وأكدّت العاصفة سوء وضع البنى التحتية في عكار الذي تلزمه أعمال صيانة دورية يعتبرها رؤساء البلديات من مسؤولية وزارة الأشغال العامة. كما أظهرت العاصفة اهتراءً فاضحاً في شبكة الكهرباء وأعمدة خطوط التوتر العالي التي تهاوت على الطرق في أكثر من بلدة، الأمر الذي تسبب بانقطاع التيار الكهربائي مترافقاً مع بعض الأضرار في المنازل. وبالرغم من الجهود التي تقوم بها فرق عمال الصيانة في مصلحة كهرباء عكار والتي تسعى لإعادة التيار إلى وضعه الطبيعي قبل العاصفة، إلا أنها لم تستطع تلبية حاجة المحافظة التي تضم 216 بلدة، كما تسبب تأخر أعمال صيانة وتبديل خطوط التوتر العالي في منطقة الدريب الأعلى بمشكلة بالنسبة لسكان تلك البلدات، خصوصاً مع تزايد الضغط على الشبكة غير المؤهلة ما أدى الى انقطاع التيار.
وعليه فإن العاصفة التي هدأت أعطت فرصة لكل من رؤساء البلديات والأهالي بإجراء مسح للأضرار والكشف على مكامن الخلل التي يجب تداركها قبل أي عاصفة مقبلة. يؤكّد رئيس «اتحاد بلديات جرد القيطع» ورئيس بلدية فنيدق عبد الإله زكريا «أن العمل جار بالتعاون والتنسيق مع كافة رؤساء بلديات المنطقة، خصوصاً المرتفعة منها كبلدة مشمش وحرار وقبعيت لإجراء أعمال الصيانة التي من الممكن القيام بها ضمن الامكانيات المتاحة»، مشيراً إلى محاولة «الاتحاد بالتنسيق مع مصلحة كهرباء عكار العمل على إعادة التيار إلى مختلف البلدات قبل تجدد العاصفة».
ويلفت رئيس بلدية مشتى حسن حمزة الأحمد إلى أن «فريق العمل الفني وعمال الصيانة التابعين للبلدية موجودون على الأرض طيلة 24 ساعة من أجل تدارك كل طارئ والقيام بأعمال التنظيف الممكنة». كما سارع المزارعون إلى تفقد مزروعاتهم وإصلاح البيوت البلاستيكية في محاولة للتقليل من حجم الخسائر. وعمد مزارعو الليمون إلى تنشيط ورش القطاف، و»تعريب» الإنتاج (أي تنقية الحبات بحسب نوعيتها وجودتها) تمهيداً لنقلها إلى سوق الخضار.
أما في جرود الضنية (عمر إبراهيم) فتعتبر مسألة انقطاع الطرق من المشاكل الشائكة، وفق ما أوضح رئيس بلدية سير أحمد علم. ولفت إلى «أن الأمر يعود لأسباب عدّة أولها ضيق مساحة بعض الطرق الرئيسية منها والفرعية التي لم يتم توسعتها والتي تشكل ما نسبته 60 في المئة من مسافة الطرق الموجودة، وثانياً نقص الآليات المتوفرة لدى البلديات والدفاع المدني وعدم قدرتها على تلبية احتياجات المنطقة بالكامل»، لافتاً إلى أن «البلدية في جهوزية تامة وفق إمكاناتها».
ويلفت عضو بلدية السفيرة حسين هرموش إلى أن «قريتنا تعتبر نائية، ولا توجد إمكانيات كبيرة لدى البلدية. وقد قمنا باستئجار بعض الجرافات الصغيرة لفتح الطرق الفرعية والداخلية في البلدة، وجرى وضع كافة العمال والمتعاملين مع البلدية في حالة استنفار، فضلاً عن سيارات الإسعاف لتكون جاهزة عند الطلب». وأكد هرموش الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس اتحاد بلديات الضنية، إلى أن «الاتحاد وضع في حالة طوارئ منذ أمس الأول، وسوف تكون هناك متابعة لكافة التفاصيل والتنسيق مع كل رؤساء بلديات المنطقة للتدخل عند الضرورة».
