أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

إيران للحريري: مستعدون لخوض حرب شاملة دفاعاً عن لبنان

الخميس 02 كانون الأول , 2010 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,282 زائر

إيران للحريري: مستعدون لخوض حرب شاملة دفاعاً عن لبنان
كلما تسنى للإيرانيين فرصة، كانوا يوجهون الدعوة لرئيس الحكومة سعد الحريري لزيارة طهران، ولعل سجل محاضر السرايا الكبيرة، منذ سنة حتى الآن، شاهد على الأخذ والرد الذي رافق الدعوات الايرانية المتتالية.
في مراحل الإعداد لزيارته الإيرانية، تمنى الحريري لو أنها تتم في الأسبوع الأخير من شهر كانون الأول الجاري لكن المسؤولين الايرانيين تمنوا لو تتم قبل ذلك، فنزل الحريري عند رغبة مضيفيه الإيرانيين. وتمت زيارته إلى طهران في الموعد المحدد.
كان الحريري راغباً في إتمام الزيارة بعد صدور القرار الاتهامي ولذلك اقترح ان تحصل بعد عيد الميلاد.. وقد تنبه الايرانيون للأمر، فتمنوا العكس وهكذا كان.
جمـّع الحريري وفداً وزارياً ورسمياً من كل حدب سياسي وصوب، حتى ان بعض الوزراء المغيّبين عن تشكيلة الوفد سأل عن المغزى من اختيار هذه التشكيلة التي لا تضم اياً من وزراء القطاعات المهمة، الدفاع، الداخلية، الزراعة، الطاقة، الاشغال، الاتصالات الخ.. وأما الجواب فأتى من ايران بأنّ الزيارة لا علاقة لها فعليـًّا بالشأن الاقتصادي والتعاون التجاري او الاتفاقيات، وخصوصا ان الاتفاقيات الاساسية وبروتوكولات التعاون وقعت خلال زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى بيروت، في تشرين الاول الماضي.
أعطى الايرانيون للزيارة طابعاً سياسياً «تأسيسياً» بامتياز، سواء على صعيد علاقة الحريري بإيران او علاقته بالاطراف اللبنانيين، وتحديداً مع «حزب الله» والســيد حسن نصرالله.
لم تكن الزيارة لتتم من دون موافقة سعودية، وكان القرار الأخير «زيارة وبتمرق»، ولكن بحسب ما دلت مجرياتها من لحظة وصول الحريري الى طهران ومظاهر الحفاوة المفرطة به، وقد تميزت بخرق البروتوكول الايراني، بالاضافة الى الإحاطة الودِّية له في اللقاءات الرسمية التي اجراها، تبين ان الجمهورية الاسلامية كانت اكثر حماسة للزيارة من الزائر الشاب.
كانت للحريري محطات اساسية في طهران، فنائب الرئيس الايراني محمد رضا رحيمي دخل معه في التفاصيل اللبنانية، والرئيس احمدي نجاد أخذه في جولة تاريخية من ايران الى لبنان وكل المنطقة وحول الماضي والمستقبل، وأما المرشد الاعلى السيد علي الخامنئي فوضع النقاط على الحروف حول كل شيء وتحديداً عن المقاومة في لبنان. والى جانب كل ذلك كان الكلام المهم الذي سمعه الحريري في وزارة الدفاع عن السلاح وحاجة المقاومين اليه.
حرص المسؤولون الايرانيون على إسماع الحريري كلاماً صريحاً ودياً وحاراً وأبــوياً، تناول بعض الاساسيات، فكان تأكيد إيراني على:
ـ ان ايران تدرك بدقة حساسية الوضع الداخلي في لبنان، بالاضافة الى التركيبة الاجتماعية للمجتمع اللبناني وخصوصياته، وهي تحترم التنوع اللبناني.
ـ ان ايران قلقة جداً على لبنان، وهناك أياد خبيثة تحاول السير به سريعاً الى الهاوية.
ـ ان ايران ترى بوضوح المحاولات الاميركية الاسرائيلية الغربية الواضحة لاستفراد واستدراج المقاومة الى المواجهة الداخلية في لبنان، وهذا ما لا يريده «حزب الله» اصلا، كما لا تريده ايران، التي لا يمكن ان تقف ساكتة حيال ما يجري، او مكتوفة الأيدي من دون القيام بأي حراك ينأى بالوضع اللبناني عن تجرّع كأس الفتنة القاتلة.
ـ ان ايران تألمت لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري فقد كان صديقاً للجمهورية الاسلامية، ومن حق الرئيس سعد الحريري ان يبحث عن الحقيقة لمعرفة المجرمين، ومن واجب الجميع ان يساعدوه في ذلك.
