بالأمس عاد «كأن شيئاً لم يكن» ولكن جلسات مجلس الوزراء ما عادت وهي تنتظر «تسويات» فضيحة شهود «الزور والتضليل». بالأمس عاد ولكن «عودته» لم تحرك «واضع» حسابات السنوات السابقة، وبالتالي لا تزال موازنة 2010 متوقفة على «محطة الانتظار» بانتظار قطار عودة المؤسسات والتعيينات الإدارية ومعرفة تفاصيل عقد شركة «سوكلين» إلى ما هنالك من مشاكل خلافية معقدة ومجمدة بانتظار وصول السفراء والمبعوثين والحلفاء. بالأمس عاد، وبعودته تحركت «ألسنة فرسان الحكي» وامتلأت الشاشات ووسائل الإعلام بالطلات والتنظيرات وخطابات التحدي والاستفزاز وتبادل الاتهامات، كما وصلت اللافتات المزينة بالصور إلى عاصمة الإشعاع والنور وفيها من التحدي ما لم يكن يتصوره أي عاقل في هذا «الوطن السعيد». بالأمس عاد وعاد معه الحديث عن القرار الظني والمحكمة وما يمكن أن يحدث للبلد وفيه من «تداعيات» يرغبها دعاة التقسيم والتوطين والفتنة. نعم، كل الشعب ضائع وسط الحرائق والبيئة الملوثة والغلاء الفاحش والفساد والرشوة، وكل الشعب ينتظر «الغاز والبترول المدفونان في بحر لبنان وسهوله لتنار طرقاتهم ومدنهم ومنازلهم كما أنيرت مدينة الحرف والأبجدية منذ أيام. بالأمس عاد إلى الوطن وهو يغني «ما أحلى الرجوع إليه» مع تسريبات عن إمكان عقد جلسة لمجلس الوزراء، يحضرها المعترضون والرافضون من الطرفين، وإذا عقدت جلسة فما هو مصير «شهود الزور» وغير ذلك من الأمور الخلافية المؤجلة؟
كذب من قال إننا في وطن المؤسسات لأننا نعيش أجواء تعطيل كل إصلاح إداري ونعارض أي عودة للمؤسسات والدولة، ولأننا نعيش مؤامرة تحاول تعطيل جهود فخامة رئيس البلاد وكل المخلصين لهذا الوطن والحفاظ على سيادته وجيشه ومقاومته حتى تتحرر كل الأراضي اللبنانية وتتحرر عقول كل الضعفاء والمستزلمين. لم يعد من ضرورة للكلام عن الكهرباء والماء والدواء والفضائح وباقي مصاعب الحياة، لأن الضرورة تقتضي الحديث عن الوطن وديمومته.
نعيم نعمان