فأسئلة كثيرة طرحها كبير المنظِّرين الإستراتيجيين الاسرائيليين وزير الحرب السابق موشي ارينز في مواجهة تعاظم التهديدات الصاروخية التي باتت السلاح الفعَّال بيد من وصفها بالمنظَّمات الإرهابية ضد اسرائيل.
وأهم ما توقف عنده ارينز هو أن امتلاك حزب الله في لبنان والمنظمات الفلسطينية في قطاع غزة مخزوناً ضخماً ومتنوعاً من الصواريخ يوفِّر لهم قدرةً على إصابة كل نقطة في اسرائيل، وهذا الأمر أدَّى إلى تحوّل أساسي سيء في الوضع الاستراتيجي لاسرائيل، بعدما غفل القادة الاسرائيليون عمَّا يجري في محيطهم وسمحوا لهذا الواقع بالوصول إلى هذا الحد.
وبناء لذلك، يرى موشيه ارينز أنَّه بعد أن كان حزب الله يهدد المستوطنات الشمالية القريبة من الحدود بات يشكِّل تهديداً لكل العمق الإسرائيلي، وهذا الأمر أدى إلى تقويض نظرية الامن الاستراتيجي القائمة على إبعاد العمق الاسرائيلي في أي حرب.
وبينما يعتبر ارينز أنَّ كل هذه التحوّلات حصلت بفعل الإنسحاب من جنوب لبنان وفشل حرب لبنان الثانية، يضيف بأنَّ الانسحاب من قطاع غزة أفسح المجال أمام المنظمات الفلسطينية لتحويل القطاع الى قاعدة لإطلاق الصواريخ نحو المستوطنات، في حين أنَّ العالم لن يبالي بانكشاف كامل سكان اسرائيل أمام هذا التهديد.
وإزاء ما تقدَّم يطرح ارينز سؤاله الكبير عمَّا يمكن تفعله اسرائيل؟ ويضيف مستخفاً بالوعود الجوفاء للمسؤولين الاسرائيليين حول تطوير منظوماتٍ لاعتراض الصواريخ، لتكون مظلةً تحمي العمق الاسرائيلي وتتصدى للصواريخ المعادية، ذلك أن الفجوة كبيرة من ناحية الكلفة بين منظومات الاعتراض المتطورة وبين الصواريخ البسيطة والزهيدة الثمن فضلاً عن التحدي التكنولوجي الهائل الذي يمثله تطوير هذه المنظومات.
ويلخص موشيه ارينز الى نتيجة يائسة حيال إيجاد الحلول امام التحدي الصاروخي،ويقول إنه لم يعد هناك متسع من الوقت للعمل، وإلاَّ فإنَّ هزيمة جديدة آتية... وما على الاسرائيليين سوى الإستعداد للجنة التحقيق المقبلة.