أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

محمد علي الجوزو: كلمة نابية في معجم السياسة المسيحية

الإثنين 27 كانون الأول , 2010 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 4,881 زائر

محمد علي الجوزو: كلمة نابية في معجم السياسة المسيحية

النشرة:

حاولنا كثيراً البحث عن عذر نعطيه لمن يختبئ بعباءته الدينية وبمركزه الديني ليقول اموراً لا يجرؤ على قولها لو كان في غير موقعه الحالي، وتعبنا من محاولة ايجاد مبررات لتخفيف وطأة تصريحات المفتي محمد علي الجوزو، وضقنا ذرعاً من مناشدة رئيس الحكومة السابق والحالي وضع حد لكلام الجوزو كونه يتبع ادارياً لمقام رئاسة مجلس الوزراء، وتسترنا كثيراً عن تاريخ الجوزو" الناصع" بالسواد، الا انه لم يعبأ بكل هذه المحاولات وتراه يصر يوماً بعد يوم على الاعلان عن نفسه كمتحدث باسم المسلمين في لبنان او الطائفة السنّية فيه، فيما الكثيرون (ما عدا الرسميين بالطبع) من المسلمين والسنة تحديداً لا يرتاحون لما يصدر عن الجوزو بشكل عام وعن المسيحيين بنوع خاص.
اليوم، سنتكلم بالمنطق، ونقول انه يحق لنا ان نشك في ان الجوزو يهدف الى خلق فتنة في لبنان بين المسلمين والمسيحيين، واكثر من ذلك، انه قد يكون متواطئاً مع القوى الخارجية على ضرب المسيحيين في الشرق وفي لبنان تحديداً، والا فما معنى حديثه الاخير الذي يقطر سماً بحق المسيحيين، واذا كانت المعارضة السابقة مختلفة سياسياً مع قوى 14 آذار وعلى رأسها رئيس الحكومة الحالي سعد الحريري، الم يعد هناك من "النخوة" لدى القوى المسيحية في 14 آذار للتحدث مع الحريري حول هذه المسألة والطلب اليه وضع حد لمثل هذه التصريحات؟
ما معنى ان يتطاول الجوزو على المسيحيين وتاريخهم في لبنان؟ صحيح ان المسيحيين اخطأوا ولكن غيرهم اخطأ ايضاً واذا كنا في مجال تعداد الاخطاء، فلعل الخطأ الاكبر يكمن في السماح للجوزو بالتحدث في مثل هذه الشؤون الحساسة، وخصوصاً في هذا الوضع الحساس. لماذا السكوت عن كلام الجوزو ولمصلحة من يصب هذا الموقف؟ فليعلم الجوزو انه كالغريق، كلما فتح فمه زادت كمية المياه الداخلة اليه لتسرع في عملية اغراقه ولعله اذا لم يعد يتفوه بمثل هذه السموم، قد يطيل قليلا فترة غرقه، فـ"غيبوبته" الاخيرة طالت بعض الشيء، وانعكست ايجابا ًعلى الفتنة.
من المؤسف ان يصاب الحريري وهو لا يزال شاباً بمشكلة النسيان، فهو قال منذ شهر تقريباً (4 تشرين الثاني 2010): "اننا في لبنان ستكون يدنا من فولاذ في وجه كل من يتعرّض لأي لبناني مسيحي في هذا البلد" واضاف: "نحن كلنا لبنانيون ولا نفرّق بين المسلمين والمسيحيين، ولكن حين يستهدف أحدهم أي طائفة من الطوائف وخصوصاً المسيحيين سنكون سيفا مصلتاً عليه".
واللافت ان كلام الحريري اتى خلال اطلاق مشروع السياحة الثقافية الدينية، وما لم يكن كلامه من قبيل "الدعاية السياحية" فعليه التصرف اليوم قبل الغد ووضع حد للجوزو وتجاوزاته، والا فليعيّنه اميناً عاماً للمشروع علّه يقضي عليه قبل ولادته ويكشف الوجه الحقيقي للجوزو وغايته الدفينة وحقده المتغلغل في كل قطرة دم من جسمه.
بحثنا كثيراً في معجم السياسة المسيحية عن مرادف لاسم محمد علي الجوزو، فوجدنا مرادفاً واحداً له وهو انه كلمة نابية تقال بحق المسيحيين وتاريخهم في لبنان، ويتجنب المسيحيون ترداده لئلا تحتسب خطيئة عليهم خصوصاً في زمن الاعياد المجيدة.

Script executed in 0.17610192298889