بالكاد تُفك رموز الكلمات المتسللة إلى آذان سامعيها. يرشق الكلام سريعاً «لوتو، لوتو لوتو... مليارات». كل من يمر بجانبه يبتسم. الحركة عادية، سيارات وازدحام مروري عادي. «إن شاء الله تقتصر المسألة على رشق الكلمات، مثل كلمات هل فقير (بائع اليانصيب)، وما نوصل لرشقات من نوع آخر، وخصوصي بعد ما فرطت السين - سين»، يقول بائع الخضر لجاره المُسترخي تحت شمس كانون في الشارع الرئيس وسط بقعاتا.
لوهلة، تبدو المنطقة بعيدة كل البعد عن أي قلق، عن أي خوف، أو وجل من آت مجهول. ولو «بَعّدِت وسائل الاعلام، تلفزيونات، واذاعات، وصحف و... عن أعين، وآذان وأيدي الشوفيين صَدّقْني لما شعرنا بشيء بل إننا في عزلة، مدعمة باستقرار»، يقول شادي، وهو صاحب متجر صغير على طريق عين وزين. ما يثبت كلام شادي، هو غياب اللافتات الحزبية، المُجيّشة أو الموجهة. فلا في بقعاتا ولا في أي بلدة شوفية تُرفع أنواع كهذه من اللافتات، باستثناء منطقة إقليم الخروب، ذات الفسيفساء الحزبية. الشوف الأعلى والأوسط بمجمله بعيد من الفرز الحزبي الحاد، والأهم بعيد من الفرز الطائفي نسبياً، فالأكثرية فيهما من الدروز والمسيحيين. والهدوء يُعيده غير مواطن «لمواقف ريّسنا وليد بك... فهوّي بختار الهدوء، ونحنا «أوْلَويتو» وإن شاء الله يكون على مسافة واحدة من الجميع»، على ما يقول فراس علامة، ابن السادسة والعشرين ربيعا.
مواقف جنبلاط محور رصدٍ شوفي. «بيده الاستقرار، بيده العلاقة الجيدة مع حزب الله، ومع تيار المستقبل، والمسيحيين، والأمل يا ابني بيبقى بحكمة اللبناني. مررنا بمراحل كثيرة، وإن شاء الله يكون خير هالمرّة. بدنا الدول يتفقوا تا نتفق، وإذا زعلوا زعلنا، هيدا لبنان، اسأل مجرب». المجرّب ذاك، رجل في الستين من عمره، يقول: «في حياتنا مرت ظروف مشابهة، ولكن أنا قلق حقا من أن يعيد الجيل الجديد تاريخنا من الحرب».
«سحب الرياض ليدها من مبادرة السين - سين»، أو صدور القرار الاتهامي، أو اتهام عناصر لحزب الله، قد لا يكون لها الوقع المشابه مثلاً لأي خلاف لجنبلاط مع أحد. البعض في الجبل يخشى تكرار سيناريو 7 ايار «شو جابرنا نفوت بمشاكل كلنا فركوشَيْن ونصف»، يقول رائد، فيعقب تامر: «لا بأس، صحيح فركوشين ونصف بس شو فكرك، صار بينحَسَبِلنا حساب بعد 7 أيار». يدّعي تامر أنه على علم بما جرى حقيقة من اشتباكات في حينه مع «حزب الله»، «بس ان شاء الله ما تتكرر»، يستدرك.
يبدو الشارع الدرزي راصدا قبل أي شيء لتحرك جنبلاط، ذلك ما قد تسمعه على محطات البنزين مثلا أو حتى في المتاجر. لكن وإن دور «البيك» بالمعادلة اللبنانية دور المرجح لهذه الكفة أو تلك، فإن «الترقب» لم ينعكس إقبالاً استثنائياً على المحال التجارية، بحسب غير صاحب متجر، وأما الاقبال على «السفر والحجوزات للخارج» فعادي أيضا، بحسب ما يؤكد مصدر في الأمن العام في بيت الدين لـ«السفير».