ويعيش البترونيون (لميا شديد) حالة من الاستنفار والترقب للعاصفة المقبلة. ويعملون على تأمين كل ما يلزم لمقاومة العواصف والرياح والامطار في البترون ومواجهة نتائجها. وكما في كل عام تأتي العواصف لتفاجئ المواطنين بقوة وشدة غير متوقعتين. وذلك ما استدعى تحركا مسبقا للبلديات، التي اتخذت تدابيرها لحماية المواطنين وممتلكاتهم وأرزاقهم تفاديا لحصول كوارث قد تلحق الأضرار بهم. وكانت الهيئات المحلية قد تنبهت لإمكانية فيضان نهر الجوز وبادرت إلى إجراء ما يلزم لتفادي حصول أي اضرار، خصوصاً بلدية كوبا التي قامت وقبل بداية فصل الشتاء بتنظيف جوانب مجراه.
وكذلك، قامت البلديات بتنظيف مجاري ومعابر المياه، كما فعلت بلدية شبطين. وأشار عضو المجلس البلدي جان اغناطيوس إلى «أن البلدية أجرت استعداداتها وتحضيراتها لفصل الشتاء في وقت مبكر وقمنا بتنظيف مجاري الأنهار ومجاري المياه وجوانب الطرق تفاديا لحصول أي كارثة جراء العواصف والامطار». وأكد أننا «كمجلس بلدي في حالة استنفار بكل امكانياتنا في حال وقوع اي أمر غير متوقع».
وفي أعالي منطقة البترون حيث تتساقط الثلوج تتضاعف الجهود والتحضيرات. ويلفت رئيس بلدية دوما جوزيف خير الله المعلوف إلى «أن القنوات والمجاري كلها مفتوحة ونظيفة، والوديان حيث معابر المياه كلها نظيفة من الأعشاب والأشواك ويباس الأشجار لكي تعبر السيول في معابرها. كما نظفنا جوانب الطرق الرئيسية والداخلية. أما بالنسبة للثلوج فإن الجرافات مؤمنة والطرق تبقى سالكة امام السيارات بشكل طبيعي ولن نترك منزلا أو سيارة محتجزة بالثلوج مهما كانت الظروف».
وفي بلدة كفور العربي في جرد البترون أزالت البلدية كل ما يمكن أن يعيق عبور المياه في مجاري المياه الطبيعية في الوديان، كما أكد رئيس البلدية المهندس نصر فرح. وقال: «نحن متعاونون مع الأهالي وكل أبناء البلدة الذين وضعوا جرافاتهم بتصرف البلدية في حال حصول أي انهيارات أو اضرار جراء العاصفة والسيول ليصار إلى إزالة كل ما يمكن أن ينتج عن ذلك».
في محافظة النبطية
وعملت البلديات في منطقة العرقوب (طارق أبو حمدان) على «تجهيز عدد من الجرافات، لمواجهة أي عاصفة ثلجية مقبلة» كما يقول رئيس بلدية كفرشوبا قاسم القادري. وذلك «بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية وخاصة الدفاع المدني والصليب الأحمر وقوات «اليونفيل». ولدينا مخزون قليل من الملح لرشّه على الطرق لمنع تكون الجليد، والوضع يبدو انه تحت السيطرة».
أما وزارة الزراعة، فقد تداركت أمر الهجمة على الأحراج متأخرة. وقررت العمل على وقف تلك الظاهرة، مبلغة الأهالي عبر المسؤولين المحليين، قرارها القاضي بمنع قطع الأشجار حتى الملكية الخاصة إلا بإذن منها. وقد لاقى ذلك تأييداً من العديد من البلديات التي كانت تشكو من عدم قدرتها على منع الأهالي من القطع العشوائي للثروة الحرجية، وتشددت في مراقبتها ونجحت في لجم هجمة الحطابين.
وفي قرى بنت جبيل (علي الصغير) يجهد الأهالي بتحضير أنفسهم تحسباً لعاصفة مقبلة، عبر تخزين ما أمكن من المازوت ومحاولة لسدّ الثغرات المائية والهوائية التي ظهرت في البيوت خلال العاصفة الأخيرة، في حين أن التحضيرات الرسمية اقتصرت على الإمكانيات المتواضعة للبلديات، التي ليس لديها بمعظمها عمال صيانة دائمين بل تعتمد على العمال المياومين. في حين تبقى الآليات الثقيلة تحت الطلب في حالة الطوارئ.
