أضاءت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية في عددها اليوم ببعض التكهنات، والتخيلات على ما اعتبرته حياة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله اليومية، معتبرة أن نصر الله يعيش في ملجأ محصن تحت الارض في وحدة سرية منذ خمس سنوات تقريباً، لافتة الى أن أحدا لا يعرف مكان وجوده باستثناء مجموعة صغيرة من حراسه الشخصيين.
وتزعم أن الرسميين وحتى ممثلي حراس الثورة الايرانية يلتقون بأمين عام "حزب الله" في ملجأ مركزي. يصل نصرالله الى الاجتماع محاط بحراسة شديدة وهالة من السرية، مشيرة الى أن الادعاءات حول المكان الذي يختبأ فيه خارج اوقات الاجتماعات هي غير مؤكدة.
ووفقاً لتقديرات مسؤول في الاستخبارات الاسرائيلية، "يعيش نصرالله حياة مشابهة لحياة المطلوبين إذ ينام في اماكن مختلفة، نادراً ما يلتقي بعائلته، ويرعى شؤون ميليشياته بواسطة اجهزة تكنولوجية مشفرة قدمتها ايران".
وبحسب الصحيفة، يزعم العقيد شلومو موفاز، نائب رئيس قسم الابحاث في الجيش الاسرائيلي سابقاً، ان السيد نصرالله يتصرف كما لو انه هارب من غزة. ويقول: "نتحدث عن رجل عظيم، رجل يحترم ذاته، اعتباره فوق اعتبار الجماهير... ورجل يتمتع بهذه المواصفات لا يهرب من مكان الى آخر"، مشيرا الى أن "نصر الله يمتلك شبكة من المخابىء السرية تحت الارض حيث يمضي معظم يومه".
ويتوافق رجال الاستخبارات حول موضع المقر الرئيسي للسيد نصرالله "من أجل متابعة أعمال منظمته وكي يكون قريباً من مركز صنع القرار، من المفروض ان يكون موجود في منطقة بيروت، فرضية اختيار نصرالله احد الاحياء الشيعية او السنية غير منطقية. جوار الضاحية الجنوبية، العصب الحيوي السابق لحزب الله، هو المكان المحتمل". وفقاً لأقوال احد المسؤولين العسكريين: "انه حي مزدحم يمتد على عدة كيلومترات؛ تقع تحته غرف عمليات واتصالات حزب الله حتى يومنا هذا. منذ حرب لبنان الثانية، وبدعم ايراني، عزز حزب الله تحصيناته وبنيته التحتية، ويتصل هذا المجمع بطريقة أو بأخرى بالسفارة الايرانية. نصرالله يبقى في هذا المجمع ويدير نشاطات منظمته اليومية. وعند الضرورة يتحرك خارج المكان بكل سرية".
وبحسب الصحيفة، في حياته اليومية، نصرالله هو على اتصال مع دائرة مغلقة من المقربين. معظمهم اعضاء وحدة حرسه الشخصي. ووفق ما يقوله الجنرال موفاز: "على غرار زعماء الارهاب، المحيطين بنصرالله هم من الاقارب ومن الاشخاص اللذين يثق بهم. حتى أن موظفي محطة تلفزيون المنار لا يسمح لهم الدخول الى الملجأ الرئيسي".
ويضيف أن "الخوف من خرق اسرائيلي لدائرة مقربيه يحتم عليه تجنب اي شخص لا يعرفه او لا يثق به تماماً. حتى في مخبئه المركزي، نصرالله محاط بوحدة حرس سري أنشأها حزب الله. هوية الحرس تبقى مكتومة خشية ان يتعرف عليهم الاسرائليون ويتوصلوا اليهم".
وأشارت الصحيفة الى أن "أعضاء وحدة حرس نصر الله هم رجال من حزب الله اثبتوا ولاءهم المخلص ومهارتهم في القتال. وهي توسعت في أعقاب حرب لبنان الثانية وتضم اليوم 19 رجلا، مهمتهم حماية الامين العام".
وتضيء أيضا على مراحل التي قطعوها حراس نصر الله الشخصيين، فتزعم أنهم أمضوا سنوات عدة في الخدمة الميدانية، وأن الشاب الشيعي الراغب بالانضمام الى وحدة حرس نصرالله يخضع لنظام تدريب اساسي متقدم. وتضيف: "عادةً تجري التدريبات في منطقة في شمال لبنان. بعد أن يثبت مهارته في استعمال الاسلحة والمتفجرات واجهزة الاتصالات والاسلحة المضادة للدبابات، على المرشح ان يبرهن انه يصلح لهذا المنصب، وفي المرحلة الثانية يخضع المرشح لهذا المنصب لتدريبات في مخيمات في ايران بالقرب من طهران. المدربون هم من الحرس الثوري الايراني ويتمتعون بمهارة في نطاق الاعمال الارهابية والاغتيالات".
وتنقل عن مواقع الكترونية شيعية أن رئيس الحرس هو ابو علي زوج ابنة نصرالله.
وترى الصحيفة أن اغتيال نصرالله هي مهمة معقدة جداً يصعب تحقيقها. وتنقل عن الكولونيل موفاز ان "اغتيال نصرالله مفيد لاسرائيل لأنه لا يظن انه من السهل ايجاد خليفة له يتمتع بمواصفاته الكاريزماتية وله ارتباطات وثيقة مع ايران والسلطات الدينية".
وتلفت الى أن معظم المسؤولين الإسرائيليين قروا ان قتل نصرالله يدفع "حزب الله" الى عملية انتقامية قوية. ومن ناحية اخرى اذا تم القضاء عليه مصلحة ايران تقتضي بالمحافظة على "حزب الله" وسلاحه الى يوم القيامة.
وختمت بالقول: "الان كل ما تحتاجه اسرائيل للتخلص من نصر الله هو اتخاذ القرار وتناول الفرصة المؤاتية".