يصف بعض الشوفيين الحالة اللبنانية اليوم بالحرب الباردة، «يا إمّا تنفجر ونخلص، أو تنحل». جملة تختصر آراء الغالبية الشوفية «بس المهم البيك، ومواقفه. المهم نكون بالوسط، لا هيك ولا هيك، دخيلكم».
لوهلة، تبدو المنطقة بعيدة كل البعد عن أي قلق، عن أي خوف، أو وجل من آت مجهول. ولو «بَعّدِت وسائل الاعلام، تلفزيونات، واذاعات، وصحف و... عن أعين، وآذان وأيدي الشوفيين صَدّقْني لما شعرنا بشيء بل إننا في عزلة، مدعمة باستقرار»، يقول شادي، وهو صاحب متجر صغير على طريق عين وزين. ما يثبت كلام شادي، هو غياب اللافتات الحزبية، المُجيّشة أو الموجهة. فلا في بقعاتا ولا في أي بلدة شوفية تُرفع أنواع كهذه من اللافتات، باستثناء منطقة إقليم الخروب، ذات الفسيفساء الحزبية. الشوف الأعلى والأوسط بمجمله بعيد من الفرز الحزبي الحاد، والأهم بعيد من الفرز الطائفي نسبياً، فالأكثرية فيهما من الدروز والمسيحيين. والهدوء يُعيده غير مواطن «لمواقف ريّسنا وليد بك... فهوّي بختار الهدوء، ونحنا «أوْلَويتو» وإن شاء الله يكون على مسافة واحدة من الجميع»، على ما يقول فراس علامة، ابن السادسة والعشرين ربيعا.
مواقف جنبلاط محور رصدٍ شوفي. «بيده الاستقرار، بيده العلاقة الجيدة مع حزب الله، ومع تيار المستقبل، والمسيحيين، والأمل يا ابني بيبقى بحكمة اللبناني. مررنا بمراحل كثيرة، وإن شاء الله يكون خير هالمرّة. بدنا الدول يتفقوا تا نتفق، وإذا زعلوا زعلنا، هيدا لبنان، اسأل مجرب». المجرّب ذاك، رجل في الستين من عمره، يقول: «في حياتنا مرت ظروف مشابهة، ولكن أنا قلق حقا من أن يعيد الجيل الجديد تاريخنا من الحرب».
«سحب الرياض ليدها من مبادرة السين - سين»، أو صدور القرار الاتهامي، أو اتهام عناصر لحزب الله، قد لا يكون لها الوقع المشابه مثلاً لأي خلاف لجنبلاط مع أحد. البعض في الجبل يخشى تكرار سيناريو 7 ايار «شو جابرنا نفوت بمشاكل كلنا فركوشَيْن ونصف»، يقول رائد، فيعقب تامر: «لا بأس، صحيح فركوشين ونصف بس شو فكرك، صار بينحَسَبِلنا حساب بعد 7 أيار». يدّعي تامر أنه على علم بما جرى حقيقة من اشتباكات في حينه مع «حزب الله»، «بس ان شاء الله ما تتكرر»، يستدرك.
يبدو الشارع الدرزي راصدا قبل أي شيء لتحرك جنبلاط، ذلك ما قد تسمعه على محطات البنزين مثلا أو حتى في المتاجر. لكن وإن دور «البيك» بالمعادلة اللبنانية دور المرجح لهذه الكفة أو تلك، فإن «الترقب» لم ينعكس إقبالاً استثنائياً على المحال التجارية، بحسب غير صاحب متجر، وأما الاقبال على «السفر والحجوزات للخارج» فعادي أيضا، بحسب ما يؤكد مصدر في الأمن العام في بيت الدين لـ«السفير».
يصف بعض الشوفيين الحالة اللبنانية اليوم بالحرب الباردة، «يا إمّا تنفجر ونخلص، أو تنحل». جملة تختصر آراء الغالبية الشوفية «بس المهم البيك، ومواقفه. المهم نكون بالوسط، لا هيك ولا هيك، دخيلكم».