هذه القوة ، حسب البرقية الصادرة عن السفارة الأميركية في الرياض ، ستتخذ غطاء دوليا وتتمتع بدعم جوي وبحري من قوات حلف شمالي الأطلسي. وحسب ما ورد في البرقية : «تساعدها في عملها ويمكن أن تندرج تحت« غطاء »نشر قوات اليونيفيل من جنوب لبنان».
ويقترح الفيصل أن «توفر الولايات المتحدة وحلف الناتو مساندة في الحركة والإمداد» ، فضلا عن «الغطاء البحري والجوي» ، محذرا من أن «انتصار حزب الله في بيروت سيعني نهاية حكومة السنيورة والسيطرة الإيرانية التامة على لبنان». وبرأي الفيصل ، إن «مماثلا انتصارا ، مضافا إليه ما تقوم به إيران في وفلسطين العراق ، سيكون كارثيا للولايات المتحدة وللمنطقة».
لكن ساترفيلد أعرب عن شكه في نجاح الخطة لأسباب تتعلق بالجدوى العسكرية منها. وتذرع سائلا الفيصل عن مستوى الدعم الذي تحظى به الفكرة من فؤاد السنيورة والدول العربية الأخرى ، فرد عليه الفيصل : «السنيورة يؤيدها بشدة» ، مضيفا أن الأردن ومصر موسى وعمرو ، الأمين العام لجامعة العربية الدول ، وحدهم على علم بالطرح السعودي «خشية أن يؤدي الكشف المبكر عنه إلى فشله »كما ورد في البرقية. وقال وزير خارجية الرياض : «لم تجر أية اتصالات مع سوريا حيال التطورات في بيروت... ما الجدوى منها؟ ».
كان سعود الفيصل قلقا من تحسن أوضاع إيران التي «تتقدم على الجبهات كلها» ، حسب تعبيره. ونصح الأميركيين ب «ضمان السلام في لبنان لأنه سيكون أسهل المعارك التي يمكن كسبها (من العراق أو الجبهة الفلسطينية)».
ورد ساترفيلد بالقول إن الجدوى السياسية والعسكرية «للمهمة التي عرضها سعود ستكون موضع شك ، ولا سيما محاولته تعديل قواعد عمل اليونيفيل التي ستواجهها مشاكل عديدة».
ووعد ساترفيلد بأن تدرس الولايات المتحدة قرارا عربيا يقضي بالسير قدما. وختم «سعود» بإغراء الأميركيين بأن «قوة عربية أممية لحفظ السلام إلى جانب الدعم الجوي والبحري الأميركي من شأنهما إخراج حزب الله من لبنان إلى الأبد». ونفى مكتب الرئيس فؤاد السنيورة أمس ما نسبته إليه الوثيقة.
سوريا ومغنية والمر
في وثيقة صادرة يوم 28/2/2008 ، نقل العاملون في السفارة الأميركية في دمشق عن مصادرهم قولهم إن أجهزة الاستخبارات السورية المختلفة تعيش حالة صراع داخلي ، على خلفية اغتيال القائد العسكري في حزب الله ، عماد مغنية. وبحسب الوثيقة ذاتها ، فإن كل واحد من الأجهزة الأمنية السورية يلقي باللائمة الآخر على ، متهما إياه بالتقصير الأمني الذي أدى إلى اغتيال مغنية.
وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية التي نشرت الوثيقة أول من أمس أن السفير السعودي السابق في لبنان ، عبد العزيز خوجة ، قال لدبلوماسيين أميركيين في بيروت إن حزب الله يتهم سوريا بالوقوف خلف اغتيال مغنية. وقال خوجة إن أي مسؤول سوري لم يحضر مأتم مغنية في بيروت ، لافتا إلى أن «وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي حضر لتخفيف غضب حزب الله ومنعه من اتخاذ أي خطوات ضد سوريا».
أضافت الصحيفة أن خوجة نقل للأميركيين «شائعة» مفادها وجود اتفاق سوري إسرائيلي سمح باغتيال مغنية.
وفي الإطار ذاته ، نشرت الغارديان أن «وزير الدفاع الياس المر قال لدبلوماسيين أميركيين إن مغنية كان ناشطا جدا بيروت في ، في إشارة إلى تورطه بالاغتيالات التي طاولت سياسيين لبنانيين معادين لسوريا». أضافت الصحيفة أن المر أردف قائلا إن «مغنية يعمل مع الحرس الثوري الإيراني من جهة ، ومع رئيس الاستخبارات العسكرية السورية شوكت آصف ، من جهة أخرى».