أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

مفاجآت غير سارة لاقت أحمد الحريري المصطدم بجدار ميقاتي ـ الصفدي

الإثنين 07 آذار , 2011 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,859 زائر

مفاجآت غير سارة لاقت أحمد الحريري المصطدم بجدار ميقاتي ـ الصفدي
هل تمكن الحريري من إقناع فاعليات وأبناء المدينة بالتوجهات السياسية الجديدة للتيار بعد استبعاد الرئيس سعد الحريري عن السلطة. هل اقتنعوا معه بالنبرة الثورية المستجدة بعد طول حكمة واعتدال. هل وافقوا هجومه غير المسبوق في خطاباته الأخيرة في مهرجان «البيال» وبيت وادي ابو جميل على «السلاح غير الشرعي»؟
وهل استطاع الأمين العام تحفيز أبناء طرابلس على المشاركة في ذكرى 14 آذار التي ستقام الأحد المقبل، وإقناعهم بتجاوز قضية الخدمات والمساعدات الاجتماعية التي توقف التيار عن تقديمها منذ الانتخابات النيابية الماضية؟
أسئلة ترخي بظلالها على القيادة المركزية في تيار المستقبل، قبل التفتيش عن الاجابة عليها في الأوساط الطرابلسية التي تابعت الزيارة الحريرية عن كثب، بلقاءاتها التي شملت المؤيدين والمناصرين وهيئات المجتمع المدني وما رافقها من وقائع ومفاجآت غير سارة وثغرات ونبرات عالية لعدد من المشاركين في بعض اللقاءات تنتقد السلوك العام لتيار المستقبل، وإهماله الكامل للعاصمة الثانية التي منحت الرئيس الحريري وقوى 14 آذار الأكثرية النيابية في دورتين انتخابيتين.
يبدو واضحاً أن أحمد الحريري اصطدم خلال تنقلاته بين فندق «كواليتي إن» ومقر تيار المستقبل، ومنازل بعض الكوادر التي حرص على زيارتها للقاء المقربين منه، وتلبيته دعوات للغداء أو العشاء فيها، بجدار عال بناه تحالف الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي، وهو لم يكن موجوداً خلال الزيارات السابقة، وقد شعر من خلاله الأمين العام لتيار المستقبل بتغييرات جوهرية طرأت على الشارع الطرابلسي بعد تكليف ميقاتي تشكيل الحكومة، وما رافقه من حملات ضده وضد حليفه الوزير الصفدي، وذلك لجهة ظهور انقسام حاد في العاصمة الثانية وفرز سياسي حقيقي بدأ بإنتاج جمهور عريض يمتد على مساحة واسعة من المدينة تتعارض توجهاته الجديدة مع توجهات المستقبل، يضاف الى ذلك فريق تيار الرئيس عمر كرامي الذي يتعارض منذ زمن بعيد مع هذه التوجهات، ما يعني أن طرابلس اليوم باتت تختلف كثيرا عن طرابلس الأمس لجهة الشعبية التي كان يتمتع بها تيار المستقبل، وأن على قيادتيها المحلية والمركزية إعادة الحسابات حولها.
وقد ترجم هذا الواقع في عدد من اللقاءات التي لاحظ أحمد الحريري فيها غيابا لكثير من الكوادر والشخصيات فيها، ومن المفاجآت غير السارة في لقاء مخاتير قضاء طرابلس حيث حضر 13 مختاراً من أصل 66 تمت دعوتهم بشكل رسمي من قيادة التيار في المدينة، الأمر الذي ترك سلسلة علامات استفهام حول هذا الغياب ومخاوف لدى الحريري من حجم التراجع الذي بلغه التيار في العاصمة الثانية.
