رأت مصادر قريبة من "حزب الله" ان الخشية الاسرائيلية من وصول صواريخ P.800 الى يد المقاومة في لبنان مجرد "دعاية" تريدها تل ابيب لابتزاز الآخرين، مشيرة الى ان وجود هذا الصاروخ لدى المقاومة لا يشكل ضرراً بل من شأنه اغناء ترسانتها، لكنها ليست في "حاجة ماسة" له لأن مخزونها من صواريخ بر ـ بحر يكفي لـ"المهمة المزدوجة" في الحرب المقبلة، اي الدفاع عن الشواطئ اللبنانية من جهة وإغلاق الموانئ الاسرائيلية وفرض الحصار عليها من جهة اخرى. ولفتت الى ان المقاومة تدرك جيداً ان الزوارق الحربية الاسرائيلية مجهزة بصواريخ "باراك" للدفاع عن النقطة وبعصائف معدنية ترمى في الهواء لإحداث بصمة مخادعة لتضليل الصاروخ الموجّه اليها، اضافة الى انها تمتلك هياكل تساعدها على التملص من الصواريخ المنقضة والتي تتبع الجهاز النشط الايجابي. وتدرك المقاومة ايضاً وحسب تلك المصادر انه اذا افلت الصاروخ المنقض من كل تلك الدفاعات المهمة وتخطاها، سيكون امامه عائق اخير يتمثل في رشاش "فالاكس" الذي يستطيع اطلاق نحو 6 آلاف طلقة في الدقيقة الواحدة، والمزود بـ 6 سبطانات دائرية تمكنه من احداث "قمع ناري" لتفتيت الرأس المتفجر للصاروخ قبل وصوله الى الهدف. واشارت المصادر الى ان كل هذه الاجراءات كانت موجودة يوم نجح صاروخ "حزب الله" الصيني الصنع اصطياد "ساعر 5" وإصابتها على نحو مباشر بعد التملص من اجراءات التحوط الاسرائيلي لحماية الزوارق. وكشفت المصادر عن ان "حزب الله" قام هو ايضاً بتطوير ترسانته من صواريخ بر - بحر، كصاروخ "نور" وهو من نوع C.802 الى صاروخ "الصاعقة" وهو شبيه بصاروخ "سيلك وورم" المعدل، اضافة الى انواع اخرى اشد فتكاً وأدق اصابة، لم تشأ الرقابة العسكرية في "حزب الله" الكشف عنها حتى الآن. رغم هذا التكتم، الذي يُفهم منه حرص "حزب الله" على الامساك بزمام "المباغتة" في الحرب المقبلة، فإن مصادره تحدثت عن ان صواريخه تستطيع رصد اي سفينة تتجه نحو اسرائيل وتدميرها من خلال صاروخ يحمل رأساً متفجراً بزنة 514 كيلوغراماً من المواد الشديدة الانفجار، علماً ان صاروخ P.800 الروسي الذي زُودت به سوريا قادر من خلال مميزاته الكثيرة على اصابة السفن العدوة بأضرار، لكن من دون القدرة على إغراقها. وتمضي هذه المصادر في الاضاءة على بعض جوانب "بنك الاهداف" البحري لـ"حزب الله"، فتشير الى ان السفن التجارية التي تقصد اسرائيل لا تحتاج الى صواريخ متطورة لإغراقها لانها غير مجهزة عادة بدفاعات عسكرية، مما يجعلها مسلوبة الارادة في حال استهدافها، وهو الامر الذي سيمنع شركات التأمين العالمية من تغطية حركة الملاحة في اتجاه اسرائيل ايام الحرب.