فالشجرة الضخمة المرتفعة فوق بحيرة بنشعي السياحية لم تعد هي الأضخم، باتت تنافسها شجرة أخرى يعمل على تثبيتها اتحاد بلديات قضاء زغرتا عند المدخل الغربي للمدينة وبكلفة تصل إلى 50 ألف دولار أميركي! هذه الشجرة هي الأكبر في لبنان بطول يمتدّ إلى أكثر من 45 متراً مصقولة بالحديد ومثبتة على قاعدة قطرها نحو 40 متراً مربعاً. على ضفاف البحيرة، استبق الناس موعد الافتتاح
، «لا دعوات مسبقة، فالناس باتوا معتادين على الحدث»، يردّد الحاضرون.
يتقاطر أطفال زغرتا والقضاء بعفوية إلى المكان ليشاهدوا الثلج يتساقط اصطناعياً على الرصيف العريض المخصص للمشاة، ويشاركوا في إنارة شجرة الميلاد. تستضيف البحيرة للمرة الثالثة طفل المغارة ورموز الميلاد الذي تحول هذه المرّة إلى «ميلاد أخضر»، للفت انتباه الأولاد وأهاليهم إلى أهمية الحفاظ على البيئة.
في حفل الافتتاح، انطلقت المفرقعات النارية الخضراء، لتعكس أضواءها على المياه الزرقاء فتحولها إلى خضراء لتكشف عن مسيرة غنية بالمواعيد. لوحات استعراضية لشخصيات مختلفة يحبها الصغار. هؤلاء تمكنوا من الركوب مع بابا نويل في عربات استقدمت خصوصاً لهذه المناسبة، والذهاب معه في نزهة داخل البحيرة بمراكب سياحية زينت بزينة الميلاد، ولا سيما الأشرطة الملونة ومجسمات صغيرة لبابا نويل.
وفي بلدة مجدليا في قضاء زغرتا، كان الأطفال على موعد آخر مع طفل المغارة. فقد انتظر طلاب من مدارس زغرتا دورهم ليجولوا في المغارة التي لا يغيب عنها أي تفصيل ميلادي. في القاعة الكبرى، احتلّ أطفال آخرون الصفوف الأمامية بانتظار العرض المسرحي الذي تخللته أضواء ملونة وأغان ميلادية عكست جواً دافئاً في وقت كانت فيه العاصفة تقترب من زغرتا، وكانت الأعمال الميلادية تنفّذ تحت سقف من الإسمنت يقي المشاركين زخات المطر على عكس الحال على ضفاف بحيرة بنشعي حيث فعلت العاصفة فعلها.
إنها الرابعة والنصف بعد الظهر، لم تكن ريتا فنيانوس قد أنهت بعد الأشغال في الزاوية خاصتها، كانت لا تزال تنفخ البالونات الملونة والمتعددة الأشكال، تمهيداً لعرضها بـ«أسعار أرخص من السوق»، كما تقول. أما الأشغال اليدوية فكانت لها حصة كبيرة، بما فيها الرسم والتطريز على القماش. وما بين الموقعين، ازدانت الطرقات والساحات العامة في زغرتا وقرى القضاء، بالزينة، وأشجار العيد والتماثيل الحجرية التي ترمز إلى الميلاد.