حياة مليئة بالمشقات عاشها «المرشد الروحي» لتيار الحوثيين في سعيه الدائم إلى «إعادة الاعتبار» للزيدية التي فقدت كثيراً من نفوذها التاريخي في اليمن الحديث، لا سيما بعد قيام الجمهورية في الستينيات، وتحقيق الوحدة بين الشمال والجنوب في التسعينيات، وتوغل الوهابية بشكل لافت في المجتمع اليمني خلال العقود المنصرمة.
ولد بدر الدين الحوثي في مدينة ضحيان العام 1924، ونشأ في كنف أسرة علوية من نسب الإمام الهادي، مؤسس المذهب الزيدي، وأحد أحفاد الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (ع).
والده العلامة أمير الدين الحوثي، وعمه العلامة الولي الحسن الحوثي، وهما من أبرز المرجعيات الزيدية في صعدة. أما أولاده، فأكثرهم شهرة قائدا التمرد في صعدة عبد الملك وحسين، الذي قتل في إحدى المعارك مع القوات الحكومية العام 2005، والنائب المنفي يحيى الحوثي، الذي يعتبر المتحدث الرسمي باسم الحوثيين في الخارج.
في مطلع الثمانينيات انتقل إلى قرية آل الصيفي في مديرية سحار في صعدة، حيث بنى مسجداً، فالتف الناس حوله، ولقيت تعاليمه رواجاً كبيراً بين أبناء هذه المنطقة، التي تعد أكثر مناطق اليمن فقراً وحرماناً. وبسبب الخلاف مع أحد أعيان القرية، اضطر للانتقال إلى مدينة مران في صعدة، حيث واصل نشر تعاليمه.
ولبدر الدين الحوثي مؤلفات كثيرة تناول فيها العديد من القضايا الفقهية، وموقف الزيدية منها، ولعل أبرزها كتب «تفسير القرآن الكريم»، و«كشف الغمة في مسألة اختلاف الأمة»، و«التحذير من الفرقة»، بالإضافة إلى كتاب «تحرير الأفكار عن تقليد الأشرار» الذي تضمن رداً على فتاوى الوهابية، فضلاً عن عشرات الرسائل، وأهمها «الزيدية في اليمن»، و«آل محمد ليسوا كل الأمة».
يختلف المتابعون لشؤون الزيدية في تحديد الانتماء الفقهي لبدر الدين الحوثي، فالبعض يقول إنه تحوّل من الزيدية إلى الشيعية الاثني عشرية، بالنظر إلى بعض فتاويه القريبة من هذا المذهب، فيما يرى آخرون أنه من أتباع المدرسة الجارودية، التي تعد التيار الأكثر تشدداً في الزيدية، ما يفسّر، بنظرهم، موقفه في العديد من المسائل الفقهية، لا سيما المتعلق منها بشروط الولاية أو الإمامة.
ويرى كثر أن الحروب الست التي خاضها الحوثيون ـ بداية مع حسين الحوثي ومن ثم مع شقيقه عبد الملك ـ ضد الحكومة اليمنية قد انطلقت من خلفيات فقهية، ارتبطت خصوصاً بفتاوى بدر الدين الحوثي المتعلقة بتمسكه بشروط الولاية، التي تقوم على مبدأ الإمامة في البطنين، أي في أحفاد الحسن والحسين.
والواقع، أن بوادر النزاع في صعدة قد بدأت في مطلع الثمانينيات، حين سعت الحكومة في صنعاء إلى وضع أسس لسلطتها تتجاوز شروط الإمامة عند الزيديين، بدعوتها علماء المذهب إلى إصدار وثيقة تقر بانتهاء شروط الولاية في الفقه الزيدي، وهو أمر تصدّى له بدر الدين الحوثي، فاضطر لمغادرة اليمن إلى سوريا، قبل أن يعود مجدداً إلى بلاده بعيد تحقيق الوحدة.
وفي خضم هذا الصرّاع، كان بدر الدين الحوثي واحداً من أبرز مدرّسي «اتحاد الشباب» الذي أنشأه صلاح أحمد فليتة عام 1986 لتدريس شباب الطائفة الزيدية، والذي تحوّل بعد الوحدة من جمعية دينية إلى مشروع سياسي من خلال «حزب الحق» الذي يمثّل الزيدية.
وكان أيضاً المرشد الروحي لمنتدى «الشباب المؤمن»، الذي تأسس في العام 1992 كإطار ثقافي للزيديين، قبل أن يتحوّل في العام 1997 إلى تنظيم سياسي رفع شعار «الله أكبر، الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام»، الذي اعتبر السبب المباشر لاندلاع الحرب الأولى بين الحوثيين والسلطة اليمنية، التي قيل انه قادها ميدانياً وسياسياً حتى العام 2004، قبل أن يبتعد عن الحياة السياسية متفرّغاً للبحث الفقهي.
يتهمه معارضوه، لا سيما في حكومة صنعاء، بأنه كان من بين المناهضين لقيام النظام الجمهوري، وأنّ «أحلام الإمامة» هي التي حركت موقفه هذا. ولهذا فإنهم يصوّبون سهامهم على علاقته المزعومة مع نظام الثورة الإسلامية في إيران، التي يرون أنها شكلت محطة مهمة بالنسبة له، بعدما حصل «التلاقح بين الجارودية والاثني عشرية» من جهة، والمزاوجة بين «مبدأ تصدير الثورة والتمرد على النظام الجمهوري في اليمن»، بما يمهد لـ«ظهور المهدي المنتظر (عج) من صعدةَ»، كما يتهمونه.