ـ ان ايران تعتبر ان اتهام «حزب الله» بالتورط باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو اتهام باطل وملفق.
ـ ان المحكمة الدولية هي حكومة مسيسة وأداة واضحة لضرب المقاومة في لبنان.
ـ ان ايران على يقين بأن الوضع في لبنان قد لا يحتمل ايّ تأزم يمكن ان ينشأ وتحديداً من خلال القرار الاتهامي، وأن ايران على يقين ان «حزب الله» لن يقبل بأن يتهم، ولا ان يضرب من خاصرته او يطعن في ظهره. وفيما لو تم الاصرار على ذلك فقد يتخذ من القرارات ما يناسب حماية المقاومة ووجودها وجمهورها، فضلا عن ان لبنان قد يدخل في آتون ازمة كبرى، قد لا تشبه الازمات والحروب الداخلية التي شهدها لبنان في السابق، وقد تترتب عليها تبدلات جذرية.
ـ ان ايران تعتبر المقاومة في لبنان اولى اولوياتها ولا تقبل ابداً بالمس بها، وهي معنية بمناصرتها وبالدفاع عنها، ومن هنا فإنها تتوجه الى الجميع ومن دون استثناء: لا تمسوا المقاومة، إن المقاومة في لبنان عنصر قوة لهذا البلد.
ـ ان ايران تعتقد ان الواقع السني ـ الشيعي هو واقع محصن برغم كل المحاولات التي تجري لبث الشقاق والفتنة.
ـ ان ايران تعتبر ان وجود المقاومة في لبنان ليس مرتبطاً بوجود الاحتلال الاسرائيلي لمزارع شبعا او تلال كفرشوبا او الغجر او غيرها من الاراضي اللبنانية، بل انه طالما ان اسرائيل موجودة، فلا شيء يستطيع ان يزيل المقاومة.
ـ ان ايران تراقب التطورات، ونرصد تحركات اسرائيل، وهذه المرة لن تسكت ايران على اي عدوان اسرائيلي على لبنان، بل ستكون الى جانبه والى جانب مقاومته، ولن تتأخر في خوض حرب شاملة دفاعاً عن المقاومة ولبنان.
ـ ان ايران تضع كل امكاناتها الدفاعية في تصرف الدولة اللبنانية إن طلبت هي ذلك، وجاهزة لتلبية اي طلب في هذا المجال تتقدم به وزارة الدفاع اللبنانية، فالجمهورية الاسلامية متأكدة بأن لبنان في حاجة ماسة الى قدرات دفاعية وتسليحية، كما ان الشعب اللبناني في حاجة اليها لمقاومة اسرائيل وجبه خطرها.
ـ ان ايران ترغب في التعاون الكامل مع الحريري في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية بما يعود بالفائدة على الجميع.
ـ ان ايران التي ترغب في ان يبقى الحريري رئيساً قوياً للحكومة ولمدى طويل وحاظياً بدعم الجميع في لبنان وخارجه، ترغب في ان يسجل التاريخ بأنّ الحريري كان عامل استقرار وازدهار للبنان وحافظاً للوحدة الوطنية اللبنانية وليس عامل فتنة وتمزيق للوحدة الوطنية.
ـ ان ايران تريد ان يسود الهدوء في لبنان وتعتبر القرار الاتهامي ضد «حزب الله» قد يؤدي الى عواقب وخيمة على لبنان، وهي تعتقد ان القرار بيد الرئيس سعد الحريري في اتخاذ موقف قبل صدور هذا القرار يجنب لبنان مفاعيله السلبية.
ـ ان ايران تعتبر ان لجميع الاطراف في لبنان مصلحة في الهدوء والاستقرار، ولذلك تشجع على التلاقي بين القيادات اللبنانية، وتحديداً بين الرئيس الحريري والسيد نصرالله، وهذا الامر بات ملحاً للوصول الى تفاهم بينهما قبل صدور القرار الاتهامي.
ـ ان ايران تريد ان يسير الرئيس الحريري مع المقاومة في لبنان والى جانبها وأن يضع يده في يدها، وأن يمنع استهدافها وضربها في خاصرتها. فلا مجاملة على الإطلاق في موضوع المقاومة، وما خلا ذلك، ليس لدى ايران اية مطالب لبنانية.
يقال إن الحريري كان متجاوباً ومهتماً وهذا ما قاده الى إعادة تثبيت معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وقد كررها مرتين في رسالة تودد واضحة في اتجاه «حزب الله». وفهم منه انه سيذهب الى فرنسا واعداً بأن يقوم بجهد ما على خط القرار الاتهامي لتأجيله، على ان يعود الجمعة الى بيروت.
ويتردد في بعض الاوساط المتابعة ان اللقاء إن تمّ قريباً بين الحريري ونصرالله «سيشكل نقطة حاسمة على طريق نزع فتيل الأزمة الكبرى، وربما ينتهي الى إعلان بيان مشترك، قد يكون بياناً مفصلياً في تاريخ لبنان».

Script executed in 0.16867399215698