.
ويعتبر المسح الأول من نوعه في لبنان، إذ يقيس بطريقة شاملة الظروف المعيشية للاجئين الفلسطينيين، ويعتمد على عينة عشوائية من ألفين وستمئة أسرة فلسطينية، ويكشف معلومات دقيقة عن الخصائص الديموغرافية للاجئين، بالإضافة إلى شؤونهم المتعلقة بالصحة، والأمن الغذائي، والتعليم، والعمل، والسكن وظروف المعيشة.
ويظهر المسح الأوضاع السيئة للفلسطينيين في المخيمات والتجمعات، لتؤشر في خلاصاتها إلى دق ناقوس الخطر حول الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والصحية والتربوية للاجئين، مشيرة إلى حالة التردي القائمة في المخيمات، على كافة الصعد والمستويات، وفي مقدمها التسرب المدرسي وسوء بيوت السكن والأمراض المزمنة والبطالة.
وتشير النتائج إلى أن 56 في المئة من الفلسطينيين في المخيمات عاطلون عن العمل. وأن العاملين في مجال الزراعة هم من الأشد فقرا، وأن 66 في المئة من الفلسطينيين يعملون في وظائف بسيطة (بائعون متجولون، وعمال بناء، وعمال نفايات).
وتتطرق النتائج إلى توزع الفلسطينيين في لبنان بدون ذكر عددهم الفعلي، لافتة إلى أن 62 في المئة منهم يعيشون داخل المخيمات، و38 في المئة في التجمعات السكنية، وأن نصفهم يعيشون في مخيمات صيدا وصور، وخمسهم في منطقتي بيروت وشمال لبنان، وأربعة في المئة منهم في البقاع.
وتعرض نتائج المسح لمعدل الأعمار والجنس، فـتبين أن 53 في المئة من اللاجئين هم من النساء، أمّا المعدل العمري فهو ثلاثون سنة ونصف السنة. ونصف اللاجئين هم دون الخامسة والعشرين، فيما متوسط عدد أفراد العائلة هو 4,5.
وفي الشق المتعلق بالتعليم، يوثق المسح وجود 13 في المئة ممن تتجاوز أعمارهم العشرين، يحملون الشهادة الثانوية (البكالوريا) و42 في المئة الشهادة المتوسطة، وأن ثمانية في المئة من الذين تتراوح أعمارهم بين السابعة و15 سنة، لم يرتادوا أي مدرسة عام 2010 في منطقة صور. وأن ثلث الصبيان من تلك الفئة العمرية لا يرتادون المدرسة.
أما في مجال الصحة، فتخلص النتائج إلى وجود 31 في المئة من اللاجئين يعانون من أمراض مزمنة. وأن 12 في المئة من الأسر لديها فرد واحد من أفرادها على الأقل يعاني من مرض مزمن. كذلك يعاني أربعة في المئة من اللاجئين من إعاقة، و15 في المئة من الأسر على الأقل، تضم فرداً واحداً لديه إعاقة.
كما يعتقد أن 21 في المئة لديهم مشاكل صحية ـ نفسية. وأن 41 في المئة من الأسر على الأقل لديها فرد واحد يعاني من مشاكل نفسية. والنسبة الأكبر بينهم من النساء اللواتي يعانين من أمراض مزمنة واضطرابات نفسية.
وتؤكد نتائج المسح أن أربعين في المئة من البيوت غير صالحة للسكن في المخيمات على امتداد لبنان، وخصوصا في مخيمي عين الحلوة والرشيدية.
ويشترك في التقديم لعرض نتائج المسح اليوم، الذي سيتولاه الباحث الرئيسي الدكتور جاد شعبان، كل من ممثل «منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان» السفير عبد الله عبد الله، ومدير شؤون «الأونروا» في لبنان سلفاتوري لومباردو، وعميدة كلية الزراعة والعلوم الغذائية في «الأميركية» الدكتورة نهلة حولا، ووكيل الشؤون الأكاديمية الدكتور أحمد دلال، ورئيس قسم العمليات في الاتحاد الأوروبي دييغو اسكالونا، و«لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني».