أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

بثينـة علَّيـق صبـاح «النـور»

الأربعاء 24 تشرين الثاني , 2010 12:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 4,999 زائر

بثينـة علَّيـق صبـاح «النـور»
أثبت الإعلام اللبناني على مدى العقود الاربعة الماضية أمرين: أولهما قدرته على الصمود والبقاء والتمتع بهامش كبير من التفلت من الرقابة المعهودة عند العرب، والثاني أنه في معظمه مطيِّة لأمراء الحروب أو أمراء المال. وبات التوصيف الأفضل له هو أنه «إعلام الفوضى» وليس إعلاماً حراً.
وإذا كانت «الموضوعية الإعلامية» هي بالأصل فكرة هشة حتى في إعلام الديموقراطيات الغربية، لأن الإعلام يبقى خاضعاً لأهواء كثيرة يتم التعبير عنها مباشرة أو مداورة، فإن الموضوعية الاعلامية عندنا في لبنان اغتيلت على مذابح الطوائف والأحزاب والتيارات وسط عجز واضح لدى معظم وزراء الإعلام، الذين تعاقبوا على الوزارة، عن ضبط الأمور، ذلك أن السياسة كانت عندهم أهم من الإعلام.
ووسط هذه الفوضى الإعلامية، تبرز فترات إخبارية جيدة، ليست موضوعية بالكامل، ولكنها مفيدة لا بل ضرورية لتقديم صورة عما يحصل في البلد. ومن هذه الفترات، تلك التي تقدمها صباحاً الزميلة بثينة عليق عبر «إذاعة النور».
لا شك أن توجيه إعلام «حزب الله» صوب دعم المقاومة وتعزيز حضورها في أذهان اللبنانيين والعرب، هو غاية هذا الإعلام، ولكن بثينة عليق القارئة الجيدة للصحف كلها، والمتابعة بدقة لكل تفاصيل الحياة السياسية اللبنانية وكثير من السياستين العربية والدولية، عرفت كيف تشد انتباه المستمع منذ بداية فترتها حتى نهايتها، بغض النظر عن انتمائه السياسي، خصوصاً إذا «وفقت» بضيف يملك من المعلومات أكثر منها، وله سعة أفق تحليلي.
فبعد قراءة الأخبار، ثم التعمق في عدد من تحليلات الصحافة ومقالاتها، تنتقل عليق كل صباح لمحاورة ضيف جديد. وفي محاورتها ومحاورها مقومات إيجابية كثيرة: متابعة جيدة، أسئلة قصيرة ومركزة، مجاراة الضيف او مناقضته وفق ما يقتضي المقام، سرعة بديهة في التقاط لمعات الضيف أو هنّاته، ثم تلخيص كل ما يقوله بدقة متناهية، وقراءة كل ذلك في ختام الحلقة بسلاسة وبساطة، مضيفة صوتاً إذاعياً حميمياً وهادئاً، وهو أحد أبرز مقومات الأخبار والفترات الصباحية.
والأهم من كل ذلك، هو أن بثينة عليق أدركت منذ فترة طويلة أن جمهورها ليس فقط جمهور «حزب الله» والمقاومة. فوسعت هامش ضيوفها وأسئلتها لكي تقارب قدر الإمكان الموضوعية الإعلامية. ولعل في هذه المحاولة الذكية ما يساعد المقاومة و«حزب الله» أكثر من الكلام المباشر، ذلك أن الدعاية المباشرة المتبعة في لبنان، قد فقدت دورها منذ زمن بعيد في الإعلام الحديث.
لا شك أن نقل هذه التجربة الصباحيـــة في اذاعة «النور»، الى تلـــفزيون «المنار» أيضاً، ستقدم إضافة تلفزيونية جيدة للإعلام العربي، بغض النظر عن الأهداف السياسـية.

Script executed in 0.19566512107849