القوات اللبنانية و«القضية»، صنوان لا يفترقان. والقضية هنا: الحفاظ على الوجود المسيحي الحرّ في لبنان. لأجلها اغتيل البعض، ولأجلها حارب سمير جعجع الرئيس أمين الجميّل، فإيلي حبيقة ثم ميشال عون، ولخضار عينيها وافق جعجع على اتفاق الطائف. وهي ـــــ القضية ولا شيء إلا القضية ـــــ تحثّه اليوم على تنظيم الشباب لكسر شوكة حزب الله ممثّلة بسلاحه. وما دامت راية الصدم ترفرف لا يجد جعجع مبرراً لإعلام أنصار القضية
باقتراحاته لتثبيت المسيحيين في أرضهم، بعدما فعل «الدفاع عن القضية» بهم ما عجز عنه العثمانيون.
ولأن «الوجود المسيحي الحرّ في الشرق» خيار لبناني، ترفض القوّات حج بعض اللبنانيين بفرح صاخب إلى سوريا للصلاة، واصفة الوجود الحر الذي يوفّره النظام السوري لمسيحيّي سوريا بالذمّيّة، بينما تثني القوّات على «اعتدال حسني مبارك» الذي عرّف الكنيسة المرقسية (القبطية) إلى كل المعاني المحتملة لمفردتي البؤس والإذلال، وتشيد بديموقراطية إسرائيل التي تشجّع الوجود المسيحي الحرّ بعيداً عن فلسطين، واهمة (القوّات) نفسها بأن الدول الكبرى ستقدّم لمسيحيّي لبنان عند المحكّ، أكثر من بابور.
وظنّاً من جعجع أن التكرار يعلّم الأنصار، يعيد يومياً الحديث عن «خيارات المسيحيين التاريخيّة» و«الثوابت المسيحيّة» حتى يعتقد سامعوه أن البطريرك إلياس الحويك ذهب في جولته الشهيرة للمطالبة ببقاء الانتداب الغربي لا لدحره، وأن إميل إدّه كان أول رئيس لجمهورية الاستقلال لا بشارة الخوري، وأن لبشير الجميل، لا لفؤاد شهاب، الفضل ببقايا المؤسسات الرسمية التي يتنعّم اللبنانيون بها اليوم.
مقابل وجهة نظر جعجع حيال الوجود المسيحي في لبنان، هناك وجهة نظر أخرى عبّر عنها كثيرون، بينهم الكرسي الرسولي. يرفض الكرسي الرسولي أسلوب القوّات اللبنانية في حماية الوجود المسيحي «الحر» في لبنان، ونظرة القوّات منذ نشأتها إلى علاقة مسيحيي لبنان بالعالم العربي. فمنذ الستينيات، يعجب الفاتيكان كيف تندمج الكنيسة المشرقية الكبرى (الكنيسة القبطية التي يبلغ حجمها ثلاثة أضعاف الكنيسة المارونية) مع مجتمعها وتتفاعل معه، وكيف تحافظ الكنيسة السريانية (والأشورية والكلدانية) على ثقافتها وحضارتها من دون استفزاز أحد من العراقيين (حجم الكنائس السريانية والأشورية والكلدانية ضعفا حجم الكنيسة المارونية)، بينما يغالي بعض مسيحيي لبنان في إظهار اختلافهم عن محيطهم ويرفضون إقامة شراكة حقيقيّة مع الطوائف الأخرى في السلطة. وهناك في الفاتيكان من رصد بدقة إسهام موقف مسيحي واحد رافض للصلح مع إسرائيل (كموقف البابا شنودة) في كسب الودّ للمسيحيين في العالم العربي، بينما يحوّل موقف المسيحيين اللبنانيين المقاتلين إلى جانب إسرائيل، كل مسيحي في العالم العربي إلى مشروع عميل. وهكذا، كان الفاتيكان يرى أن حماية الوجود المسيحي الحر في الشرق لا تكون بالسلاح الذي مهما بلغت انتصاراته لن يكون غالباً. وينقل جورج عيراني في كتابه «البابوية والشرق الأوسط» عن المدير الإقليمي للبعثة البابوية المطران جون ميني قوله إن أشدّ ما يقلق الكرسيّ الرسولي هو أنّ المسيحيين في عيشهم ضمن كيان جغرافيّ مستقلّ «سيفصلون أنفسهم عن الشعب الذي يرتبطون به بقوّة بفعل الحضارة واللغة، وسيجعلون من رسالتهم رسالة ميتة». ويفترض أن رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع استعاد خلال وجوده في السجن ذكريات كثيرة، منها قول الموفد البابوي إلى لبنان، عام 1986، الكاردينال سيلفستريني له: «عليكم إيقاف الحرب وإيجاد الحل مهما يكن الثمن. (...) فبمقدار ما تطول المعارك يكون الضرر كبيراً على لبنان عموماً، وعلى المسيحيين خصوصاً». وتابع الموفد البابوي يومها مخاطباً جعجع: «إذا كنتم ترون أنفسكم ضنينين بالوجود المسيحي في لبنان، فعليكم إنهاء الحرب فوراً». ونتيجة حضور الفاتيكان الدبلوماسي القوي جداً في دوائر صناعة القرار، ولا سيما الأميركية والفرنسية، تبدو قناعة الكرسي الرسولي راسخة بأن على مسيحيي الشرق نزع أشواكهم بأنفسهم لأنّ زمن الحروب الصليبية (وهي بالمناسبة كانت كارثية بالنسبة إلى مسيحيي الشرق) قد ولّى، وليس على جدول أعمال الأميركيين «وجود مسيحي حر» ولا شيء غير المصالح.
باختصار إذاً، يمكن القول إن جعجع يؤمن بأن الوجود المسيحي الحرّ يتحقق من خلال المواجهة ويُحمى بالعلاقات الدولية والسلاح والتنظيم. أما الكرسي الرسولي فيرى أن الوجود المسيحي يتحقق من خلال مؤسسات دينية وتعليمية وصحيّة واجتماعية، واستثمارات كنسيّة في مشاريع سكنية وزراعية وصناعية تبقي المسيحيين في أرضهم، وبعلاقات حَسَنة مع مختلف الأفرقاء اللبنانيين.
المواجهة الأولى بين جعجع والكرسي الرسولي
عام 1986، عشيّة انتخاب بطريرك جديد، كان اهتمام الكرسي الرسولي بالعملية الانتخابية يوازي اهتمامه بها اليوم: طلب البابا يوحنّا بولس الثاني من البطريرك خريش الاستقالة. وبعد تعيينه مطران صيدا إبراهيم الحلو مدبراً رسولياً، تحوّل الأخير إلى مرشّح الفاتيكان، بينما دعم جعجع مطران صور والأراضي المقدّسة يوسف الخوري. ويروي رئيس حزب الكتائب السابق كريم بقرادوني للزميل أنطوان سعد في كتابه «السادس والسبعون» (المقصود هنا هو البطريرك) أن «قيادة القوات قرّرت مرّتين فقط، خلال فترة تولّيه مهمّة نائب قائد القوات، توظيف كل كوادرها الأمنية والإعلامية والسياسية في استحقاق واحد: عند الإعداد للانتخابات البطريركية في عام 1986، والانتخابات الرئاسية عام 1988». ورغم اجتهاد جعجع والرئيس أمين الجميّل واستخبارات الجيش لنصرة مرشّح القوات على مرشح الكرسي الرسولي، تقدم الحلو (المدعوم من الفاتيكان) على الخوري (المدعوم من جعجع) في الدورات الانتخابية الخمس الأولى. لكنه لم يتمكّن من الحصول على ثلثي أصوات المنتخبين للفوز بالصولجان الماروني الأول. ومع دخول النائب البطريركي نصر الله صفير إلى اللعبة الانتخابية مرشّحاً توافقيّاً وفوزه، خرج جعجع والكرسي الرسولي متعادلين في الخسارة، علماً بأن صفير لم يطلب من زملائه أن ينتخبوه، مردّداً المبدأ السلفيّ: «طالب الولاية لا يولّى».
جعجع وصفير: شرط الحبّ
لاحقاً، كان سمير جعجع السياسي الوحيد في ما كان يُعرف بالمنطقة الشرقية الذي لم يهنّئ صفير بانتخابه ولم يشارك في احتفال تنصيبه. وسرعان ما تصاعد التوتّر بين الرجلين. فبعد تصفية قوّات جعجع عدداً من قوات حبيقة، دعا صفير مجلس المطارنة إلى اجتماع استثنائي في 30 أيلول 1986. وانتقد البيان الصادر عن الاجتماع بشدّة القوات اللبنانية، مستنكراً «الجبايات (أو الخوّات) التي ترهق الشعب بحجّة الدفاع عن أمنه وكرامته»، داعياً إلى «توكيل المؤسسة العسكرية الرسمية الدفاع عن المواطنين». فردّت القوات بمهاجمة البطريركية التي «تخلّت عن رسالة خدمة الفقير والمحتاج وتلهّت بقيادة السيارات الجديدة والبذخ». ولاحقاً، عقد لقاء في 27 كانون الثاني 1987 بين الرجلين، أبدى صفير خلاله استياءً شديداً من تلاعب القوات بسعري البنزين والدولار، وعمل جعجع تحت الطاولة لتحقيق التقسيم و«في توثيق الصلة مع الفلسطينيين وتسهيل إدخالهم إلى لبنان»، كما يرد حرفيّاً في مذكّرات صفير.
في تلك المرحلة، أيام التوتّر بين صفير وجعجع، كان البطريرك أقرب في الرؤية والمواقف إلى الفاتيكان من أي وقت لاحق. فيوم نُصّب بطريركاً في 27 نيسان 1986 تعهد «الاستعانة بالوسائل الحديثة لتنظيم الإدارة الكنسية». وفي حوار مع صحيفة «النهار» بتاريخ 3 آب 1986 قال حرفياً: «لم أكن ولن أكون يوماً رجل سياسة. السياسة لها رجالها وفي أيديهم الحلّ والربط، وكل ما في مقدوري أن أفعله هو أن أصلّي وأتعاون مع ذوي الإرادات الطيّبة لتقريب القلوب بعضها إلى بعض». ثم رفض طلب النائب السابق أوغست باخوس منه احتضان مبادرة بعض النواب المسيحيين، وأبلغه أن بكركي تفرغ في الصيف من أهلها الذين ينتقلون إلى الديمان و«لا لزوم ليحضر ممثل عني اجتماعاً سياسياً يعقد في مكان سياسي». ويقول سعد ـــــ كاتب مذكّرات البطريرك صفير ـــــ إن الأخير كان حريصاً على ألّا يفقد صفة “المحاور المسيحي المقبول من الشريك المسلم”.
لاحقاً، بعدما صار للبطريرك صفير ظل في معظم اللقاءات السياسية ذات اللون الواحد (أحمر وأبيض أو زيتي وأزرق) وبانت رغبته في أن يكون «رجل سياسة يحلّ ويربط»، وهبطت عليه «عقيدة العرَبة والحصانين»، وبعدما توقّف عن «الصلاة لتقريب وجهات النظر بعضها إلى بعض»، ولم يستعن بالوسائل القديمة ولا بالوسائل الحديثة لتنظيم الإدارة التي يسلّمها أسوأ وأقدم مما تسلّمها، تغيّرت نظرة جعجع إلى «من تلهّى بالبذخ وقيادة السيارات الجديدة». يقول أحد الرهبان الكسروانيين إن مصلحة الأخير تقتضي وجود بطريرك ضعيف في بكركي لا العكس. ويشرح أن البطريركية القوية ستأخذ من سلّة جعجع الواهمين بأن القوّات تحمي المسيحيين وتحافظ على وجودهم، وستتصدّى لأهل الخوّات والفكر التقسيمي، وستفضح علاقة القوات بالتوطين، وستصرّ على محاورة «الشريك المسلم» (سبق لصفير أن اتّهم قوّات جعجع بكلّ ما سبق). وهكذا، حين توقّفت بكركي عن أداء دور البطريركية القويّة في المؤسسات والخطاب والعلاقات مع مختلف القوى السياسية، بدأ أنصار جعجع، مثلهم في ذلك مثل أخصامه، يطلقون على صفير اسم «أبو سمير».
