أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

عائلات تنزح من الجرود والبلديات أتمّت استعداداتها والباقي «على الله..»

السبت 11 كانون الأول , 2010 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,826 زائر

عائلات تنزح من الجرود والبلديات أتمّت استعداداتها والباقي «على الله..»
تعتري اللبنانيون اليوم مشاعر متناقضة تجاه العاصفة الأوروبية التي تجتاح البلاد ومن المتوقع اشتدادها فجراً. فبعد صيف طويل قضم خريف العام الحالي وبداية الشتاء، تهطل الأمطار اليوم غزيرة على لبنان، فيما يؤدي تدني درجات الحرارة إلى تساقط الثلوج على المرتفعات التي ترتفع بين ألف وبين 1400 متر عن سطح البحر، وفق مصلحة الأرصاد الجوية في مطار بيروت الدولي، ومصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في تل عمارة في البقاع.
ومن شأن هطول المتساقطات التي ستتراوح، وفقاً لتوقعات المصلحتين، ما بين 150 إلى مئتي ميليمتر (من أمطار وثلوج) إلى حل مشكلة الزراعات الشتوية من بعلية ومروية من جهة، وإلى رفع معدل المتساقطات المتدني حالياً نسبة لما كان عليه في العام الماضي، ومقارنة مع المعدل العام التراكمي. والأهم أن العاصفة قد تبدد، وإن بنسبة قليلة، بعض المخاوف من تغير مناخي بدأ يشهده لبنان تدريجياً.
في المقابل، تنذر الرياح التي ترافق العاصفة، وتبلغ سرعتها حوالى مئة كيلومتر في الساعة، بوقوع أضرار عديدة في الممتلكات في الجبال وعلى الساحل، وتحديداً على البيوت البلاستيكية الزراعية، والأشجار المثمرة التي قد يتكسّر بعضها.
ويدعو مدير مصلحة الأرصاد الجوية مارك وهيبي، ورئيس مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية ميشال افرام، المواطنين إلى توخي الحذر والتنبه لتساقط الأشجار واللوحات الإعلانية والأسلاك الكهربائية في الطرقات والشوارع. كما وتنبه المصلحتان إلى الصواعق المتأتية عن العواصف الرعدية المرافقة للعاصفة وأخذ الحيطة والحذر.
وطالب افرام المزارعين بتثبيت البيوت البلاستيكية الزراعية، فيما حذّر وهيبي الصيادين من مغبة الخروج إلى البحر، وتوافق الاثنان على الطلب من المواطنين إلى تلافي سلوك الطرقات الجبلية من ارتفاع ألف متر وما فوق، إلا في حالات الضرورة، ومع وجوب التزود بسلاسل حديدية تجنباً من أن تتسبب الثلوج المتساقطة بمحاصرتهم في الأعالي وسط طقس بارد ومثلج.
وفي بادرة إيجابية تضاف إلى دور الثلوج في تخزين المتساقطات الهاطلة وانسيابها إلى الآبار والخزانات الجوفية وتغذية الينابيع، توقع افرام ان تشكل ثلوج العاصفة الحالية «خميرة» جيدة لتراكم المزيد منها في مناطق التزلج بدءاً من الأرز ومروراً بفاريا وعيون السيمان ووصولاً إلى فقرا.
وستشهد مناطق التزلج، وتحديداً الأرز، أدنى درجات الحرارة التي ستنخفض إلى خمسة تحت الصفر، فيما تبلغ صفراً في البقاع.
وتتحوّل الرياح اليوم السبت إلى جنوبية غربية مما يعني تسهيل وصول الغيوم الماطرة إلى أجوائنا فيتحوّل الطقس إلى عاصف مع عواصف رعدية وماطرة بغزارة على مساحة الوطن. وتستمر العاصفة اليوم وغداً الأحد، وتترافق مع انخفاض في الحرارة في اليومين العاصفين ولغاية الاثنين.
وتصل درجات الحرارة أدناها اليوم السبت من 11 إلى 21 على الساحل ومن ست إلى 14 درجة على الجبال، وفي الداخل من خمس الى 18 درجة، وفي الأرز من صفر إلى تسع درجات.
وبناء على ما أحدثته «الشتوة» الأخيرة التي شهدتها المدن والمناطق اللبنانية بداية الأسبوع الحالي، وتسببت بفيضانات على الساحل، وانهيارات في بعض البلدات والقرى، يؤكد رؤساء بلديات على الساحل وأخرى في كل من الشمال والبقاع والجنوب، بتجاوبهم مع الكتاب الذي عممته وزارة الداخلية وطلبت فيه أخذ الحيطة والاستعداد للعاصفة المتوقعة.
وإذا كان رؤساء بلديات كل من بيروت وطرابلس وصيدا وصور وزحلة قد أكدوا إتمامهم عملية تنظيف قنوات تصريف المياه خلال الخريف وإعادة تنظيفها قبل أيام من العاصفة الحالية، إلا أن كلاً منهم أشار إلى بعض نقاط الضعف في نطاقه البلدي، والتي ربما تتأثر بالعاصفة.
ويحدد رئيس بلدية بيروت بلال حمد منطقة قصقص وبالتحديد حي «عين البيضا» فيها كمكان من الممكن أن يشهد تجمعاً كثيفاً للمياه، مشيراً إلى وجود مشروع لرفع مستوى البنى التحتية فيها وربطها بمنطقة سامي الصلح.
