في العراق، شهدت مدينة كربلاء المقدسة مسيرات ضخمة من المتوقع أن تبلغ ذروتها يوم غدٍ الجمعة وسط اجراءات أمنية مشددة ،وانتشرت في شوارع المدينة خصوصا بين مقام الامام الحسين (ع) وأبي فضل العباس(ع) مواكب سيارة على وقع الطبول وارتدى المشاركون بدءا من الاطفال الرضع الى الصبيان والنساء والرجال والشيوخ الملابس السوداء لاستذکار واقعة الطف .
وأعلنت السلطات الامنية العراقية اتخاذ سلسلة اجراءات للحد من هجمات متوقعة قد تستهدف زوارا شيعة خلال احياء يوم عاشوراء من شهر محرم.
وقال بيان صادر عن قيادة عمليات بغداد انها قررت منع حمل الأسلحة بمختلف أنواعها من المواطنين فضلا عن منع اصطحاب الأطفال خلال زيارة المراقد الدينية.
وحذرت القيادة من تناول الأطعمة والمشروبات من الاشخاص غير المعرفين من الأجهزة الأمنية وأصحاب المواكب ومنع حمل الحقائب الكبيرة بمختلف أنواعها وأجهزة الاتصال اللاسلكي والهواتف المحمولة، كما كما دعت المواطنين "الى السير في الطرق المؤمنة وعدم تصديق الإشاعات أو الترويج لها والتي من شأنها إثارة الهلع بين المواطنين".
وطالبت المواطنين كذلك بإخبار الأجهزة الأمنية عن العناصر المشبوهة أو الأجسام الغريبة والمحافظة على الهدوء وفسح المجال أمام الأجهزة الأمنية والتعاون معها عند حدوث أي ظرف طارئ.
وبدأت الاجهزة الامنية في محافظة كربلاء استعداداتها لاحياء الذكرى الاليمة ، حيث انتشر 25 الف عنصر امني من مختلف الوحدات الامنية العاملة في المحافظة لتوزيعهم على مختلف المناطق الداخلية والخارجية المؤدية لمركز المحافظة ومن اتجاهاتها الاربعة .
على صعيد الأوضاع الأمنية ، ارتفعت حصيلة الاعتداء الذي استهدف مواكب حسينية في ذكرى عاشوراء في حي الغزالية في بغداد مساء الثلاثاء إلى عشرة شهداء و21 جريحاً.
وفي سياق متصل ، وتوقع محافظ كربلاء، آمال الدين الهر وصول عدد الزوار إلى "مليوني زائر بينهم مئة ألف من الأجانب".
الجمهورية الاسلامية الايرانية
وفي ايران تتواصل المسيرات ومجالس العزاء في كافة انحاء المدن والمحافظات منذ الاول من شهر محرم.
ومنذ صباح اليوم انطلقت مسيرات حاشدة في مناطق متفرقة من العاصمة طهران، يشارك فيها عشرات الالاف، كما تشهد مدن مشهد وبم ويزد وقم وزنجان واردبيل ومدن ومحافظات اخرى مسيرات مماثلة وازدحمت المساجد والحسينيات في انحاء البلاد، واقيمت منابر في الطرقات وامام المساجد، وتليت اشعار الحزن والرثاء، وتستمر مراسم العزاء لعدة ايام ويسود الحزن حتى اربعينية الامام الحسين عليه السلام.
وفي الاطار نفسه ، حضر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد مراسم إحياء الذكرى وزار المرقدين الطاهرين لكل من حمزة بن الامام موسى الكاظم (ع) والسيد طاهر (ع) وهما من أحفاد الامام علي بن الحسين (ع).
و شهدت مدينتي مشهد حيث مقام الامام علي بن موسي الرضا (ع) وقم حيث مقام شقيقته السيدة فاطمة المعصومة (ع) ومرقد احمد بن موسى (ع)في مدينة شيراز ومراقد أبناء الائمة في مختلف المدن الايرانية اليوم مراسم العزاء بمناسبة يوم عاشوراء.