جعجع أو البابا
اليوم، عند الساعة الرابعة والنصف تحطّ في مطار بيروت طائرة تابعة لطيران الشرق الأوسط، قادمة من إيطاليا، بين ركّابها اثنان معروفان، هما: عميد مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري والمطران بشارة الراعي. ساندري الذي أبلغ صفير بموعده مع البابا الأسبوع الماضي ثم غادر إلى الولايات المتحدة للقاء مطارنة الموارنة في الانتشار (الذين يعتقد الفاتيكان غالباً أن تأثيره عليهم كبير نتيجة ارتباطهم المباشر بالفاتيكان)، عاد قبل أمس إلى الفاتيكان ليطلع الكرسي الرسولي على تفاصيل زيارته الأميركية ويحمل بركة البابا للتكريم الذي يقام لصفير غداً (السبت 5 آذار) في بكركي.
انتخاب بطريرك ماروني جديد آخر مهمّة يشرف عليها ساندري من موقعه عميداً لمجمع الكنائس الشرقية، نتيجة انتقاله قريباً جداً إلى موقع أمين سر دولة الفاتيكان. ويأمل ساندري تتويج عمله في مجمع الكنائس بوصول بطريرك يحترم التصوّر الفاتيكاني لمسيحيي الشرق: في حوار قبل نحو شهرين مع مجلة «ترينتا جورني» الشهرية الكاثوليكية، رأى ساندري أن إقامة «محميّة مسيحية» في سهل نينوى لمسيحيي العراق ليست «فكرة سارّة». وفي 26 كانون الأول 2010، طلب ساندري من مسيحيي الشرق «الانفتاح أكثر على المسلمين وشركائهم في الوطن». وبعد ترؤسه يوم 15 كانون الثاني قداساً في كنيسة الطفل يسوع للاتين في حلب، قال ساندري إن «سوريا نموذج يحتذى في العالم للترابط بين جميع أفراد المجتمع». وفي 17 كانون الأول الماضي، دعا الموارنة، في عظته لمناسبة احتفال المدرسة المارونية في روما بعيد مار مارون، إلى «تحمّل مسؤوليتهم التاريخية في الحفاظ على المسيحية في الشرق وفي أن يكونوا بذرة خصبة من التعاون بين الأديان والثقافات، ووسطاء سلام وحضارة».
ساندري، ممثّل البابا بنديكتوس السادس عشر، يريد إذاً للبطريركية المارونية رأساً يُمأسسها، يرتّب بيتها الداخلي، يصالحها مع جميع الطوائف الأخرى، ويحمّلها مسؤولية المسيحيين في أنطاكيا وسائر المشرق لا مسؤولية المسيحيين في ريفون ووادي قاديشا فقط. ويريد للكنيسة المارونية الاعتقاد بأن «المحميّة المسيحية» سواء في جبل لبنان أو في سهل نينوى، ليست «فكرة سارّة». ويودّ أن ينفتح مسيحيو الشرق على «المسلمين وشركائهم في الوطن» وأن يرى مسيحيو لبنان في «سوريا نموذجاً يحتذى في العالم على صعيد الترابط بين جميع أفراد المجتمع».
