بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين .
أيّها الحضور الكريم السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته .
من على أرض بنت جبيل ، مدينة المقاومة والتحرير والإنتصار والتحدّي يسعدنا أن نرحب بكم جميعاً أجمل ترحيب ، ونقدّم التحايا لضيوفنا الأعزاء من الجمهورية الإسلامية في إيران ، في مناسبة إعتبرت من أهم أحداث القرن العشرين وتمثلت بإنتصار الثورة الإسلامية في إيران قبل اثنين وثلاثين عاماً وبأيام . " عشرة الفجر " العظيمة ، التي تأسست لقيام الجمهورية الإسلامية ، بقيادة ملهم الثورة ومفجّرها الإمام الراحل السيد الخمينيّ ( قدّس سرّه ) .
من أرض عاملة ، التي باركها الصحابيّ الجليل أبو ذرّ الغفاريّ ، ونبغ فيها علماء وقادة كبار أفذاذ كالشهيدين الأول والثاني وغيرها ، والتي قدّمت تباعاً ، ومنذ مئات السنين قوافل من الشهداء الأبرار ، امتداداً حتّى شهداء الوعد الصادق لا يسعنا من هنا إلا أن نبارك لإيران العظيمة ، بمرشدها آية الله العظمى الإمام القائد السيد عليّ الخامنئيّ دام ظلّه ، ورئيسها، وحكومتها وشعبها ، ثورتها المظفرة ، التي كان لها تأثير كبير في قلب الموازين ، وتغيير المعادلات في منطقتنا ، في مواجهة المشروع الإستكباريّ العالميّ ، وفي إستلهام كثير من الشعوب التي تطوق لتحقيق حريتها وكرامتها ، لمبادىء ثورتكم وأسلوبكم ، وها نحن نرى اليوم كيف تحديداً ، أن بعض هذه الشعوب تخوض صراعاً حقيقياً ومريراً وعنيفاً في وجه الظلم والغطرسة والجور والتحكم بمصائر الشعوب ، والإرتباط بالخارج الإستعماري ، والتآمر على القضية المركزية ، ألا وهي قضية فلسطين .
أيّها الأخوة الضيوف ...
لقد جعلتم من إيران دولة محورية مركزية ، يحسب لها كلّ حساب ، ولا يمكن تجاهل دورها وقوتها وتأثرها ، وقد سخّرتم العلم في سبيل تطوركم التقني والتكنولوجي ، حتّى أصبحتم من أهم دول هذه المنطقة ، وخاصة من خلال برنامجكم النوويّ السلميّ .
إنّنا هنا ، أيّها الأخوة ، أيّها الضيوف الأعزاء ، نتقاسم واياكم النصر والعزّة والعنفوان والكرامة والشموخ ، أنتم ثرتم وقدّمتم الشهداء وإنتصرتم ، وتقفون اليوم برؤوسكم الشامخة ، تصمدون في وجه أعتى قوى الإستكبار في العالم ، وتقدمون الدعم للشعوب التي تناضل من أجل حريتها ، وخاصة في لبنان وفلسطين ، ونحن هنا ناضلنا وقدّمنا الشهداء ، والغالي والنفيس في سبيل تحرير أرضنا وإنتصارنا ، وكلّ ذلك بفضل من الله، ودماء شهدائنا ومقاومينا وجرحانا ، وبفضل دعمكم المطلق واللامحدود ، ودعم سورياً أيضاً .
نشكر لكم أيّها الأخوة كلّ ما بذلتموه وقدمتموه لنا ، وعلى الصعد كافة أنتم قدمتم العون ، ونحن لم نبخل بتقدير مواقفكم ، حماكم الله ، حمى ثورتكم وجمهوريتكم العظيمة، وسدّد خطاكم ، وحفظكم لإتمام مسيرتكم ، بقيادة السيد القائد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .