استقبل الرئيس عمر كرامي قبل ظهر اليوم في منزله في بيروت، السفير الروسي الكسندر زاسبيكين الذي أشار الى أنه تم خلال اللقاء البحث في عدد من الامور والقضايا التي تتعلق بأوضاع الشرق الاوسط، مؤكدا "أن الأمر الاساسي في المنطقة كان ولا يزال ضرورة إيجاد الحل للقضية المركزية الفلسطينية، وهذا يؤثر على كل الاوضاع"، داعيا الى تكثيف الجهود الدولية لتحريك عملية السلام، ومبديا أسفه الشديد للفيتو الاميركي على القرار العربي في مجلس الامن، وأكد أن روسيا صوتت مع هذا القرار.
وأشار الى انه تم البحث في الوضع اللبناني "وضرورة الحفاظ على السلم الاهلي وعدم السماح بتصعيد الاوضاع"، مؤكدا أهمية الاستقرار وتأمين الظروف للنمو الاقتصادي.
وردا على سؤال هل التأخير في تشكيل الحكومة يعود الى اقتراب صدور القرار الاتهامي عن المحكمة الدولية، قال: "إن الموقف الروسي من المحكمة الدولية هو التمسك بقرارات الامم المتحدة وبالقرار المتعلق بالمحكمة"، مذكرا بأن روسيا "كانت ولا تزال ضد تسييس هذه المحكمة، وهذا الامر يجب ان يكون قانونيا، وان اي اقاويل حول العوامل السياسية المرتبطة بالمحكمة لا نعتبرها مفيدة".
"الجبهة الديموقراطية"
ثم استقبل كرامي وفدا من "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين"، وبعد اللقاء تحدث عضو المكتب السياسي للجبهة علي فيصل مشيرا الى أنه تم البحث في أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، "وتوقفنا عند الاجراءات التطبيقية التي اتخذها وزير العمل بطرس حرب بتنفيذ ما أقره المجلس النيابي من تعديلات على المادة 59، وأكدنا أن هذه الاجراءات منقوصة ولا ترقى الى المطلب الفلسطيني الذي يؤسس لحياة اقتصادية كريمة للاجئين"، داعيا الرئيس المكلف للحكومة الى استكمال هذه الخطوة تجاه الغاء اجازة العمل الغاء كاملا والسماح للعاملين في المهن الحرة في العمل والحق في الحصول على الضمانات الصحية والاجتماعية"، معتبرا "أن هذه الامور تدعم حق العودة وتضرب مرتكزات أي مشاريع تهجيرية أو توطينية"، ومشددا على "وقوف الفلسطينيين الى جانب لبنان وسيادته ومقاومته ووحدته وعروبته".
وهاب
واستقبل كرامي بعد الظهر رئيس "حزب التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب الذي قال بعد اللقاء: "بحثنا مع دولة الرئيس كرامي في الوضع الحكومي، وضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة، وخصوصا أننا نلمس أن هناك تأخيرا غير مبرر، فعلى الرئيس المكلف ان يبادر سريعا الى التشكيل لأن أمام الحكومة عملا كثيرا، ونحن كجزء من قوى 8 آذار لا يعني بالنسبة الينا تشكيل الحكومة او الموقف السياسي للحكومة بانها ستكون حكومة دون محاسبة، فهذه الحكومة امامها الكثير من المهمات ويجب ان تضطلع بها، ان كان على ضعيد تطهير الادارة والقضاء والاجهزة الامنية أو على صعيد الوضع الاقتصادي والاجتماعي الضاغظ للناس، فكلنا نرى ماذا يحصل في العالم العربي بسبب الوضع الاقتصادي والاجتماعي، ولبنان لا يمكن ان يكون بمعزل عما يجري في الوطن العربي، لذلك يجب ان تولد الحكومة سريعا وتكون مهماتها واضحة. فالموقف السياسي مهم وضروري ولكنه لا يكفي، ونحن ننتظر الحكومة لنرى ماذا ستفعل في بيانها الوزاري الذي نتمنى ان يكون واضحا في الموقف السياسي، وخصوصا في موضوع المقاومة وسلاحها، الذي نرى أنه عاد نغمة استهدافه عندما حاولوا مقايضته بالسلطة في الداخل. وسوف نرى ما هو موقفها من القرارات الدولية الجائرة بحق لبنان او التي تستعمل مجلس الامن والامم المتحدة وما يسمى المحكمة الدولية التي هي مزورة بالكامل".
وردا على سؤال عن زيارة وفد من الكونغرس الاميركي للبنان والقول إن "حزب الله" سيكون في الحكومة قال: "ان الاميركي عنده اليوم اجندة في لبنان لم تتغير كثيرا وان تغيرت الوجوه، ولكن من الواضح ان الادارة الاميركية الجديدة لم تتغير كثيرا عن الادارة السابقة، وواضح ان الاميركيين ما زال لديهم أجندة فيها بند واحد في لبنان هو استهداف المقاومة وإراحة اسرائيل".
سئل: هل هناك تواصل معكم في شأن تأليف الحكومة الجديدة، ولا سيما أنكم أعلنتم انكم ستفتعلون مشكلة؟
اجاب: "انا قلت ان المشكلة ستكون مع من يمثل الدروز في الحكومة، فاذا قبلوا بأقل من حقيبتين خدماتيتين، فسنفتعل مشكلة مع كل من يوافق ونعتبره متآمرا على حق الطائفة".
سئل: ما هي المشكلة الاساسية في تأخير تشكيل الحكومة؟
اجاب: "البعض يريد أن يرضي كل الناس ويريد 14 آذار و8 آذار، وفي النهاية يجب على المرء أن يعرف الى اين هو ذاهب، ويبدو ان الرئيس المكلف ليس لديه خطة، والسؤال المطروح اليوم هو هل يريد ان يشكل ام لا؟ وماذا يريد ان يفعل، وخصوصا أن بيان البنك اللبناني الكندي او التعدي الذي قام به الاميركيون في موضوع هذا المصرف هو تعد كاذب ولا قيمة له ولا أساس".
سئل: هل تؤيدون تشكيل حكومة من لون واحد؟
اجاب: "ليس هناك حكومة لون واحد بل حكومة مشروع واحد، لان هناك مشروعين في البلد، الاول اسرائيلي اميركي، والثاني وطني مقاوم، ويجب أن نختار، والوفاق الوطني وحكومة الوحدة الوطنية كذبة على الناس".
"وفد "مؤتمر بيروت"
واستقبل الرئيس كرامي وفدا من "لجنة متابعة مؤتمر بيروت والساحل" برئاسة كمال شاتيلا الذي اعتبر "أن المؤامرة تستمر على الرئيس الشهيد رشيد كرامي"، داعيا الى تشكيل حكومة تضم وطنيين أكفياء يستطيعون ان يواجهوا التحديات".
وندد بالنهج الاميركي "في استبعاد العروبيين"، معتبرا "أن هذا الامر لا ينسجم مع حركة النضال الوطني منذ عقود".