ولعل أهم إنجاز تحقق البارحة تمثل في مرور النهار، من دون ضربة كف، برغم ما سبقه من حملات استفزازية أوصلت الاحتقان الداخلي الى ذروته، فيما تنفست قوى 8 آذار أو الاكثرية الجديدة الصعداء، بعدما تبين لها ان المهرجان عادي وخال من «الدسم»، علما ان قيادتي حزب الله وحركة أمل أعطتا أوامر صارمة الى عناصرهما في مختلف المناطق بوجوب الالتزام بالانضباط الصارم وعدم الانزلاق الى أي صدام او إشكال مع الوفود المتوجهة الى ساحة الشهداء أو التي تغادرها، وذلك تحت طائلة معاقبة المخالفين، منعا لإعطاء فريق 14 آذار أي ذريعة تتيح له تبرير ما يقوم به.
ومع طي صفحة تجمع 13 آذار، يُتوقع ان تكتسب مساعي الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لتأليف الحكومة زخما قويا، ربما يفضي الى الانتهاء من تشكيلها هذا الاسبوع، علما ان زوار الرئيس نبيه بري نقلوا عنه ليل أمس، ان افضل رد على ضجيج 14 آذار يكمن في الاسراع في تشكيل الحكومة، مشيرا الى انه لم يعد يوجد أي مبرر لتأجيل التأليف، مشددا على ضرورة تكثيف الجهود خلال الايام القليلة المقبلة لإنجاز هذه المهمة بأسرع وقت ممكن.
وبينما اكتفى بري بالقول لـ«السفير» ان «لا تعليق» على مهرجان قوى 14 آذار، رأى الرئيس ميقاتي أن بعض الكلام الذي ورد «يستدرج الفتنة»، معتبرا ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري «لم يكن ليقبل» بعض ما قيل قرب ضريحه.
وردا على سؤال من زواره، أمس، عن تعليقه على مهرجان 14 آذار، قال ميقاتي: «رحم الله الشهيد رفيق الحريري لأنه لم يكن ليقبل بعض الكلام الذي يستدرج الفتنة قرب ضريحه. اليوم نتأكد، أكثر من أي وقت مضى، أنه شهيد وحدة لبنان».
تجمع ساحة الشهداء
ومع انفضاض المتجمعين في ساحة الشهداء، أمكن تسجيل الملاحظات الآتية على مستوى المضمون:
ـ لم يقدم الخطباء العشرة (بعدما شطب اسم مروان حمادة في اللحظة الأخيرة) أي جديد، بالمقارنة مع الضخ السياسي والاعلامي خلال الاسابيع الماضية، وكانت الكلمات متشابهة، وأحيانا مملة، وبالتالي كان بالامكان اختصارها بكلمة واحدة، من دون الشعور بأي فارق جوهري.
ـ أراد الرئيس سعد الحريري أن يعطي من خلال خلع سترته وربطة العنق قوة دفع للمهرجان، فإذا بهذه «الفقرة الاستعراضية» ـ المقتبسة من «هوليوود السياسية»ـ تعطي مفعولا عكسيا وتقلب السحر على الساحر، كونها خطفت الاضواء من الجوهر السياسي للحدث، وتحولت الى مادة للتندر في الاوساط الشعبية والسياسية والاعلامية.
ـ لم يقدم خطاب الحريري جوابا على سؤال اليوم التالي المركزي حول كيفية تطبيق شعار إسقاط سلاح المقاومة، ولم يشرح كيف أن تنفيذه ليس «مستحيلا»، كما قال، فبقي يدور حول نفسه في اجترار لمجموع الخطابات التي ألقاها منذ ان قرر خوض معركة مكشوفة ضد سلاح حزب الله، هي الوجه الآخر لمعركته ضد الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وحكومته المرتقبة، حتى أن إعلامه سأل بعد انتهاء المناسبة، كيف يمكن لميقاتي أن يشكل حكومة اللون الأسود الواحد بعد مهرجان 13 آذار؟
ـ أطلق الحريري وحلفاؤه رصاصة الرحمة على هيئة الحوار الوطني بعدما حولوا سلاح المقاومة إلى مادة للسجال والـ«هايد بارك» في الشارع، خارج طاولة النقاش الرصين والمسؤول حول الاستراتيجية الدفاعية.
ـ أخفقت قوى 14 آذار في تعويض انسحاب النائب وليد جنبلاط من صفوفها، فغابت كلمة النائب مروان حمادة الذي يبدو أنه آثر عدم الذهاب حتى النهاية في استفزاز «رفيق الدرب» السابق، فيما انحصر الحضور الدرزي ببعض الوفود الرمزية التي ظلت حريصة في الوقت ذاته على عدم التنكر لعواطفها حيال زعيم المختارة.
ـ فشل المنظمون في إيجاد ولو «ورقة توت» شيعية تغطي «النقص الميثاقي» في خارطة 14 آذار، وبدا أن اختيار عضو تيار المستقبل ومستشار رئيسه، النائب غازي يوسف لإلقاء الكلمة الشيعية قد ساهم في تعميق الفراغ بدل الحد منه.
ـ للمرة الأولى منذ سبع سنوات، يتم التعرض مباشرة للرئيس نبيه بري، من قبل سعد الحريري، بعدما كان يجري تحييده عن حزب الله، وذلك ترجمة لقرار مركزي بعدم المهادنة معه بعد الآن.
ـ استحضر تيار المستقبل صورة كبيرة للملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز وعلما سعوديا كبيرا على المنصة المركزية، في محاولة للإيحاء بأن هناك تغطية سعودية لحملة الحريري على حزب الله والرئيس نجيب ميقاتي، غداة بيان مجلس التعاون الخليجي الداعم لميقاتي.
