أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

قبلان: علينا تحصين أنفسنا بالوحدة والالفة والمحبة

الجمعة 21 كانون الثاني , 2011 07:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,742 زائر

قبلان: علينا تحصين أنفسنا بالوحدة والالفة والمحبة

ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالقول:
"إن العقل مدير كل أعضاء الإنسان، فهو زينة، وأعقل الناس من دارى الناس، فكن حكيما لتكن مستقيما، فالحكيم هو الرسول الباطني للانسان وعلينا إن نتدبر الأمور ونعمل عملا صالحا وموصلا إلى الأهداف السامية مما يستدعي إن نعمل بعقلانية ونبتعد عن الفوضى والارتجال لان الإنسان بعقله يدبر الأمور وبترويه يصل إلى مبتغاه، فالفوضى لا يمكن إن توصل إلى نتيجة سليمة والله سبحانه وتعالى خلق العقل لان الإنسان يثاب بالعقل وبه يسمو وينجح، فالحكمة رأس الخير والبركة. اننا نرى الدنيا متقلبة ومتعثرة تخبط خبط عشواء في ليلة ظلماء في حين إن الدين الإسلامي يمسك بالإنسان وينظم امره، فالإسلام نعمة الله على الخلق بشرط إن نعمل بتعاليم الإسلام ونبتعد عن الفوضى والارتجال ونكون دائما على الجادة الوسطى فلا ننحرف عنها ولا نتبع الشهوات ولا نميل مع الغرائز لان الإنسان من أفضل المخلوقات فالدنيا تقوم على الإنسان وعليه إن يعمل من اجل الإصلاح والنجاح فيبتعد عن المراوغة والمناكفة والمشاكسة".
اضاف:" ولقد خلق الله الخلق ليعمر الدنيا، والدنيا تعمر بإتباع الدين والابتعاد عن الفوضى كما يقول الإمام علي "إضرب بطرفك حيث شئت من الناس فهل تبصر إلا فقيرا يكابد فقرا، أو غنيا بدل نعمة الله كفرا، أو بخيلا إتخذ البخل بحق الله وفرا." فهذا الوضع المتقلب في الدنيا منشؤه عدم التمسك بالدين وبصيغة النبي محمد(ص) وعمل الأئمة المعصومين، فالثورات والحركات والتنظيمات تعمل من اجل الدنيا، وعلينا كمؤمنين ملتزمين إن نحارب الفساد والمنكر والبغي فالالتزام يحتم علينا السير على الجادة الوسطى وعدم الانحراف عنها يمينا او شمالا، فالله سبحانه وتعالى خصنا بالإسلام الذي هو دين الاستقامة والعمل والمعرفة والحكمة، وهو سبحانه أوصانا بالصبر في المصيبات والبلاءات وعلينا إن نتقي الله ونحسن الوضع ونقوم الأمور ونبتعد عن الضلالة والفساد والبغي والمنكر، فإسلامنا ليس فيه تعصب ولا يفرق بين الناس ولا يقدم المفضول على الفاضل ويعطي كل إنسان دوره وعمله، لذلك علينا إن نبتعد عن المناوشات فلا ننتظر بعضنا على الخطأ وعلينا إن ننتفض من الركود وننفض الغبار عن العيون لنكون مؤمنين محسنين عاملين بعيدين عن العصبية والأنانية ، فبلادنا مصابة بالفوضى والارتجال لاننا لا نصبر عل بعضنا البعض ولا نحكم العقل فنعمل بالهوى ونتبع الجشع والحرص والأنانية، إن الذي يجري عندنا بلاء عظيم وهم كبير وعلة سرطانية فالشعوب تحتاج إلى دين والى القيم والمبادئ والإشعاعات الدينية. إن الدين يصوب المسار ويعيد الأمور إلى نصابها ويبعدنا عن كل منكر ومكروه، وبعد استقراء الأمور نرى إن الدنيا ذاهبة لا محالة فكلنا ينتظر الاخر وعلينا إن نصلح أنفسنا ونبتعد عن الأهواء والأنانية ونكون دائما مع الله تعالى في كل الأمور ونبتعد عن الكراهية والحقد".
