لن يصح قول الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الشهير بأن إسرائيل «أوهن من بيت العنكبوت»، إلا اذا أعلنت المقاومة أنها تقف وراء الحرائق التي تشعل جبل الكرمل منذ خمسة أيام وتستدعي استنفار العالم وعونه وتعاطفه، سواء كان ذلك بصلاة خاصة أو بدعاء محدد أو حتى بأمنية خالصة طلبتها من الباري لكي يحرق تلك الدولة التي لم تعرف لها مهنة سوى إشعال النيران.. أو ربما بإعلان مسؤوليتها عن عملية تدخين تلك النرجيلة من قبل شابين فلسطينيين من بلدة عسفيا القريبة من حيفا والتي يقال انها كانت السبب في تلك الكارثة البيئية ـ السياسية.
لكن التزام المقاومة الصمت إزاء موجة الحرائق الكبرى التي يشتم روائحها بعض سكان القرى اللبنانية الحدودية، يوحي بأنها اكتفت بالتمني وحده، وفضلت ان تقف في صفوف المشاهدين من بعيد، الذين يتابعون عجز دولة اسرائيل عن إطفاء النار التي لم يسبق ان انتشرت على هذا النحو في محيط مدنها وبلداتها ومستوطناتها، والتي قدمت للاسرائيليين نموذجا بسيطا عما يمكن أن تكون عليه الحال في جهنم.. من دون الحاجة الى عمليات فدائية أو انتحارية ولا الى صواريخ عابرة للحدود.
حتى ولو كان ذلك العجز الاسرائيلي أمام إحدى قوى الطبيعة، بل أقواها على الإطلاق، فإنه يرسخ الاعتقاد أن تلك الدولة فقدت الكثير من مناعتها، وتحولت، أمام فحمة نرجيلة بريئة ربما، الى دولة مرتبكة ومشوشة ترسل نداءات الاستغاثة الى حلفائها وأصدقائها في الخارج لكي يرسلوا طائرات ومواد الاطفاء لإخماد ألسنة اللهب.. ولم تعد حسب تعريفها التاريخي الاول والاهم عبارة عن قاعدة جوية غربية متطورة تملك أحد أقوى أسلحة الجو في العالم، المكون من أكثر من سبعمئة طائرة مقاتلة ومئات الطائرات العسكرية التي كانت ولا تزال قادرة على إشعال حريق هائل في أي مكان من الشرق الاوسط.
الدول الحليفة والصديقة التي هبت للمساعدة في إخماد الحرائق لم تكن تعبر فقط عن حرص على البيئة ولا عن شعور بالتضامن الانساني والاخلاقي مع دولة عاجزة عن مواجهة غضب الطبيعة. ثمة تعبير اكيد عن التضامن السياسي مع تلك القاعدة الجوية المحاصرة بالنيران، ومع سكانها الذين كانوا وما زالوا يتلقون معونات عسكرية ضخمة لكي يكونوا على اهبة الاستعداد عندما يصدر الامر اليهم بإطلاق طائراتهم الحربية نحو المواجهة الجديدة، ولكي يكونوا مطمئنين الى ان «جبهتهم الداخلية» لن تمس إلا بالحدود الدنيا.
كانت تركيا تقف خارج هذا السياق، منذ ان تعرضت للنيران الاسرائيلية المباشرة قبل أشهر قليلة. لذلك كان من المستغرب الى حد بعيد ان تبادر الحكومة التركية نفسها الى إرسال طائرة إطفاء، بدل أن تنتظر على الاقل نداء مشفوعا بالاعتذار المنتظر من حكومة اسرائيل، وبدل ان تستعين بالتعاليم والاخلاق الاسلامية لتبرير هذه المبادرة، على نحو ما جاء على لسان رجب طيب اردوغان، الذي لا يمكن ان يغيب عنه مدلولها السياسي!
اسرائيل تحترق. الطبيعة تنتقم لضحايا كثر.
لكن التزام المقاومة الصمت إزاء موجة الحرائق الكبرى التي يشتم روائحها بعض سكان القرى اللبنانية الحدودية، يوحي بأنها اكتفت بالتمني وحده، وفضلت ان تقف في صفوف المشاهدين من بعيد، الذين يتابعون عجز دولة اسرائيل عن إطفاء النار التي لم يسبق ان انتشرت على هذا النحو في محيط مدنها وبلداتها ومستوطناتها، والتي قدمت للاسرائيليين نموذجا بسيطا عما يمكن أن تكون عليه الحال في جهنم.. من دون الحاجة الى عمليات فدائية أو انتحارية ولا الى صواريخ عابرة للحدود.
حتى ولو كان ذلك العجز الاسرائيلي أمام إحدى قوى الطبيعة، بل أقواها على الإطلاق، فإنه يرسخ الاعتقاد أن تلك الدولة فقدت الكثير من مناعتها، وتحولت، أمام فحمة نرجيلة بريئة ربما، الى دولة مرتبكة ومشوشة ترسل نداءات الاستغاثة الى حلفائها وأصدقائها في الخارج لكي يرسلوا طائرات ومواد الاطفاء لإخماد ألسنة اللهب.. ولم تعد حسب تعريفها التاريخي الاول والاهم عبارة عن قاعدة جوية غربية متطورة تملك أحد أقوى أسلحة الجو في العالم، المكون من أكثر من سبعمئة طائرة مقاتلة ومئات الطائرات العسكرية التي كانت ولا تزال قادرة على إشعال حريق هائل في أي مكان من الشرق الاوسط.
الدول الحليفة والصديقة التي هبت للمساعدة في إخماد الحرائق لم تكن تعبر فقط عن حرص على البيئة ولا عن شعور بالتضامن الانساني والاخلاقي مع دولة عاجزة عن مواجهة غضب الطبيعة. ثمة تعبير اكيد عن التضامن السياسي مع تلك القاعدة الجوية المحاصرة بالنيران، ومع سكانها الذين كانوا وما زالوا يتلقون معونات عسكرية ضخمة لكي يكونوا على اهبة الاستعداد عندما يصدر الامر اليهم بإطلاق طائراتهم الحربية نحو المواجهة الجديدة، ولكي يكونوا مطمئنين الى ان «جبهتهم الداخلية» لن تمس إلا بالحدود الدنيا.
كانت تركيا تقف خارج هذا السياق، منذ ان تعرضت للنيران الاسرائيلية المباشرة قبل أشهر قليلة. لذلك كان من المستغرب الى حد بعيد ان تبادر الحكومة التركية نفسها الى إرسال طائرة إطفاء، بدل أن تنتظر على الاقل نداء مشفوعا بالاعتذار المنتظر من حكومة اسرائيل، وبدل ان تستعين بالتعاليم والاخلاق الاسلامية لتبرير هذه المبادرة، على نحو ما جاء على لسان رجب طيب اردوغان، الذي لا يمكن ان يغيب عنه مدلولها السياسي!
اسرائيل تحترق. الطبيعة تنتقم لضحايا كثر.