سوريا
في سوريا أيضا ، شارك المسلمون الشيعة في احياء مراسم عاشوراء بإقامة مجالس العزاء والندوات والمحاضرات في المساجد والحسينيات في دمشق، فيما تكثفّت أكثر مراسم العزاء في مقام السيدة زينب عليها السلام.
دول الخليج
وفي البحرين ، اكتست القرى والمدن بالسواد مع حلول عاشوراء في العاشر من محرم إحياء لذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع).
وبدأت مجالس العزاء والحسينيات في البحرين باستقبال عشرات الآلاف من المواطنين والمقيمين والزائرين الخليجيين من أبناء الطائفة الشيعية للمشاركة في مجالس القراءة الحسينية.
وللمناسبة ، فتحت العاصمة المنامة أحضانها منذ ليلة أمس لتعانق حشود المعزين الذين توافدوا لإحياء ليلة العاشر من المحرم من مختلف مناطق مملكة البحرين بالإضافة إلى المشاركين من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي والسياح، فيما قدرت الهيئة العامة للمواكب الحسينية حجم المشاركة هذا العام بما يتراوح بين 180 و200 ألف مُعَزٍّ.
ووفق الجدول الزمني المعد لمجالس المنامة، انتظمت المواكب العزائية في حلقاتها التي شهدت مشاركة حاشدة بقصائدها التي حملت مضامين النهضة الحسينية الخالدة، وسبقها حضور لافت للاستماع إلى محاضرات خطباء المنبر من داخل البحرين وخارجها والتي تنوعت بين القضايا العاشورائية الفكرية والثقافية والاجتماعية، كما استقطبت فعاليات الخيام السنوية ضمن مشروع عاشوراء البحرين ومهرجان الإمام الحسين (ع) الفني والمرسم الحسيني الجماهير تماماً كما استقطبتها حملات التبرع بالدم والفعاليات الفنية والصحية التثقيفية التي شهدتها الليالي السابقة.
أما في السعودية ، فقد بدأ أكثر من مليوني شيعي إحياء ذكرى العاشر من محرم واستشهاد الامام الحسين (ع) وذلك من خلال إقامة المجالس العاشورائية وتسيير عشرات المسيرات الحسينية إضافة الى سلسلة من الفعاليات الدينية والثقافية والاجتماعية الخاصة بهذه المناسبة .
وتشهد مناطق القطيف والإحساء والمدينة المنورة منذ يوم أمس إغلاقا تاما للمحلات التجارية وتغيبا عن العمل وانقطاعا عن فصول الدراسة بدأ منذ مطلع الأسبوع.
وإلى جانب المجالس الحسينية والعزاء تزخر المنطقة بالعديد من الانشطة وبينها المسرحيات واللوحات الفنية التي تجسّد ملحمة كربلاء وخاصة أمام الاطفال.
من جهة ثانية ، يشكو السعوديون الشيعة من تعتيم إعلامي تمارسه وسائل الاعلام في البلاد وذلك على خلفية تهميش نشر كلّ الاخبار المتعلقة بإحياء ذكرى عاشوراء التي تستمر على مدار ثلاثة عشر يوماً .
تركيا
في تركيا، شارك رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان وعدداً من اعضاء حكومته لأول مرة في مراسم عاشوراء التي أقيمت في مدينة اسطنبول وتحديدا في حي هالكالي الشيعي بمشاركة مئات الآلاف من محبي أهل البيت (ع).
باكستان
وفي باكستان ، انتشرت عشرات الالاف من قوات الامن والشرطة في انحاء البلاد تزامنا مع احياء ذكرى عاشوراء
وسيكون الكثيرون من الاقلية الشيعية الباكستانية التي تمثل 15 في المئة من السكان عرضة لخطر التفجيرات الانتحارية حين يتجمعون بأعداد كبيرة يوم الجمعة لاحياء المناسبة.
كذلك أحيت الذكرى الاليمة كل من أفغانتسان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان وأندونيسيا ودول الخليج والهند وماليزيا وسنغافورة وتايلاند، إضافة الى دول الانتشار الاسلامي في أوروبا وأميركا وأوستراليا .