أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

«وكيليكس»: صواريخ حزب اللّه وحماس تطال تل أبيب

الأربعاء 22 كانون الأول , 2010 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,426 زائر

«وكيليكس»: صواريخ حزب اللّه وحماس تطال تل أبيب

أظهرت برقيات ويكيليكس أن سوريا تعتقد أن إسرائيل اغتالت العميد سليمان وأن إسرائيل تتخوف من صفقات السلاح الأميركية مع الدول المعتدلة في المنطقة، وأن تحالف عون مع حزب الله وضع حداً لعلاقات إسرائيل مع الموارنة في لبنان 


كشفت وثائق دبلوماسية أميركية سرية نشرها موقع ويكيليكس أن سوريا اعتقدت أن إسرائيل وقفت وراء اغتيال العميد محمد سليمان، مساعد الرئيس بشار الأسد للشؤون الأمنية، الذي بيّنت البرقيات المسرّبة أن الولايات المتحدة كانت عازمة، قبل تصفيته، على تطبيق عقوبات مالية بحقه في جزء من محاولة لإضعاف نظام الرئيس الأسد.


وقالت صحيفة الغارديان الصادرة أمس الثلاثاء، نقلاً عن برقية دبلوماسية للسفارة الأميركية في دمشق إن «اغتيال العميد سليمان جرى في مدينة طرطوس الساحلية بواسطة قنّاص».

وقالت البرقية «إن إسرائيل كانت المشتبه فيه الواضح بجريمة اغتيال سليمان. وتدرك أجهزة الأمن السورية أن مدينة طرطوس الساحلية تقدم ممراً سهلاً للعملاء الإسرائيليين أكثر من المواقع الداخلية مثل العاصمة دمشق، وأن سليمان لم يكن مسؤولاً حكومياً واضحاً للغاية، واستخدام قناص يظهر أن قاتله تمكن من التعرف إليه شخصياً من مسافة بعيدة».

ورجّحت برقية السفارة الأميركية في دمشق أن تكون أسباب التزام الحكومة السورية الصمت في الأيام الأولى لاغتيال العميد سليمان «تتعلق أولاً بعدم معرفتها ربما بالجهة التي نفّذت الاغتيال، وثانياً أن اتهام إسرائيل يمكن أن يضعف مفاوضات السلام الوليدة مع الدولة العبرية أو ينهيها، وثالثاً أن إعلان حادث الاغتيال يمكن أن يكشف ثغراً أخرى في أجهزة الأمن السورية».

وقالت الصحيفة إن برقيات السفارة الأميركية في دمشق كشفت أن «الولايات المتحدة كانت تريد من قبل تطبيق عقوبات مالية على العميد سليمان، في جزء من محاولة لإضعاف نظام الأسد، لكنها وجدت أنّ من الصعب أن تفعل ذلك؛ لأن المعلومات عنه كانت سرية للغاية، ولا يمكن كشفها على الملأ».

وتشير برقية أُخرى صادرة عن السفارة الأميركية في تل أبيب في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قبل زيارة مساعد وزيرة الخارجية جايمس ستينبيرغ، إلى أن تحالف رئيس التيار الوطني الحر ميشال عون، مع حزب الله «قد يكون المسمار الأخير في نعش العلاقات التي يعود عمرها إلى عشرات السنين بين إسرائيل والمسيحيين الموارنة في لبنان».

وقالت الوثيقة إنه بات من الواضح أن حركة حماس وحزب الله يملكان صواريخ قادرة على ضرب تل أبيب، وإن ضبط شحن أسلحة من إيران إلى حزب الله في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر في عام 2009 يقدم «دليلاً ملموساً على تورط إيران في تسليح حماس وحزب الله».

وتطرقت الوثيقة ذاتها إلى القلق الإسرائيلي من صفقة بيع أسلحة أميركية إلى السعودية تشمل طائرات «أف 15»، وهي تنظر إلى تلك الصفقات في «أسوأ سيناريو ممكن»، حيث تحصل انقلابات في دول معتدلة في المنطقة مثل السعودية ومصر والأردن، ما يعيد العداء لإسرائيل. غير أن البرقية تشير إلى أن القلق الذي تبديه إسرائيل للولايات المتحدة تجاه صفقة الطائرات قد تستخدمه كي تدفع واشنطن لتسرّع صفقة بيع طائرات «أف 35» لإسرائيل كي تبقى متفوقة في ميزان القوة في المنطقة.

وتظهر البرقية قلق إسرائيل من توتر العلاقات مع تركيا، وترى أن رئيس الحكومة التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داوود أوغلو يريدان معاقبة إسرائيل على رفض الاتحاد الأوروبي انضمام تركيا من خلال التوجه إلى إقامة شراكة مع سوريا وإيران.

وبحسب الوثيقة، فإن قلق إسرائيل من تسلح إيران نووياً لا ينحصر بتخوفها من ضربة قد تشنها طهران، بل أيضاً من أن يؤدي سباق التسلح في المنطقة إلى هجرة النخبة من إسرائيل ونقل الاستثمارات الأجنبية إلى خارجها.

ووجد القلق الإسرائيلي من إيران تعبيراً إضافيا له في وثيقة أُخرى، نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت، أفادت بأنه في السادس من نيسان عام 2009، أجرى بنيامين نتنياهو لقاءً رسمياً مع بعثة مجلس النواب الأميركي، سأل فيه نتنياهو مرة تلو أخرى، ماذا تنوي واشنطن أن تفعل بالمسألة النووية الإيرانية؟

وقال نتنياهو، بحسب الوثيقة، إنّ على الولايات المتحدة التحرك بسرعة (ضد إيران)، وإن المساعي الدبلوماسية ينبغي أن تكون مقيّدة بوقت ومع هدف محدد، وكرر سؤاله: «ماذا ستفعلون إذا لم ينفع ذلك»» ثلاث مرات على الأقل خلال الحديث.

وفي وثيقة أخرى، كتبها سفير الولايات المتحدة في إسرائيل، ريتشارد جونس، في أيار 2008، لمناسبة زيارة الرئيس جورج بوش لإسرائيل، حلل جونس الواقع الإسرائيلي بعد مرور ستين عاماً على إعلان قيام الدولة العبرية، مشيراً إلى أن«إسرائيل رأسمالية، ديموقراطية، قوية وقلقة».

وبعدما عدد جونس في الوثيقة الإنجازات التي حققتها إسرائيل في أكثر من مجال، كتب أن المجتمع الإسرائيلي قلق مما قد يحصل في المستقبل، مشيراً إلى أن «التهديد النووي من إيران، وتصميمها على شطب إسرائيل عن الخريطة، وتعاونها مع منظمات ودول في المنطقة، تقلق الإسرائيليين، إضافة إلى قلقهم من الواقع الديموغرافي لفلسطينيي الـ48».

(الأخبار)


Script executed in 0.19699883460999