قلق دولي عقب كشف منشأة نووية جديدة في الشمالية بالامس ... وكوريا الجنوبية تدرس إعادة نشر الأسلحة النووية التكتيكية الأمريكية .. إذن الجبهة بين الكوريتين تستعر نارها وبات من الممكن ان تنفجر في اي لحظة ....
الجنوبية تتأهب والشمالية تصمت ...
في التفاصيل، أعلنت كوريا الجنوبية حالة التأهب القصوى بعد أن قالت إن إحدى جزرها تعرضت لقصف كوري شمالي أدى لمقتل جنديين وجرح آخرين، ثلاثة منهم في حال خطرة. أما كوريا الشمالية، فقد التزمت الصمت.
وكان جيش كوريا الجنوبية ووسائل إعلامها قد أعلنا عن قصف مدفعي تعرضت له جزيرة يونبيونغ قبالة الساحل الغربي لشبه الجزيرة الكورية، وهي قريبة من حدود متنازع عليها في المياه الإقليمية وتبعد نحو 120 كيلومترا إلى الغرب من سيول.
وقالت وكالة يونهاب إن الرئاسة في كوريا الجنوبية تشتبه بأن القصف الكوري الشمالي جاء ردا على تدريبات عسكرية جنوبية، فيما أكدت سيول أن جيشها رد على القصف من دون أن يذكر تفاصيل، مشيرا إلى تحليق طائرات أف-16 قرب الحدود مع كوريا الشمالية إثر القصف.
ونقلت الوكالة شاهد عيان قوله إن ما بين 60 و70 منزلا اندلعت فيها النيران بعد سقوط نحو 200 قذيفة على الجزيرة. وأظهرت اللقطات التلفزيونية أعمدة الدخان الكثيفة تتصاعد، فيما أفاد شهود عيان بأن النيران أصبحت خارج نطاق السيطرة.
وفي حين لم تتأكد أنباء تحدثت عن توقف القصف على الجزيرة الجنوبية ، أعلن جيش كوريا الجنوبية حالة التأهب في صفوفه، كما اجتمع كبار مساعدي الرئيس الجنوبي، لي ميونغ باك، في مخبأ بالقصر الرئاسي لدراسة الوضع المتفجر، ونقلت وسائل الإعلام الجنوبية عن مصادر حكومية قولها إن سيول هددت برد قوي في حال استمرت ما وصفتها باستفزازات بيونغ يانغ.
غير أن وكالة يونهاب للأنباء نقلت عن الرئيس "لي" قوله اليوم الثلاثاء إنه يحاول الحيلولة دون تصاعد تبادل إطلاق نيران المدفعية بين الكوريتين إلى صدام أكبر.
وفي تطور لاحق، قالت وسائل إعلام في كوريا الجنوبية إن سيول ستأخذ بعين الاعتبار رفع القضية إلى الأمم المتحدة، غير أن مسؤولين بوزارة الخارجية نفوا ذلك.
الصين قلقة ، اليابان تستعد لكافة الاحتمالات ، روسيا تحذر وامريكا تدين ...
في هذا السياق، عبرت الصين عن قلقها من أحدث تصعيد للتوتر بين شطري الجزيرة الكورية.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي في مؤتمر صحفي إن على الجانبين "بذل مزيد من الجهد لإقرار السلام" وطالب بضرورة العودة إلى المحادثات السداسية التي تهدف لإنهاء البرنامج النووي لكوريا الشمالية.
من جانبها، حذرت روسيا من تصعيد الوضع وقال مصدر في الخارجية الروسية إنه "من المهم ألا يؤدي هذا إلى تصعيد في الوضع في شبه الجزيرة الكورية".
وكان رئيس الوزراء الياباني ناوتو قد أمر وزراءه بالاستعداد لـ"كافة الاحتمالات" بعد التطورات الخطيرة الأخيرة في باحة طوكيو الخلفية.
وقال للصحافيين اثر اجتماع طارىء لحكومته في المقر الرسمي لرئيس الوزراء: "لقد امرت الوزراء بالقيام باستعدادات تتيح لنا الرد بحزم على اي احتمال".واضاف: "لقد امرتهم بالقيام بكل ما في وسعهم لجمع المعلومات".
اما البيت الابيض فقد أدان "بشدة" ما وصفه بالهجوم الكوري الشمالي. وصرح الناطق باسم الرئاسة الاميركية روبرت غيبس بأن "كوريا الشمالية شنت في وقت مبكر من اليوم (الثلاثاء) هجوما على جزيرة يونبيونغ الكورية الجنوبية ونحن على اتصال مستمر مع حلفائنا الكوريين".
واضاف ان "الولايات المتحدة تدين بشدة هذا الهجوم وتدعو كوريا الشمالية الى الكف عن تحركاتها القتالية والالتزام ببنود اتفاق الهدنة".
واكد غيبس التزام الولايات المتحدة "الثابت في الدفاع عن حليفتها، جمهورية كوريا، والحفاظ على السلام والاستقرار الاقليميين".
الشمالية تكشف عن مصنع لتخصيب اليورانيوم ..
الساعات القليلة الماضية كانت قد شهدت تطوراً بالغ الاهمية أثمر عن اشتباك اليوم .... فقد كشفت كوريا الشمالية أمام المبعوث الأمريكي الخاص المكلف الملف الكوري الشمالي "ستيفن بوسوورث" عن وجود مصنع قيد العمل لتخصيب اليورانيوم يمكن أن يخولها صنع قنبلة نووية ثانية، مما أثار أمس الاثنين موجة ردود فعل غاضبة في كل من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان.
وقال كبار مسؤولي الحرب الأمريكيين إن المصنع يمكن أن يعطي كوريا الشمالية إمكانية صنع أسلحة نووية إضافية، فيما اعتبرت اليابان ذلك أمراً "غير مقبول على الإطلاق" وعبرت كوريا الجنوبية "عن قلق عميق" .
الجنوبية ستعيد نشر الأسلحة النووية التكتيكية الأمريكية على أرضها ...
وفي سيول قال وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم تاي يونغ للبرلمان إن بلاده وواشنطن تتشاطران قلقاً عميقاً إزاء هذه المسالة . وأعلن الوزير رداً على سؤال أحد النواب أن بلاده تنظر في إعادة نشر الأسلحة النووية التكتيكية الأمريكية على أرضها. وقال كيم إن مثل هذا الخيار يمكن أن يتم بعد تبادل الآراء حوله وعندما تعقد كوريا الجنوبية والولايات المتحدة أول اجتماع لهما للجنة سياسة توسيع الردع في الشهر المقبل .
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت في العام 1991 أنها سحبت جميع أسلحتها النووية التكتيكية من كوريا الجنوبية وفقاً لمبادرة واشنطن لنزع السلاح . وكانت الأسلحة النووية التي تم نشرها في 16 منشأة عسكرية كورية جنوبية بعد 5 سنوات من نهاية الحرب الكورية (1950-1953)، مصممة لوضعها على صواريخ أو رؤوس حربية اصطناعية كردع ضد كوريا الشمالية.
شبه الجزيرة الكورية على فوهة بركانٍ يعيد إلى الذاكرة مآسي ومرارة حرب السنوات الثلاث، واللاعبون لم يتغيروا، وحدها قدرة التدمير هي التي تطورت، ويبقى على الدبلوماسية الدولية أن تحول دون وقوع ما قد لا تحمد عقباه، ليس في ذلك الجزء من العالم وحسب، بل في أكثر من منطقة.