ولد بدر الدين الحوثي في مدينة ضحيان العام 1924، ونشأ في كنف أسرة علوية من نسب الإمام الهادي، مؤسس المذهب الزيدي، وأحد أحفاد الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (ع).
والده العلامة أمير الدين الحوثي، وعمه العلامة الولي الحسن الحوثي، وهما من أبرز المرجعيات الزيدية في صعدة. أما أولاده، فأكثرهم شهرة قائدا التمرد في صعدة عبد الملك وحسين، الذي قتل في إحدى المعارك مع القوات الحكومية العام 2005، والنائب المنفي يحيى الحوثي، الذي يعتبر المتحدث الرسمي باسم الحوثيين في الخارج.
في مطلع الثمانينيات انتقل إلى قرية آل الصيفي في مديرية سحار في صعدة، حيث بنى مسجداً، فالتف الناس حوله، ولقيت تعاليمه رواجاً كبيراً بين أبناء هذه المنطقة، التي تعد أكثر مناطق اليمن فقراً وحرماناً. وبسبب الخلاف مع أحد أعيان القرية، اضطر للانتقال إلى مدينة مران في صعدة، حيث واصل نشر تعاليمه.
ولبدر الدين الحوثي مؤلفات كثيرة تناول فيها العديد من القضايا الفقهية، وموقف الزيدية منها، ولعل أبرزها كتب «تفسير القرآن الكريم»، و«كشف الغمة في مسألة اختلاف الأمة»، و«التحذير من الفرقة»، بالإضافة إلى كتاب «تحرير الأفكار عن تقليد الأشرار» الذي تضمن رداً على فتاوى الوهابية، فضلاً عن عشرات الرسائل، وأهمها «الزيدية في اليمن»، و«آل محمد ليسوا كل الأمة».
يختلف المتابعون لشؤون الزيدية في تحديد الانتماء الفقهي لبدر الدين الحوثي، فالبعض يقول إنه تحوّل من الزيدية إلى الشيعية الاثني عشرية، بالنظر إلى بعض فتاويه القريبة من هذا المذهب، فيما يرى آخرون أنه من أتباع المدرسة الجارودية، التي تعد التيار الأكثر تشدداً في الزيدية، ما يفسّر، بنظرهم، موقفه في العديد من المسائل الفقهية، لا سيما المتعلق منها بشروط الولاية أو الإمامة.
ويرى كثر أن الحروب الست التي خاضها الحوثيون ـ بداية مع حسين الحوثي ومن ثم مع شقيقه عبد الملك ـ ضد الحكومة اليمنية قد انطلقت من خلفيات فقهية، ارتبطت خصوصاً بفتاوى بدر الدين الحوثي المتعلقة بتمسكه بشروط الولاية، التي تقوم على مبدأ الإمامة في البطنين، أي في أحفاد الحسن والحسين.
والواقع، أن بوادر النزاع في صعدة قد بدأت في مطلع الثمانينيات، حين سعت الحكومة في صنعاء إلى وضع أسس لسلطتها تتجاوز شروط الإمامة عند الزيديين، بدعوتها علماء المذهب إلى إصدار وثيقة تقر بانتهاء شروط الولاية في الفقه الزيدي، وهو أمر تصدّى له بدر الدين الحوثي، فاضطر لمغادرة اليمن إلى سوريا، قبل أن يعود مجدداً إلى بلاده بعيد تحقيق الوحدة.
وفي خضم هذا الصرّاع، كان بدر الدين الحوثي واحداً من أبرز مدرّسي «اتحاد الشباب» الذي أنشأه صلاح أحمد فليتة عام 1986 لتدريس شباب الطائفة الزيدية، والذي تحوّل بعد الوحدة من جمعية دينية إلى مشروع سياسي من خلال «حزب الحق» الذي يمثّل الزيدية.
وكان أيضاً المرشد الروحي لمنتدى «الشباب المؤمن»، الذي تأسس في العام 1992 كإطار ثقافي للزيديين، قبل أن يتحوّل في العام 1997 إلى تنظيم سياسي رفع شعار «الله أكبر، الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام»، الذي اعتبر السبب المباشر لاندلاع الحرب الأولى بين الحوثيين والسلطة اليمنية، التي قيل انه قادها ميدانياً وسياسياً حتى العام 2004، قبل أن يبتعد عن الحياة السياسية متفرّغاً للبحث الفقهي.
يتهمه معارضوه، لا سيما في حكومة صنعاء، بأنه كان من بين المناهضين لقيام النظام الجمهوري، وأنّ «أحلام الإمامة» هي التي حركت موقفه هذا. ولهذا فإنهم يصوّبون سهامهم على علاقته المزعومة مع نظام الثورة الإسلامية في إيران، التي يرون أنها شكلت محطة مهمة بالنسبة له، بعدما حصل «التلاقح بين الجارودية والاثني عشرية» من جهة، والمزاوجة بين «مبدأ تصدير الثورة والتمرد على النظام الجمهوري في اليمن»، بما يمهد لـ«ظهور المهدي المنتظر (عج) من صعدةَ»، كما يتهمونه.