فلم تتأخر الحركة الاسرائيلية المتسارعة باتجاه التنقيب عن الثروات الكامنة في البحر عن ترجمة هذا الاسراع بإعلان موقع التنقيب عن الغاز في حوض ليفيتان قبالة شواطئ حيفا الاكبر في العالم خلال آخر عشر سنوات، حيث ذكرت اذاعة اسرائيل أن التقديرات الاخيرة التي اوردتها الشركات المكلفة بالتنقيب عن الغاز في هذا الموقع كشفت احتضان حوض ليفيتان كمية تبلغ اربعمئة وخمسين مليار متر مكعب من الغاز وهي اكبر كمية من الغاز الطبيعي التي يتم اكتشافها في عرض البحر في انحاء العالم خلال السنوات العشر الاخيرة، كما كشفت اذاعة العدو ان قيمة هذه الكمية تفوق خمسة واربعين مليار دولار.
توقيت هذا الاكتشاف يتقاطع والحرص الاسرائيلي المتزايد على رفع سقف التهديدات بالسماح للبنان بالاستفادة من الغاز والنفط المكتشف قبالة الشواطئ اللبنانية ، اضافة الى مبادرة العدو الاخيرة بانهاء ترسيم الحدود البحرية مع القسم اليوناني من جزيرة قبرص .
على أن هذا التقدم الاسرائيلي قابله تقاعس وتفرج لبناني رسمي واضح ، تمثل بالمماطلة بإقرار قانون التنقيب عن النفط قبل ان يرتفع سقف الخطاب من بعض الجهات وفي مقدمتها الرئيس نبيه بري ما افضى الى اقرار القانون في اب / اغسطس الماضي الا أن مراسيمه التطبيقية بقيت محجوزة في ادراج الحكومة اللبنانية، فهل سيشكل هذا الكشف الاسرائيلي حافزاً للحكومة للتحرك قبل ساعة لا مكان للندم فيها.