هذا ما سيودعه ساندري في بكركي قبيل عودته إلى روما عشيّة إغلاق المطارنة أبواب الصرح تمهيداً للانطلاق في انتخاب البطريرك الجديد. وهو يعلم أنّه ليس وحيداً في ما يفكّر، وأن هناك موارنة كثراً، بينهم زعيمان على الأقلّ، يفكّرون مثله، فضلاً عن نُخَب كثيرة. والفاتيكان يرصد تفاعل جزء كبير من الجمهور المسيحي إيجاباً مع هذه الأفكار. لكن ساندري ليس وحيداً. بعد خسارة جعجع حليفه الإقليمي وترنّح حليفه الأساسي، لا يسعه التفكير ببكركي جديدة. إنه يرى أنّ بكركي هذه عظيمة ولا حاجة إلى تجديدها أو استنهاضها. لا حاجة إلى بكركي تحاور الآخر، تتعرّف إلى مسيحيي سوريا والعراق والأردن وفلسطين ومصر. بكركي 1986 ـــــ 1987 التي تسائل وتدقّق وتدين القوات حين تخطئ.
المسافة بين ساندري الذي يحمل رؤية البابا وجعجع كبيرة. ففي الوقت الذي كان فيه ساندري يخبر (خلال عظته في احتفال المدرسة المارونية) عن حجه إلى براد و«الرعشة العاطفية» التي شعر بها خلال صلاته هناك، كان الموقع الإلكتروني للقوّات اللبنانية يسخر من العونيين الذاهبين إلى براد للصلاة، مؤكّداً أن مار مارون حجز مكانه في قلب جبل لبنان (لا في لبنان ولا في جبل لبنان بل في قلب جبل لبنان).
في النتيجة، يبدو أن التاريخ يعيد نفسه في كل شيء، ليس فقط في طلب الفاتيكان أخيراً من البطريرك الاستقالة كما حصل عام 1986. صحيح أنه لا مرشحين معلنين لكلّ من القوّات والكرسي الرسولي كما كانت عليه الحال عام 1986، لكن المطارنة المجتمعين بعد أسبوع سيجدون أنفسهم فور إغلاق أبواب الصرح أمام مشروعين للكنيسة المارونية: مشروع متأثّر بأفكار جعجع ومشروع متأثر بأفكار الكرسي الرسولي. يفترض بكلّ مطران أن يكتب اسمه على ورقة الاقتراع، يفكّر قليلاً بمَن تعنيه استمرارية كرسي أنطاكيا وسائر المشرق أكثر، جعجع أو البابا. ثم يكتب اسم المطران الذي يرشحه لتبوّء عرش بكركي.
وإذا تعذّر على أحد المطارنة حصد ثلثي أصوات زملائه، فستكون الكلمة للفاتيكان الذي يرسل اليوم في الطائرة نفسها مع عرّاب الانتخابات إشارة واضحة. الكرسي الرسولي الذي يحبّ الرهبان اللبنانيين ويقدّر تجربتهم وتجمعه بالرهبانية المارونية المريمية علاقة استثنائية (نتيجة دراسة معظم رهبانها في روما) يريد بطريركاً، متوسط السن، ذا عقل مؤسساتي ورؤية شموليّة. وعلى الطائرة، إلى جانب ساندري، سيجلس اليوم مطران، من مواليد 1940 (لا هو شاب ولا هو هرم)، قضى في روما 13 عاماً من حياته، قبل أن يختبر العمل في أكثر المواقع دقّة في المؤسسات الكاثوليكية، فانتقل من رئاسة مدرسة اللويزة إلى رئاسة كليّة اللويزة للتعليم العالي، ثم عيّن رئيساً للمحكمة الاستئنافيّة المارونيّة الموحّدة قبل أن يعلنه صفير في 12 تموز 1986 مطراناً. وقد حرص في السنوات القليلة الماضية على عدم الانحياز إلى فريق، مفضّلاً الدفاع عمّا يعجبه وانتقاد ما لا يعجبه.