ويمكن القول أن أحمد الحريري سعى جاهدا خلال لقاءاته الشعبية الى رفع نبرته السياسية الى اعلى سقف ممكن من خلال الهجوم العنيف على حزب الله وما أسماه «السلاح غير الشرعي الذي استخدم بوجه اللبنانيين في يوم حزب الله المجيد» ودعوته الحثيثة الى «المشاركة الكثيفة في ذكرى 14 آذار التي أسقطت في العام 2005 التسلط والهيمنة والوصاية التي نرفض العودة إليها بوجوه جديدة وتحت ضغط السلاح مهما بلغت الأثمان»، وذلك بهدف قطع الطريق على مواضيع الانماء والتنمية والمساعدات الاجتماعية المتوقفة في طرابلس، لكنه وجد أن ثمة هوة سحيقة بين ما يقوله وبين توجهات المشاركين الذين قاطعوه مرارا تكرارا لسؤاله عن «مستقبل تعاطي تيار المستقبل مع مناصريه في طرابلس، وعن الخدمات والمساعدات الطبية والاجتماعية المتوقفة... وهل أن هذه الزيارة تشبه زيارات سابقة اغدقت فيها الوعود للتحفيز من أجل المشاركة في الاستحقاقات الشعبية ومن ثم يكون الغياب الكامل عن طرابلس ومتابعة مشكلات اهلها»؟
ويشير مشاركون في هذه اللقاءات الى أن الحريري سمع كلاما عالي النبرة من قبل من اعتبروا «أنهم ملوا الوعود»، ومؤكدين «أن وعودا جديدة لن تنطلي على أبناء طرابلس، والمطلوب اليوم المبادرة الفورية الى مصالحة شاملة من خلال إطلاق عجلة المساعدات وبمفعول رجعي على كل صعيد».
هذا الواقع دفع الحريري والقيادة المركزية في تيار المستقبل الى قراءة متأنية لنتائج الزيارة وإعادة الحسابات بشكل دقيق ودراسة الوسائل المتاحة لمواجهة الحالة المستجدة في طرابلس.
وعلمت «السفير» من مصادر قيادة تيار المستقبل «أن اتصالات مكثفة أجريت مع الرئيس سعد الحريري بينما هو في المملكة العربية السعودية لعيادة خادم الحرمين الشريفين، بهدف وضعه في أجواء ما يجري في طرابلس.
وتؤكد هذه المصادر أن الرئيس الحريري قد اتخذ قرارا بزيارة مدينة طرابلس خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك لعقد مزيد من اللقاءات والاجتماعات مع فاعليات وكوادر الأقضية الشمالية والطلب بنفسه من ابناء طرابلس والشمال عموما والمناصرين والمؤيدين بشكل خاص المشاركة الفاعلة والقوية في مهرجان ذكرى 14 آذار.
جولة الحريري
وكان أحمد الحريري قد بدأ نشاطه في طرابلس يوم الجمعة الفائت، بعد ان أمضى يوم الخميس في قضاء الضنية ـ المنية عقد خلاله سلسلة لقاءات غاب عنها عدد كبير من رؤساء بلديات المنطقة، وانهاه بحضوره حفل عشاء في منزل منسق الكورة ربيع الأيوبي في دده، ثم انتقل الى طرابلس ولبى دعوة أمين المال في غرفة تجارة طرابلس توفيق دبوسي الى مأدبة غداء أقامها على شرفه في منزله، وزار رئيس «رياضيون لأجل لبنان» وفيق إبراهيم في منزله، كما لبى دعوة رئيس جمعية النور للعمل الانمائي هيثم مبيض في منزله برسا الكورة.
كذلك عقد الحريري سلسلة لقاءات شعبية مع هيئات المجتمع المدني، وشارك في مهرجان أقيم في قاعة مكارم الأخلاق الاسلامية تخللته كلمات لكل من: رئيس الجمعية الشيخ ناصر الصالح، ومنسق عام التيار في الشمال الدكتور مصطفى علوش والامين العام أحمد الحريري.

Script executed in 0.19891786575317