أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

وسام الحسن والامتحان.. والغياب عن موكب الحريري.. والاتصالات

الأربعاء 24 تشرين الثاني , 2010 12:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,926 زائر

وسام الحسن والامتحان.. والغياب عن موكب الحريري.. والاتصالات
يتحدث تقرير شبكة «سي بي سي» الكندية عن رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العقيد وسام الحسن باعتباره وفق تقاليد الاستخبارات في الشرق الأوسط «لغزا، بل إنه شخص مخيف في بلده. وكان ضمن رادار الأمم المتحدة منذ البداية لسببين: الأول، لأنه بسرعة غدا أحد ضباط الارتباط الأساسيين للتحقيق مع قوى الأمن الداخلي، والثاني، أنه كان المسؤول عن أمن رفيق الحريري وقت اغتياله. والاستثناء هو أنه لم يكن ضمن الحاشية وأن مبرره لعدم التواجد كان ضعيفا. وأخبر الحسن لجنة التحقيق بأنه لم يكن ضمن الحاشية بسبب دورة كان يأخذها في العلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية. وقال إنه تلقى في 13 شباط، أي قبل يوم من اغتيال الحريري، مكالمة من أستاذه، (ي.ر) تبلغه بالتقدم لامتحانات في اليوم التالي. وأبلغ المحققين أنه بعد عشرين دقيقة من ذلك استدعاه الحريري فوصل في التاسعة والنصف ليلا ونال موافقة رئيسه على التغيب من أجل الامتحان في اليوم التالي. وأنه قضى الصباح برمته يدرس للامتحان ولذلك أغلق هاتفه عندما دخل الجامعة في الوقت الذي وقع فيه الانفجار. وقال الحسن للمحققين: «لو لم أكن في الامتحان لكنت مع الحريري حين مقتله».
قصة مغايرة
لكن تسجيلات هاتف الحسن تظهر قصة مغايرة. الواقع أن الحسن هو من اتصل بأستاذه الجامعي وليس العكس وأنه أجرى المكالمة بعد نصف ساعة من لقائه برفيق الحريري ذلك المساء. وأعد المحققون الدوليون تقريرا عن الحسن في العام 2008 شككوا فيه بمبررات غيابه وأوصوا بإخضاعه لمزيد من الاستجواب. كما أن سجلات محطات الإرسال قرب بيته أظهرت أنه قضى الوقت قبل اغتيال الحريري في مكالمات هاتفية وليس في الدراسة. وقد أجرى في ذلك الصباح 24 مكالمة بمتوسط مكالمة كل تسع دقائق...
كما أن ما أزعج لجنة التحقيق الدولية هو معرفتهم بأن كبار رجال الأمن في لبنان لا يتقدمون بالعادة للامتحانات. ويشدد تقرير سري للأمم المتحدة على أن «مبرر غياب وسام الحسن ضعيف وغير منطقي» كما أنه يصفه، «بأنه مشبوه محتمل في اغتيال الحريري». وقد أعد هذا التقرير في أواخر العام 2008 لصالح Garry Loeppky الذي عين كبير المحققين الدوليين في ذلك الصيف.
وتبين تلك الوثيقة أن مبرر غيبة الحسن «لا يبدو قابلا للتحقق من مصادر مستقلة». ولكن التحقيق مع الحسن توقف ليس بسبب قلة رغبة من جانب محققي الأمم المتحدة. وعلى الأقل، كانوا يريدون التواصل مع البروفسور (ي. ر.) ولكن رئيس لجنة التحقيق البلجيكي سيرج براميرتز رفض الأمر بشدة لأنه اعتبر الحسن صلة بالغة القيمة وأن مثل هذا التحقيق معرقل جدا.
وتعترف الوثيقة بأن التحقيق مع الحسن يمكن أن يحمل أضرارا «وقد تدمر العلاقات مع الأمن اللبناني، وأنه إذا كان ضالعا في اغتيال الحريري فإن الشبكة قد تلجأ إلى اغتياله». وتقر الوثيقة بأن الحسن ضروري للجنة «فهو في موقع فريد يؤثر فيه على تحقيقاتنا. ولهذا فإن الأسئلة حول ولائه ونواياه يجب أن تحسم». وتضيف «بناء عليه ينبغي للتحقيق معه أن يتم بهدوء». ولكن ذلك لم يتم. فقد تجاهلت إدارة اللجنة هذه التوصيات.
ويشير التقرير إلى أن محققين سابقين في اللجنة لا يزالون يشتبهون بالحسن الذي غدا رئيسا للنقيب عيد بعد اغتيال الحريري. ومن المؤكد أنه علم باهتمام اللجنة بتقرير عيد ولقاءاتها معه. وينقل التقرير عن مسؤول أممي رفيع المستوى قوله أن وسام الحسن شخصية بغيضة ولا أعتقد أنه شارك في الاغتيال، لكن لا سبيل لقول ما يعرفه».
وجمع المحققون معلومات عن مكالمات الحسن الهاتفية في العامين 2004 و2005. واكتشفوا أنها احتوت على 279 مكالمة مع المستشار السياسي للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، حسين الخليل و602 مرة مع المسؤول الأمني في حزب الله وفيق صفا. ولكن أحدا لم يسأل الحسن عن هذه الاتصالات. ويشير التقرير إلى أن بعض المسؤولين الأميركيين بمن فيهم عدد ممن عملوا إلى جانب جورج بوش في الغرفة البيضاوية يعتقدون أن تقرير الأمم المتحدة هذا عن الحسن مثير للخيبة وأن الحسن من ألد أعداء حزب الله وأن مجرد إثارة الشكوك فيه يخدم هذا التنظيم.

Script executed in 0.19100093841553