من الأسفل بواسطة مفتاح علب عادي. ولا تتأثّر المعلومات، أو الصور، أو المادة المرسلة عبر هذه الصفيحة، ولا تتضرّر، لأنّها مفصولة كلّياً عن الزيت.
ـ إبريق شاي حافظ للحرارة يوجد في أسفله مخبأ سرّي. قد تدوّن عليه عبارة قرآنية لإبعاد الشبهات.
ـغالون مياه ملوّن غير شفّاف، يمكن اقتطاع جزء منه لتمرير الأغراض المراد تهريبها او ترك الجزء المتبقّي للمياه.
ـجرّة المياه، أو «الجاريكان» باللغة العبرية، وهو وعاء مخصّص لحفظ المياه باردة عند الخروج من المنازل إلى الطبيعة في نزهات أو رحلات برّية أو بحريّة. يوضع في غطائه الأعلى وتحديداً تحت طبقة من النايلون السميك، جهاز متطوّر لنقل الصور وإعطاء إحداثيات وتخزينها، وإجراء مسح شامل للمناطق التي يمرّ فيها، والتي لا يمكن لطائرات الاستطلاع والأقمار الاصطناعية الوصول إليها وتحديدها بسبب صغر حجمها كالتضاريس والأنفاق. ويتمّ تشغيل هذا الجهاز الحديث جدّاً عبر الضغط على حرف من حروف الماركة التجارية المثبتة عليه بصورة غير نافرة «IQLOOـ Drinking Water» كونها تخبّئ تحتها أزرار التشغيل، فيعطي ضوءاً محدّداً على الحرف الآخر إيذاناً ببدء عملية التشغيل ووصله بالأقمار الاصطناعية.
ـ حقيبة جلدية تعلّق بالكتف مجهزة بمخبأ سرّي في أسفلها مثل الحقيبة التي استعملها العميل أحمد الحلاّق لنقل جهاز تفجير تسلّمه من «الإسرائيليين» في مستعمرة «المطلّة»، والذي استخدمه في ارتكاب مجزرة صفير في الضاحية الجنوبية في 21 كانون الأوّل من العام 1994، أودت بحياة ثلاثة أشخاص بينهم فؤاد مغنية شقيق القائد الجهادي الكبير في المقاومة الإسلامية الحاج عماد مغنية «الحاج رضوان».
ـ علاّقة مفاتيح في داخلها جيب سرّي يحتوي على شريحة هاتف مكتوب عليها «SIM» وتستخدم لإخفاء أشياء صغيرة الحجم. 

Script executed in 0.18177103996277