أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

نواف الموسوي: الثورات مقدمة لفرض تغيير على خطط إسرائيل

الأحد 27 شباط , 2011 05:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,966 زائر

نواف الموسوي: الثورات مقدمة لفرض تغيير على خطط إسرائيل

دعا عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي خلال احتفال أقامته الهيئات النسائية في "حزب الله" في بلدة عيترون لمناسبة المولد النبوي الشريف، إلى "التزام المفاهيم السماوية التي جاء بها النبي محمد ورفضت مبدأ الوأد انطلاقا مما كان يرتكب في حق الإناث وصولا إلى وأد المجتمعات أو الأوطان".
واعتبر أن "المقاومة في لبنان التي تربت على تعاليم رسول الله لم تقبل بهذا الوأد الذي أراده العدو الصهيوني لبلدنا من خلال احتلاله لأرضنا، وإحكام قبضته الحديدية عليها مستبيحا الحرمات بمختلف أنواع القتل والتهجير والسجن وغير ذلك من ممارسات الغطرسة والعدوان، فما كان من المقاومين الملتزمين نهج النبي الكريم إلا أن امتشقوا السلاح ووقفوا شامخين من أجل منع وأد المجتمع والأرض والوطن".
وقال:"رفعنا هذا السلاح بهدف توقف عملية الوأد الجاهلي الصنمي الوثني للارادة والشعب والوطن والدولة، ومن أجل ذلك قدمنا تضحيات غالية، وتمكنا من تحرير ارضنا وشعبنا ووطننا واخراجه من محاولة دفنه حيا، وبذلك أعطينا الامثولة للشعوب العربية الحرة في العالم، وفتحنا الطريق أمامها بنموذج الانتصار الذي ألهمها ثقة بالنفس وحرضها على الوقوف في وجه الاستبداد الداخلي والهيمنة الخارجية والاختراقات الصهيونية".
أضاف: "ان مناخ الحرية الذي كتبته المقاومة في لبنان عندما هزمت أعتى قوة جبارة مدعومة من قوى الاستكبار، هو الذي تنسمته شعوب العرب فخرجت الى الحرية، وكل منصف ومراقب موضوعي يدرك ان الشمس التي أشرقت من جراح أهلنا المقاومين في لبنان وصمودهم وتضحياتهم هي التي تمزق اليوم حجب الظلمات التي كانت تغطي السماوات العربية، لأنها تشكل بجذورها روح المقاومة التي انطلقت من هنا ورفضت ان تستمر عملية وأد الشعوب والاوطان والاراضي، حتى استفاقت الامم والشعوب العربية لترفض الوقوف مكتوفة الأيدي امام عملية الدفن للأحياء التي كانت قائمة منذ عقود". ورأى أن "البعض يحاول اليوم عن خطأ او توهم او قصد وعمد للتضليل أن يقدم تحليلا زائفا عما يجري في بعض الدول العربية بأن الادارة الاميركية بصدد إعادة تجديد شباب الانظمة الحليفة لها، وهي التي أعطت الضوء الاخضر لكي تنطلق هذه الثورات، وهذا ليس صحيحا، بل الصحيح هو ان الشعوب العربية التي امتلأت صدورها غليانا حين كانت ترى العالم بأسره يهاجمنا في تموز 2006، وكانت تشاهد القصف الصهيوني للشعب الفلسطيني ومحاصرته في غزة ولا تستطيع النزول الى الشارع للتعبير عن اعتراضها وتضامنها، فان هذه الشعوب انفجرت وخرجت من السجن الذي اوقف على بابه نظام انشأته ورعته ومولته الإدارات الاميركية المتعاقبة والحكومات الغربية التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن كل الجرائم التي ارتكبتها ولا تزال الانظمة الاستبدادية القابعة فوق هذه الشعوب".
ولفت إلى أن "التحليل الدقيق يقول بأن أميركا والغرب لطالما أصرا على قمع أي عملية تغيير في العالم العربي ليضمنا بقاء الأنظمة الحليفة لهما تحت عنوان حفظ الاستقرار في المنطقة، حتى لا تأتي سلطات تشكل تهديدا للامن الاسرائيلي، وهذه الثورات التي يشهدها العالم العربي اليوم ليست ثورات للخبز فحسب بل هي ثورة بحسب ما يعبر ابناؤها من اجل الكرامة اولا ومن اجل الحرية لاستعادة القرار المستقل، وهي ثورة شعب يريد ان يعود الى دوره الطبيعي في مواجهة الهيمنة الاستكبارية الاميركية، ويريد ان يكون شريكا في مقاومة المشروع والعدوان الصهيوني، معترضا على من أخرجه عنوة وقسرا من المواجهة مع هذا العدو".
واعتبر أن "التحركات الاميركية والغربية التي تحاول التدخل لازاحة الرئيس الفلاني او التعجيل بازاحته، إنما هي محاولات منها لتقليل الخسائر من جراء الثورات الشعبية، او لاحتواء النتائج التي يمكن ان تؤدي إليها هذه الثورات، وهي تحاول بذلك تغيير رؤوس هذه الانظمة مع الابقاء عليها"، وقال: "اننا ومع الشعوب الواعية نرى الأنظمة المستبدة على أبنائها المطيعة لأسيادها الخارجيين الذين تآمروا علينا خلال عدوان تموز 2006، تتهاوى نظاما بعد نظام، ونرى ذل الرؤساء المستبدين وهم أحياء قبل ان يدركهم الموت".
وختم الموسوي: "هذه الثورات تشكل مقدمة لفرض تغيير على الخطط الاستراتيجية الاسرائيلية، وعلى ميزان القوى بحيث أصبح خيار الحرب الآن بالنسبة إلى إسرائيل انتحاريا حتما، وبات يلزم الجيش الاسرائيلي التفكير مليا قبل الإقدام على أي خطوة باتجاه لبنان وسوريا والشعب الفلسطيني في غزة".

Script executed in 0.17050409317017