قال معنيّون بعمليات استيراد وتسجيل الدواء في لبنان، إنّ الدواء المعروف باسم «Médiator»، الذي سُحب في عام 2009 من السوق الفرنسية بعدما تأكّد أنه أدّى إلى وفاة المئات من مرضى السكّري، لم يرد يوماً على لوائح الأدوية المقبولة في وزارة الصحة، وبالتالي فهو لم يدخل إلى السوق المحلية، بصورة شرعية على الأقل، غير أنه يمكن أن يكون قد دخل من طريق التهريب.
أنتجت مختبرات «سريفيه» هذا الدواء، للمرّة الأولى، في فرنسا منذ 30 سنة، وكان يستعمل مضادّاً للسكّريّ وقاطعاً للشهيّة. وعلى الرغم من التحذيرات المتتالية من جانب المعنيين بمراقبة الأدوية الفرنسية، وفرق طبية تابعة للضمان الاجتماعي الفرنسي، بشأن خطورة استعمال مثل هذا الدواء الذي يدخل في تركيبته الـ«أنفيتامين»، فإن الشركة استمرت في تسويقه كعلاج لمرضى السكري خلال 30 سنة، ولم يُتخذ أيّ إجراء لسحبه من السوق.
وفيما تبيّن أخيراً أنّ صاحب الشركة المصنّعة تربطه علاقة خاصة مع الرئيس الفرنسيّ نيكولا ساركوزي، كشفت الوكالة الفرنسية لمراقبة سلامة الأدوية والموادّ الصحية (AFSAP) أن «ميدياتور» قد يكون السبب الرئيسي لوفاة ما يزيد على 500 شخص.
من المعروف طبياً، أنّ كل العقاقير التي يدخلها الـ«نورفينفلورامين» تخضع لإشراف صارم ومراقبة طبية، ففي هذا الإطار سُحبت من السوق، قبل عام 2000، كل العقاقير التي يدخلها هذا المركّب، باستثناء «ميدياتور»، ما أثار كثيراً من الأسئلة على خلفية المنافسة المحتدمة بين شركات تصنيع الأدوية. لكن، في لبنان كان الأمر مختلفاً، فهذا الدواء لم يدخل بصورة شرعية، بل كانت مافيات الدواء تسوّقه في السوق المحلية، بعدما أدخلته بطرق غير مشروعة، وتعتقد مصادر مستوردي الأدوية أنه كان متوافراً في بعض المسستوصفات خلال السنوات الأخيرة، غير أنه ليس هناك تأكيدات أنه متوافر حالياً.
(الأخبار)