وبالإضافة إلى «عين البيضا» ، يشير حمد إلى منطقة صبرا، وتحديداً عند سوق اللحامين وفي محيط تقاطعها مع بلدية الغبيري، لافتاً إلى أنه طلب من مجلس الوزراء تلزيم ورشة تأهيل المنطقة إلى مجلس الإنماء والإعمار بعدما أنجزت البلدية الخطة المطلوبة.
ويؤكد حمد ان متعهدي صيانة المجاري الصحية وقنوات تصريف المياه قد انجزوا عملية التنظيف المطلوبة «وبذلك لا نتوقع حدوث مشكلة في حال جاءت الأمطار متناسبة مع قدرة القنوات على التصريف»، مشيراً إلى ان البلدية قد وضعت مختلف أجهزتها في حالة طوارئ تحسباً لما قد يطرأ.
وكما في بيروت كذلك في طرابلس التي يؤكد رئيس بلديتها نادر غزال على امتلاك البلدية لآلية «زاكتر» التي تنظف «المصبّات» التي تسِّير المياه إلى قنوات التصريف، كما القنوات نفسها، بالإضافة إلى تنظيف «البراحات» من الوحول والأوساخ تجنباً لانزلاقها نحو المجاري وإقفالها.
وتفقدت بلدية طرابلس أيضاً «السقوفيات» من إترنيت وزنك وأزالت ما يمكن إزالته منها، وطلبت من الأهالي تثبيت ما تبقى منعاً لتطايرها مع سرعة الرياح.
وفي صيدا، ووفق رئيس بلديتها محمد السعودي، تم تنظيف قنوات تصريف المياه مع غرف التفتيش الخاصة بها، كما أعلم الصياديون بحال الطقس، بالإضافة إلى وضع لجنة الطوارئ في البلدية على اهبة الاستعداد لأي جديد. وزوّدت البلدية لجنة الطوارئ بمناشير وبآليات لرفع ما يمكن ان يقع من اشجار على الطرقات، وللتدخل في أي انهيار قد يحصل. وتحسباً للعاصفة ترأس محافظ الجنوب بالوكالة نقولا بو ضاهر في مكتبه في سرايا صيدا اجتماعاً لرؤساء الدوائر والمصالح الرسمية وأجهزة الدفاع المدني والصليب الأحمر خصص للبحث في كيفية معالجة أية حادثة طبيعية قد تحصل جراء العواصف. ووجه المحافظ الجهات المعنية إلى ضرورة رفع الضرر عن المواطنين الذين يقطنون في قراهم، لا سيما من الانهيارات على الطرقات، وانسداد العبارات الرئيسية والفرعية، إضافة إلى فتح الطرقات جراء العواصف الثلجية التي تضرب القرى والبلدات ضمن نطاق المحافظة، ولكيفية تأمين المعدات بالتنسيق مع المجالس البلدية لرفعها إلى المراجع المختصة للإطلاع وأخذ العلم بها».
أما في صور، فقد أعادت البلدية تنظيف قنوات تصريف المياه مجدداً بعدما تبين أن «الشتوة» الأخيرة التي حملتها بداية الأسبوع الحالي قد سدت بعضها بالأتربة والمخلفات. وأكد رئيس بلدية المدينة أن جغرافية صور لا تسمح بتحول البحر إلى مصدر للخطر على المواطنين، لافتاً إلى عقد اجتماع خصص للمدينة ومنطقتها تخلله الاتفاق على إجراء كل ما يلزم تحوطاً للطوارئ.
وفي البقاع، قامت بلدية زحلة، ووفق رئيسها جوزف المعلوف، بتنظيف مجرى نهر البردوني في نطاقها البلدي، بالإضافة إلى قنوات تصريف المياه ومجاري السيول، وذلك للمرة الثانية بعد انجاز المهمة مع بداية أيلول الماضي.
كما أنهت بلدية قاع الريم الجبلية استعداداتها للأمطار والثلوج بوضع مركزي الدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني بجهوزية تامة مع وضع جرافات وفرّامات الثلوج في حالة استعداد، وفق رئيس بلديتها وسام التنوري. وكرر التنوري مخاوفه من انهيار الصخور على الطريق الرئيسية في البلدة، الأمر الذي يؤدي الى انقطاعها عن باقي القرى البقاعية.
أما في منطقة العبدة على الساحل العكاري، حيث تشكل الزراعة ومهنة صيد السمك 75 في المئة من موارد رزق أهلها، فقد قامت البلدية، ووفق رئيسها كفاح كسار، بتنظيف القنوات الرئيسية، كما عممت على الصيادين خطورة الخروج إلى البحر، ولفتت انتباه المزارعين إلى ضرورة تثبيت البيوت الزراعية البلاستيكية.
وصعوداً من العبدة نحو بلدة مشمش في الجرد العكاري، أشار رئيس البلدية عبد الرحمن الحاج إلى أن حوالى عشرين عائلة غادرت منازلها في جرد مشمش إلى المناطق المنخفضة فيها، وسكن أفرادها لدى أقاربهم ريثما تعـــبر العاصــفة. ويتراوح ارتفاع مشمش عن سطح البحر ما بين 1100 إلى 1700 متر.
وفي حال تساقط الثلوج بغزارة فإن البلدية ستستعين بالجرافة الوحيدة التي يملكها اتحاد البلديات الذي تنتمي إليه مع بلدات السفينة وبزال وقبعيت وفنيدق وحرار وشال والحويش والقريات. وأشار الحاج إلى أن البلدية عقدت اجتماعاً مع الدفاع المدني والصليب الأحمر في المنطقة للتنسيق في الإجراءات التي يجب إتباعها في حال اشتداد العاصفة.

Script executed in 0.18968391418457