ولا تلحظ استعدادات في منطقة النبطية (عدنان طباجة)، نظراً لضعف إمكانيات البلديات المادية واللوجستية، باستثناء بلدية مدينة النبطية التي شكلت فريق طوارئ من العاملين لديها توزعت مهماته لمعالجة مشاكل الكهرباء والأشجار والأشغال العامة والبنى التحتية وفريق من الشرطة المجهزة بمختلف أنواع الآليات والمعدات اللازمة. وتتلقى البلدية الشكاوى والاتصالات من المواطنين من خلال مركز استعلامات، كما يقول رئيس البلدية أحمد كحيل، الذي يعتبر أنه «بسبب الاحتياطات التي قامت بها البلدية منذ الصيف الماضي، فقد كانت الأضرار التي خلفتها العاصفة الأخيرة طفيفة جداً وتكاد لا تذكر». ويثني كحيل على الفريق المختص بالكهرباء، «الذي استطاع تصليح كافة الأعطال في المدينة وسط ظروف مناخية صعبة». وأشار كحيل إلى قيام البلدية بحملة لتنظيف مجاري المياه والصرف الصحي وأقنية تصريف مياه الأمطار، بالإضافة إلى فتح العبارات والمصافي أواخر الصيف الماضي. وقد استمرت تلك الحملة شهراً ونصف شهر. وشكا كحيل من «ضعف التنسيق والتعاون بين البلدية وإدارات الدولة الرسمية لا سيما في الحالات الطارئة»، مطالباً بأن تكون «الأجهزة الرسمية على جهوزية أكبر خلال العاصفة».
كما قامت بلدية جباع بالإجراءات اللازمة للمواجهة، عبر حملة لتنظيف قنوات مياه تصريف الأمطار والصرف الصحي من الأوساخ والنفايات وأوراق الأشجار، وفتح العبارات المائية قبل العاصفة الأخيرة، ولم تشهد أي أضرار. وأوضح رئيس «اتحاد بلديات الشقيف» محمد جميل جابر أن «الاتحاد قام بإجراء الإصلاحات اللازمة والأشغال الضرورية للبنى التحتية ضمن البلديات المعرضة أكثر من غيرها لتداعيات العاصفة، وقد استنفر كافة عناصره وشرطته وأجهزته وآلياته قبيل العاصفة وأثنائها، مما وفر الكثير من الأضرار على الأهالي والمنطقة، وسيبقى على هذه الجهوزية خلال العواصف المقبلة».
أما بلدية الشرقية فقد استقدمت جرافة لإزالة الوحول والحصى من الأقنية والمجاري المائية، وخصوصاً العبارة الفاصلة بين بلدتي الشرقية والدوير. كما أزالت بقايا الاشجار التي علقت على الشبكة الكهربائية في كثير من الأحياء، واعتمدت المولدات لسحب المياه من بعض المنازل التي دخلتها السيول. وأشار رئيس البلدية رضا شعيب إلى أن البلدية باشرت بإعادة تأهيل جدار المبنى البلدي الذي انهار كلياً بفعل العاصفة الأخيرة.
الاستعدادات بقاعاً
«قد يكون أقصى ما تستطيع فعله بلديات البقاع الأوسط (سامر الحسيني) لجهة الاستعدادات اللوجستية، يقتصر على تنظيف ساقية صغيرة أنشئت منذ أكثر من خمسين سنة. ولم يجر عليها منذ ذاك التاريخ أي تقويم وتوسيع رغم آلاف المراسلات البلدية التي أرسلت إلى وزارات الأشغال والداخلية والطاقة والمياه»، كما يقول رئيس «اتحاد بلديات قضاء زحلة والفرزل» إبراهيم نصر الله، الذي يشكو من تكبيل أيدي البلديات البقاعية، التي تقف عاجزة عن تنفيذ أي مشروع إنمائي مقابل إحجام الوزارات عن تنفيذ أشغالها الإنمائية. وبكل حسرة يتحدث نصر الله عن مأساة الطريق الرئيسية في الفرزل «التي تتحول مع كل شتوة ولو صغيرة إلى مستنقع وبرك مائية تتسبب بعشرات حواث السير، عدا عن الأضرار التي تلحق بالسيارات».