وقال:" إن الإسلام موحد فلماذا نتفرق ونبتعد ونراوغ ونتشاكس فالله خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف ونتآخى ونتآلف ويجمع بعضنا بعضا فنبتعد عن التفرقة والشتات والبغضاء، إسلامنا خير الأنظمة وأفضل الأديان لان الإسلام درع يقي الإنسان من خلال عباداته ومعاملاته وأخلاقه، لذلك فالبعد عن البغضاء والفرقة والتشتت خلاص للامة وأمان للبلاد. وعلى المؤمنين محاسبة أنفسهم وتقييم الأوضاع وإعادة الحسابات لنرجع إلى الدين فكما انتصر الدين بالسابق علينا إن نعيده إلى عرينه من جديد لننتصر على المكائد والفتن والحقد والحسد، فهذا التشتت الذي يصيب بلادنا العربية والإسلامية يجعلنا في خوف وقلق، فهمنا إن نسيطر على بعض الارض بدل إن نفكر إن نحصن الأرض بمحاسن الأخلاق ومرضي الأفعال ونكون قدوة لمن اراد إن يقتدي بنا ونكون نموذجا صالحا يهتدي بنا الناس فاستعمال القوة قد يؤدي إلى المخاطر وعلينا إن نفكر في إصلاح شأننا وذات بيننا لنكون موعظة للناس وحكمة يقتدي الآخرين بنا فكيف ننجح وعالمنا ممزق كل يعمل لمصلحته الخاصة والشخصية وعلينا إن نعمل ونهتم بالإنسان لان الانسان هو الحلقة التي تطوقنا بالخير والإنسانية".
وطالب المسلمين بان "لا يعتمدوا على الاستعمار فيتكلوا على الله وعلى أنفسهم ويبتعدوا عن الفساد والمنكر فيعودوا إلى ربهم حتى يحسن وضعهم ويعلو شأنهم ويجعلهم من اهل الخير والصلاح والاصلاح، إن بلادنا تعيش الخوف والهم والبلاء وعلينا إن نعود إلى الدين المحمدي الذي حماه النبي بأخلاقه ومعارفه وقيمه ومواقفه، فإسلامنا يدعو إلى الوحدة والتضامن وإعطاء كل فريق حقه، إن بلادنا في خطر الذي قد يأتي من النفس الامارة بالسوء قد يأتي من العدو الإسرائيلي والقوى الاستعمارية، وعلينا إن نحصن أنفسنا بالوحدة والالفة والمحبة كما حصن الرسول محمد نفسه فنعود إلى رحاب الإسلام وقيمه ومكارمه وتعاليمه ومبادئه، فالإسلام تحفة من السماء وعلينا إن نجسد الإسلام بمسيرتنا وأقوالنا وأفعالنا فنبتعد عن الأنانية والبغضاء والكراهية".
كذلك طالب المسؤولين اللبنانيين إن "يتقوا الله ويحافظوا على الإنسان في لبنان فكلنا مطالبون بحماية الوطن وأمنه واستقراره ، فلبنان بلد كريم وأهله من أهل الخير والفضل وعلينا إن نحصن لبنان بالقيم الدينية والمعارف الإلهية ونبعد إنساننا عن الضلالة والفساد والمنكر ،وكلنا مطالبون بالقناعة والزهد والمحبة والابتعاد عن الأنانية والبغضاء والمنكر، وعلينا إن نبتعد عن العصبية لان العصبية تنزع الثقة من قلوب الناس وعلينا الإقلاع عن المراوغة والمماطلة والنفاق والكذب فالله بعون اللبنانيين ما دموا بعون إخوانهم، أحفظوا لبنان بالسياسة الحكيمة ولا تكونوا أنانيين ولا تحاربوا بعضكم بعضا وتواضعوا وتنازلوا وأعطوا لكل فريق حقه وابتعدوا عن الإساءة لبعضكم وكونوا دعامة خير وحق".

Script executed in 0.16660284996033