أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الشيخ الجوزو أو الشتّام الذي فقد ذاكرته

الإثنين 27 كانون الأول , 2010 10:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,808 زائر

الشيخ الجوزو أو الشتّام الذي فقد ذاكرته

بالطبع لم يصدّق الطرابلسيون هذا النفي غير المباشر لمثل هذه المواقف، ولم يأخذه اللبنانيون أيضاً على محمل من الجدّ، ولكن، على الأقل من حيث الشكل، يمكن القول إن الحريريين قاموا بواجبهم وأصدروا ذلك التوضيح غير المباشر.

أما اليوم وبعدما خرج شتّام حريري آخر عن صمته متهماً المارونية السياسية بتخريب لبنان وجرّه الى حروب لا أول لها ولا آخر، فيبقى سكوت الحريريين خير دليل على رضاهم وموافقتهم لا بل أكثر من ذلك تبنيهم لمثل هذه المواقف التي إشتهر بها مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو. وللتذكير فقط، فالجوزو نفسه هو الذي إمتهن خلال السنوات القليلة الماضية شتم رئيس أكبر كتلة نيابية مسيحية ألا وهو العماد ميشال عون، كما شتم المسيحيين، والتعرض بشكل متكرر للّبنانيين الأرمن.
أين رئيس الحكومة سعد الحريري من شتائم الجوزو هذه؟ وأين دار الإفتاء التي يجب أن تلعب دورها كمرجعية  لطائفة يجب أن تكون على مسافة واحدة من الطوائف الأخرى؟ من أين يتلقى هذا الجوزو أوامره؟ وبسلطة من يطلق ما يطلقه من شتائم؟

أما بالنسبة الى الحروب التي تحدث عنها الشيخ المذكور، فلا بدّ من تنشيط ذاكرته التي يبدو أنه بدأ يفقدها.
فبعد سكوت المدفع في لبنان بعد العام 1990، معروفة هي الحروب الضروس التي سجلت في لبنان وما من أحد يستطيع أن يزوّر وقائعها ويغيّر لاعبيها اليوم.
ومنها نذكر حرب تموز 2006 التي خاضها مقاومو حزب الله والجيش اللبناني في الجنوب والبقاع ضد الآليات الحربية الإسرائيلية. وما سبقها من عمليات حربية إسرائيلية ضخمة  من عناقيد الغضب وغيرها. وفي كل هذه المعارك كانت المواجهة بين فريق لبناني يدافع عن السيادة اللبنانية والعدو الإسرائيلي.

أما الحروب والمعارك الأخرى التي يبدو أن الجوزو لا يريد التوقف عندها، أو حتى أن يتذكرها، فهي النصر الذي سطّره أبطال الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد ضد تنظيم فتح الإسلام وهل من أحد يعرف الى أي طائفة ينتمي عناصر هذا التنظيم الإرهابي؟
أحداث الضنية التي إستشهد فيها الضابط المغوار البطل ميلاد النداف، فهل نسي الجوزو من هم قتلة النداف؟ وإلى أي طائفة ينتمون؟
أما الأحداث التي تسجل في مجدل عنجر ويسقط فيها بشكل شبه أسبوعي شهداء من المؤسسة العسكرية، مؤسسة الشرف، التضحية والوفاء، ألم يسأل الجوزو نفسه ولو لمرة من يقاتل الجيش في هذه المنطقة؟

وماذا عن مجزرة حلبا الشهيرة؟
غيض من فيض هي هذه المعارك التي تخوضها أفواج الجوزو السنية ضد الجيش اللبناني وكلها سجلت ما بعد العام 1990 يوم سكت المدفع.

 

Script executed in 0.19282484054565