وينطبق حال الفرزل على غيره من بلديات البقاع التي تشكو من قلة الإمكانيات المالية التي لا تتوفر بشكل كامل. ولا توازي كلفة جرف ثلوج في بلدة جبلية مثل حزرتا، كما يقول رئيس بلديتها أحمد أبو حمدان، الذي يصف وضع حزرتا بـ «المأساوي في أيام الثلوج». والاستعدادات غائبة بشكل كامل عن البلدة التي من المفترض أن تحصن وتقدم لها إمكانيات تساعد الأهالي الذين يتعرضون مع كل منخفض جوي إلى حصار بسبب الثلوج، وإلى الانهيارات لعدم وجود جدران دعم، إضافة إلى سيول بعد الثلوج التي تذوب ولا مسرب لها سوى الساحات والطرق الداخلية والرئيسية.
وتبقى الاستعدادات البلدية في البقاع في إطار التقليد السنوي، فقد اعتادت وزارة الداخلية والبلديات على إصدار تعميم لضرورة تنفيذ أشغال تتعلق بالتنظيف والاستعداد للشتاء. ولكن من دون أموال أو أشغال مطلوبة منذ سنوات من وزارات الأشغال، والطاقة والمياه، كتوسيع مسارب المياه أو تعزيل الأنهر وتنفيذ عبارات.
وقامت البلديات بأعمال ليست من صلاحياتها، إنما من صلاحية وزارة الطاقة والمياه، كما حصل مع بلدية زحلة - معلقة التي «نظفت مجرى نهر البردوني في قسمه الممتد من مقاهي البردوني وصولاً إلى بولفار زحلة على نفقتها تخوفاً من فيضانه»، كما يقول رئيس البلدية جوزف دياب المعلوف. وذلك لأن «وزارة الطاقة والمياه لم تقم بما يتوجب عليها، فاضطررنا إلى الاستحصال على موافقة من الوزارة المذكورة وقمنا بالتنظيف حتى لا تفيض المياه على المؤسسات».
يتحدث رؤساء بلديات كثرعن استعدادات وعن تطمينات قبل أي عاصفة مقبلة، ولكن الكلام يبقى كلاماً وصور الطــرق المغمورة بالمياه والمقفلة بسبب تراكم الثلوج أكبر دليل على عدم وجود استعدادات فعلية.
وعليه فإن العاصفة التي هدأت أعطت فرصة لكل من رؤساء البلديات والأهالي بإجراء مسح للأضرار والكشف على مكامن الخلل التي يجب تداركها قبل أي عاصفة مقبلة. يؤكّد رئيس «اتحاد بلديات جرد القيطع» ورئيس بلدية فنيدق عبد الإله زكريا «أن العمل جار بالتعاون والتنسيق مع كافة رؤساء بلديات المنطقة، خصوصاً المرتفعة منها كبلدة مشمش وحرار وقبعيت لإجراء أعمال الصيانة التي من الممكن القيام بها ضمن الامكانيات المتاحة»، مشيراً إلى محاولة «الاتحاد بالتنسيق مع مصلحة كهرباء عكار العمل على إعادة التيار إلى مختلف البلدات قبل تجدد العاصفة».
ويلفت رئيس بلدية مشتى حسن حمزة الأحمد إلى أن «فريق العمل الفني وعمال الصيانة التابعين للبلدية موجودون على الأرض طيلة 24 ساعة من أجل تدارك كل طارئ والقيام بأعمال التنظيف الممكنة». كما سارع المزارعون إلى تفقد مزروعاتهم وإصلاح البيوت البلاستيكية في محاولة للتقليل من حجم الخسائر. وعمد مزارعو الليمون إلى تنشيط ورش القطاف، و»تعريب» الإنتاج (أي تنقية الحبات بحسب نوعيتها وجودتها) تمهيداً لنقلها إلى سوق الخضار.
