أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الحريري يزجّ «الهيئة المنظّمة» في حرب الاتصالات

الإثنين 22 تشرين الثاني , 2010 12:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,958 زائر

الحريري يزجّ «الهيئة المنظّمة» في حرب الاتصالات

رغم الضجيج الذي يسعى مطلقوه إلى إخفاء حجم الاختراق الإسرائيلي لقطاع الاتصالات، فإن هذا الاختراق صار مثبتاً في تقارير أنهتها الهيئة المنظّمة للاتصالات، وفي قرار أممي صادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات. بناءً على ذلك، يشهد المجلس النيابي اليوم مؤتمراً صحافياً يشارك فيه كل من رئيس لجنة الاتصالات النيابية حسن فضل الله ووزير الاتصالات شربل نحاس، على أن تكون حصة الأسد فيه لرئيس الهيئة المنظمة للاتصالات (بالإنابة) عماد حب الله. والأخير، سيتحدّث عن نتيجة المسح التقني ـــــ الأمني الذي قامت به الهيئة خلال الأشهر الماضية، منذ توقيف المدّعى عليه ش. ق. الموظف في إحدى شركتي تشغيل الهاتف الخلوي، وانكشاف رأس جبل جليد الاختراق الإسرائيلي للقطاع برمّته. وبحسب مصادر مطّلعة، فإن حب الله سيعرض خلاصة ما توصل إليه خبراء الهيئة، لناحية ما كان بإمكان الاستخبارات الإسرائيلية أن تفعله داخل القطاع، والأماكن الحساسة التي مكّنها عملاء لها من ولوجها، فضلاً عن قدرتها على التخريب والتحوير في الكثير من البيانات الخاصة بشبكتي الهاتف الخلوي. وسيظهر حب الله صوراً للأجهزة والمعدات التي زرعتها إسرائيل على الحدود اللبنانية ــــ الفلسطينية، والتي تستخدمها مع أجهزة مقابلة لها في لبنان من أجل التنصّت على المكالمات في الجنوب والوصول إلى عدد من المرافق الرئيسية في شبكة الهاتف الخلوي.
من المنتظر أن يُعرض في المؤتمر الصحافي تقرير عن مشاركة لبنان في مؤتمر المندوبين المفوضين للاتحاد الدولي للاتصالات في المكسيك، والذي تمكن الوفد اللبناني المشارك فيه من الحصول، بدعم من مجموعة الدول العربية وتركيا وإيران وفنزويلا وكوبا وفرنسا، على قرار بإدانة إسرائيل على ما سبّبته من أضرار وخسائر في قطاع الاتصالات، سواء أكان من خلال العدوان المباشر أم عبر الاختراق الأمني.
والقرار الأخير سبّب انزعاجاً لافتاً لبعض قوى 14 آذار. وفيما باتت واضحة معالم الهجوم الذي شنّته هذه القوى، وخاصة تيار المستقبل، على وزير الاتصالات، فإن في الهيئة المنظمة للاتصالات «معركة» في السياق ذاته تخوضها عضو مجلس إدارة الهيئة محاسن عجم ضد رئيس الهيئة عماد حب الله. فالأخيرة، في وثيقة حصلت «الأخبار» على نسخة منها، تتهم رئيس الهيئة بالتسبّب «بتدمير الصورة الحيادية للهيئة، وبتعريض صورة استقلالية قرارها عن أي منحى أو بعد سياسي محتمل لاهتزاز شديد يزيد من معاناتها السابقة في هذا المجال منذ تسلّمه مهماته بالإنابة». عجم، كما جميع نواب ومسؤولي تيار المستقبل، لا تنسى التشديد على ترحيبها بقرار إدانة إسرائيل، مرفقة إياه بـ«ولكن...». وبعد هذه الكلمة، يأتي تحذيرها من «استعمال الهيئة مطية لتنفيذ مخطط ما لم توافق عليه الهيئة ممثّلة بمجلس إدارتها، ودون إعلام هذا المجلس رسمياً بما يجري، وحين تكون نتائج هذا الاستعمال مضرّة بصورة الهيئة واستقلالية قراراتها». وما تتحدّث عنه عجم ليس سوى تمديد مشاركة حب الله في مؤتمر المفوضين في الاتحاد الدولي للاتصالات. ومما تأخذه عجم على رئيس الهيئة هو مشاركته في الاجتماع الذي عقد في وزارة الاتصالات يوم 28 تشرين الأول 2010 بين وزير الاتصالات شربل نحاس ووفد من كتلة «الوفاء للمقاومة النيابية». وحينذاك، كان هدف الاجتماع هو تهنئة الوزير ورئيس الهيئة على «الإنجاز الذي حققه الوفد اللبناني في مؤتمر المكسيك»، أي إدانة إسرائيل. وهذه المشاركة ترى فيها عجم نزعاً لاستقلالية الهيئة، سائلة باسم «الرأي العام» عمّا إذا كانت مشاركة حب الله «قد بنيت على أساس انضمامه إلى هذا الوفد (وفد الكتلة النيابية)، أم انضمامه إلى متلقّي التهنئة؟».
هجوم عجم على رئيس الهيئة ردّه مسؤولون معنيون في قطاع الاتصالات إلى انتمائها السياسي، مستغربين وضع نفسها في مواجهة رئيس الهيئة وزميلها في مجلس الإدارة باتريك عيد، فقط بسبب مشاركتهما في المؤتمر الذي تمكنوا فيه، بصفتهم جزءاً من الوفد اللبناني، من الحصول على قرار إدانة إسرائيل وتكليف الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات التثبت من وقف الخروق الإسرائيلية لقطاع الاتصالات اللبناني. وأعاد هؤلاء سبب موقف عجم إلى انتمائها السياسي، وخصوصاً أنها «تبرّعت لرئيس الحكومة سعد الحريري بإعداد تقارير عن مخالفات وزير الاتصالات، عندما اجتمع الحريري بأعضاء الهيئة المنظمة قبل نحو عشرة أيام، وطلب منهم تزويده بتقارير عمّا سمّاه مخالفات شربل نحاس». يضيف هؤلاء أن ما «ردعها عن المضي في ما تطوّعت القيام به هو موقف رئيس الهيئة بالإنابة الذي أوضح للحريري أنه لا يقبل، كرئيس هيئة، أن يخاطب رئيس الحكومة أحد أعضاء مجلس إدارة الهيئة في هذا الخصوص،.
رغم أن ما قالته عجم عن اعتراضها على مشاركة رئيس الهيئة في مؤتمر المكسيك مثبت في وثائق، إلا أنها نفت في اتصال مع «الأخبار» أن يكون ثمة خلاف داخل الهيئة، مؤكدة أن الأخيرة «على موقف واحد وكلمة واحدة. ولو كان ثمة خلاف لكانت الهيئة أصدرت بياناً أوضحت فيه ما يجري، التزاماً منها بالشفافية التي تعمل وفقاً لها»!


Script executed in 0.21593713760376