أما في جرود الضنية (عمر إبراهيم) فتعتبر مسألة انقطاع الطرق من المشاكل الشائكة، وفق ما أوضح رئيس بلدية سير أحمد علم. ولفت إلى «أن الأمر يعود لأسباب عدّة أولها ضيق مساحة بعض الطرق الرئيسية منها والفرعية التي لم يتم توسعتها والتي تشكل ما نسبته 60 في المئة من مسافة الطرق الموجودة، وثانياً نقص الآليات المتوفرة لدى البلديات والدفاع المدني وعدم قدرتها على تلبية احتياجات المنطقة بالكامل»، لافتاً إلى أن «البلدية في جهوزية تامة وفق إمكاناتها».
ويلفت عضو بلدية السفيرة حسين هرموش إلى أن «قريتنا تعتبر نائية، ولا توجد إمكانيات كبيرة لدى البلدية. وقد قمنا باستئجار بعض الجرافات الصغيرة لفتح الطرق الفرعية والداخلية في البلدة، وجرى وضع كافة العمال والمتعاملين مع البلدية في حالة استنفار، فضلاً عن سيارات الإسعاف لتكون جاهزة عند الطلب». وأكد هرموش الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس اتحاد بلديات الضنية، إلى أن «الاتحاد وضع في حالة طوارئ منذ أمس الأول، وسوف تكون هناك متابعة لكافة التفاصيل والتنسيق مع كل رؤساء بلديات المنطقة للتدخل عند الضرورة».
ويعيش البترونيون (لميا شديد) حالة من الاستنفار والترقب للعاصفة المقبلة. ويعملون على تأمين كل ما يلزم لمقاومة العواصف والرياح والامطار في البترون ومواجهة نتائجها. وكما في كل عام تأتي العواصف لتفاجئ المواطنين بقوة وشدة غير متوقعتين. وذلك ما استدعى تحركا مسبقا للبلديات، التي اتخذت تدابيرها لحماية المواطنين وممتلكاتهم وأرزاقهم تفاديا لحصول كوارث قد تلحق الأضرار بهم. وكانت الهيئات المحلية قد تنبهت لإمكانية فيضان نهر الجوز وبادرت إلى إجراء ما يلزم لتفادي حصول أي اضرار، خصوصاً بلدية كوبا التي قامت وقبل بداية فصل الشتاء بتنظيف جوانب مجراه.
وكذلك، قامت البلديات بتنظيف مجاري ومعابر المياه، كما فعلت بلدية شبطين. وأشار عضو المجلس البلدي جان اغناطيوس إلى «أن البلدية أجرت استعداداتها وتحضيراتها لفصل الشتاء في وقت مبكر وقمنا بتنظيف مجاري الأنهار ومجاري المياه وجوانب الطرق تفاديا لحصول أي كارثة جراء العواصف والامطار». وأكد أننا «كمجلس بلدي في حالة استنفار بكل امكانياتنا في حال وقوع اي أمر غير متوقع».
وفي أعالي منطقة البترون حيث تتساقط الثلوج تتضاعف الجهود والتحضيرات. ويلفت رئيس بلدية دوما جوزيف خير الله المعلوف إلى «أن القنوات والمجاري كلها مفتوحة ونظيفة، والوديان حيث معابر المياه كلها نظيفة من الأعشاب والأشواك ويباس الأشجار لكي تعبر السيول في معابرها. كما نظفنا جوانب الطرق الرئيسية والداخلية. أما بالنسبة للثلوج فإن الجرافات مؤمنة والطرق تبقى سالكة امام السيارات بشكل طبيعي ولن نترك منزلا أو سيارة محتجزة بالثلوج مهما كانت الظروف».
وفي بلدة كفور العربي في جرد البترون أزالت البلدية كل ما يمكن أن يعيق عبور المياه في مجاري المياه الطبيعية في الوديان، كما أكد رئيس البلدية المهندس نصر فرح. وقال: «نحن متعاونون مع الأهالي وكل أبناء البلدة الذين وضعوا جرافاتهم بتصرف البلدية في حال حصول أي انهيارات أو اضرار جراء العاصفة والسيول ليصار إلى إزالة كل ما يمكن أن ينتج عن ذلك».
في محافظة النبطية
وعملت البلديات في منطقة العرقوب (طارق أبو حمدان) على «تجهيز عدد من الجرافات، لمواجهة أي عاصفة ثلجية مقبلة» كما يقول رئيس بلدية كفرشوبا قاسم القادري. وذلك «بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية وخاصة الدفاع المدني والصليب الأحمر وقوات «اليونفيل». ولدينا مخزون قليل من الملح لرشّه على الطرق لمنع تكون الجليد، والوضع يبدو انه تحت السيطرة».
أما وزارة الزراعة، فقد تداركت أمر الهجمة على الأحراج متأخرة. وقررت العمل على وقف تلك الظاهرة، مبلغة الأهالي عبر المسؤولين المحليين، قرارها القاضي بمنع قطع الأشجار حتى الملكية الخاصة إلا بإذن منها. وقد لاقى ذلك تأييداً من العديد من البلديات التي كانت تشكو من عدم قدرتها على منع الأهالي من القطع العشوائي للثروة الحرجية، وتشددت في مراقبتها ونجحت في لجم هجمة الحطابين.
وفي قرى بنت جبيل (علي الصغير) يجهد الأهالي بتحضير أنفسهم تحسباً لعاصفة مقبلة، عبر تخزين ما أمكن من المازوت ومحاولة لسدّ الثغرات المائية والهوائية التي ظهرت في البيوت خلال العاصفة الأخيرة، في حين أن التحضيرات الرسمية اقتصرت على الإمكانيات المتواضعة للبلديات، التي ليس لديها بمعظمها عمال صيانة دائمين بل تعتمد على العمال المياومين. في حين تبقى الآليات الثقيلة تحت الطلب في حالة الطوارئ.
ولا تلحظ استعدادات في منطقة النبطية (عدنان طباجة)، نظراً لضعف إمكانيات البلديات المادية واللوجستية، باستثناء بلدية مدينة النبطية التي شكلت فريق طوارئ من العاملين لديها توزعت مهماته لمعالجة مشاكل الكهرباء والأشجار والأشغال العامة والبنى التحتية وفريق من الشرطة المجهزة بمختلف أنواع الآليات والمعدات اللازمة. وتتلقى البلدية الشكاوى والاتصالات من المواطنين من خلال مركز استعلامات، كما يقول رئيس البلدية أحمد كحيل، الذي يعتبر أنه «بسبب الاحتياطات التي قامت بها البلدية منذ الصيف الماضي، فقد كانت الأضرار التي خلفتها العاصفة الأخيرة طفيفة جداً وتكاد لا تذكر». ويثني كحيل على الفريق المختص بالكهرباء، «الذي استطاع تصليح كافة الأعطال في المدينة وسط ظروف مناخية صعبة». وأشار كحيل إلى قيام البلدية بحملة لتنظيف مجاري المياه والصرف الصحي وأقنية تصريف مياه الأمطار، بالإضافة إلى فتح العبارات والمصافي أواخر الصيف الماضي. وقد استمرت تلك الحملة شهراً ونصف شهر. وشكا كحيل من «ضعف التنسيق والتعاون بين البلدية وإدارات الدولة الرسمية لا سيما في الحالات الطارئة»، مطالباً بأن تكون «الأجهزة الرسمية على جهوزية أكبر خلال العاصفة».
كما قامت بلدية جباع بالإجراءات اللازمة للمواجهة، عبر حملة لتنظيف قنوات مياه تصريف الأمطار والصرف الصحي من الأوساخ والنفايات وأوراق الأشجار، وفتح العبارات المائية قبل العاصفة الأخيرة، ولم تشهد أي أضرار. وأوضح رئيس «اتحاد بلديات الشقيف» محمد جميل جابر أن «الاتحاد قام بإجراء الإصلاحات اللازمة والأشغال الضرورية للبنى التحتية ضمن البلديات المعرضة أكثر من غيرها لتداعيات العاصفة، وقد استنفر كافة عناصره وشرطته وأجهزته وآلياته قبيل العاصفة وأثنائها، مما وفر الكثير من الأضرار على الأهالي والمنطقة، وسيبقى على هذه الجهوزية خلال العواصف المقبلة».
أما بلدية الشرقية فقد استقدمت جرافة لإزالة الوحول والحصى من الأقنية والمجاري المائية، وخصوصاً العبارة الفاصلة بين بلدتي الشرقية والدوير. كما أزالت بقايا الاشجار التي علقت على الشبكة الكهربائية في كثير من الأحياء، واعتمدت المولدات لسحب المياه من بعض المنازل التي دخلتها السيول. وأشار رئيس البلدية رضا شعيب إلى أن البلدية باشرت بإعادة تأهيل جدار المبنى البلدي الذي انهار كلياً بفعل العاصفة الأخيرة.
الاستعدادات بقاعاً
«قد يكون أقصى ما تستطيع فعله بلديات البقاع الأوسط (سامر الحسيني) لجهة الاستعدادات اللوجستية، يقتصر على تنظيف ساقية صغيرة أنشئت منذ أكثر من خمسين سنة. ولم يجر عليها منذ ذاك التاريخ أي تقويم وتوسيع رغم آلاف المراسلات البلدية التي أرسلت إلى وزارات الأشغال والداخلية والطاقة والمياه»، كما يقول رئيس «اتحاد بلديات قضاء زحلة والفرزل» إبراهيم نصر الله، الذي يشكو من تكبيل أيدي البلديات البقاعية، التي تقف عاجزة عن تنفيذ أي مشروع إنمائي مقابل إحجام الوزارات عن تنفيذ أشغالها الإنمائية. وبكل حسرة يتحدث نصر الله عن مأساة الطريق الرئيسية في الفرزل «التي تتحول مع كل شتوة ولو صغيرة إلى مستنقع وبرك مائية تتسبب بعشرات حواث السير، عدا عن الأضرار التي تلحق بالسيارات».
وينطبق حال الفرزل على غيره من بلديات البقاع التي تشكو من قلة الإمكانيات المالية التي لا تتوفر بشكل كامل. ولا توازي كلفة جرف ثلوج في بلدة جبلية مثل حزرتا، كما يقول رئيس بلديتها أحمد أبو حمدان، الذي يصف وضع حزرتا بـ «المأساوي في أيام الثلوج». والاستعدادات غائبة بشكل كامل عن البلدة التي من المفترض أن تحصن وتقدم لها إمكانيات تساعد الأهالي الذين يتعرضون مع كل منخفض جوي إلى حصار بسبب الثلوج، وإلى الانهيارات لعدم وجود جدران دعم، إضافة إلى سيول بعد الثلوج التي تذوب ولا مسرب لها سوى الساحات والطرق الداخلية والرئيسية.
وتبقى الاستعدادات البلدية في البقاع في إطار التقليد السنوي، فقد اعتادت وزارة الداخلية والبلديات على إصدار تعميم لضرورة تنفيذ أشغال تتعلق بالتنظيف والاستعداد للشتاء. ولكن من دون أموال أو أشغال مطلوبة منذ سنوات من وزارات الأشغال، والطاقة والمياه، كتوسيع مسارب المياه أو تعزيل الأنهر وتنفيذ عبارات.
وقامت البلديات بأعمال ليست من صلاحياتها، إنما من صلاحية وزارة الطاقة والمياه، كما حصل مع بلدية زحلة - معلقة التي «نظفت مجرى نهر البردوني في قسمه الممتد من مقاهي البردوني وصولاً إلى بولفار زحلة على نفقتها تخوفاً من فيضانه»، كما يقول رئيس البلدية جوزف دياب المعلوف. وذلك لأن «وزارة الطاقة والمياه لم تقم بما يتوجب عليها، فاضطررنا إلى الاستحصال على موافقة من الوزارة المذكورة وقمنا بالتنظيف حتى لا تفيض المياه على المؤسسات».
يتحدث رؤساء بلديات كثرعن استعدادات وعن تطمينات قبل أي عاصفة مقبلة، ولكن الكلام يبقى كلاماً وصور الطــرق المغمورة بالمياه والمقفلة بسبب تراكم الثلوج أكبر دليل على عدم وجود استعدادات فعلية.