ـ سجل للمرة الأولى غياب قوى سنية شاركت في السنوات السابقة، وأبرزها «الجماعة الاسلامية» وجمهور الرئيس ميقاتي والوزير محمد الصفدي، فضلا عن بعض المجموعات السلفية التي رفضت الانخراط في معركة السلاح.
ـ غابت سوريا عن نصوص معظم الخطباء، التزاما بقرار سعد الحريري وإن جرى التلميح اليها بين السطور، كما تقلص حضور المحكمة الدولية الى حدوده الدنيا وجرى المرور عليها مرور الكرام.
أما في الشكل، فقد سجلت الملاحظات الآتية:
ـ التقت تقديرات وكالات الأنباء الأجنبية والمصادر الأمنية الرسمية على تقدير عدد المشاركين بعشرات الآلاف (تراوح الرقم بين 60 و70ألفا)، وإذا كان الرقم سيظل إلى حين مادة للنقاش والاجتهاد كما هي الحال في كل مناسبة من هذا النوع، إلا أن الأكيد هو أن حشد الأمس يظل بعيدا جدا، وبعدد من الأصفار، عن العدد الذي سجل في الطبعة الاولى لـ14 آذار عام 2005.
ـ حاول «فرع المعلومات» تثبيت رقم 800 ألف مشارك فيما قرر الجيش اللبناني الذي امتلكت قيادته رقما دقيقا جوا وأرضا، عدم الدخول في لعبة الأرقام.
ـ حضرت الاعلام الحزبية بفعالية، على الرغم من التشديد على وجوب الالتزام برفع العلم اللبناني فقط، وكان لافتا للانتباه ان أعلام القوات اللبنانية ولاسيما تلك التي ترمز الى «قوة الصدم» الشهيرة حضرت بقوة، الى جانب أعلام المستقبل والكتائب والاحرار...
ـ شكّل جمهور تيار المستقبل عصب الحضور الجماهيري، يليه الحضور القواتي ثم الكتائبي.
ـ بدا أن عكار والبقاع الأوسط كانا «الرافعة الشعبية» لتيار المستقبل، بينما اتسمت مشاركة صيدا وبيروت وطرابلس بالتواضع والبرودة.
الحريري
وكان الحريري قد توجه الى الجمهور المحتشد بسؤاله: هل تقبلون بوصاية السلاح وأن يكون بأيدي أحد غير الدولة؟ هل تقبلون بتشكيل حكومة تأتي بها وصاية السلاح، لتكرس وصاية السلاح على حياتنا الوطنية وتكون مهمـتها إلغاء علاقة لبنان بالمحكمة الدولية ومحاولة شطب المحكمة الدولية من الوجود؟ حكومة توقـف التمويل عن المحكمة الدولية؟ أن يستلم قرار لبنان الحر السيد المستقل أحد غير الدولة اللبنانية؟
وتابع الحريري: المستحيل أن يبقى السلاح لعبة ترُمى على أولادنا لتنفجر في وجوههم. المستحيل أن يبقى السلاح مرفوعا في وجه إرادة الشعب الديموقراطية وفي وجه الحق وفي وجه الحقيقة. المستحيل أن يبقى شخص واحد 20 سنة في الموقع نفسه بالسلطة، ويعطينا دروسا في تداول السلطة، فقط لأنه، كلما فكّر شخص بأن يترشح ضده، يخرج السلاح إلى الشوارع وعلى السطوح. المستحيل أن يقف أمامكم نائب ويتعهد لكم بأن يدافع عن المحكمة وعن الطائف وعن الديموقراطية وأن ينقل صوتكم بأمانة، ثم يقول إنه أجبر على عمل العكس تماماً، لأنه جاء من قال له عكس ذلك، السلاح سيأكل البلد، ويأكل أولاده وأولادكم.
ومع طي صفحة تجمع 13 آذار، يُتوقع ان تكتسب مساعي الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لتأليف الحكومة زخما قويا، ربما يفضي الى الانتهاء من تشكيلها هذا الاسبوع، علما ان زوار الرئيس نبيه بري نقلوا عنه ليل أمس، ان افضل رد على ضجيج 14 آذار يكمن في الاسراع في تشكيل الحكومة، مشيرا الى انه لم يعد يوجد أي مبرر لتأجيل التأليف، مشددا على ضرورة تكثيف الجهود خلال الايام القليلة المقبلة لإنجاز هذه المهمة بأسرع وقت ممكن.
وبينما اكتفى بري بالقول لـ«السفير» ان «لا تعليق» على مهرجان قوى 14 آذار، رأى الرئيس ميقاتي أن بعض الكلام الذي ورد «يستدرج الفتنة»، معتبرا ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري «لم يكن ليقبل» بعض ما قيل قرب ضريحه.
وردا على سؤال من زواره، أمس، عن تعليقه على مهرجان 14 آذار، قال ميقاتي: «رحم الله الشهيد رفيق الحريري لأنه لم يكن ليقبل بعض الكلام الذي يستدرج الفتنة قرب ضريحه. اليوم نتأكد، أكثر من أي وقت مضى، أنه شهيد وحدة لبنان».
تجمع ساحة الشهداء
ومع انفضاض المتجمعين في ساحة الشهداء، أمكن تسجيل الملاحظات الآتية على مستوى المضمون:
ـ لم يقدم الخطباء العشرة (بعدما شطب اسم مروان حمادة في اللحظة الأخيرة) أي جديد، بالمقارنة مع الضخ السياسي والاعلامي خلال الاسابيع الماضية، وكانت الكلمات متشابهة، وأحيانا مملة، وبالتالي كان بالامكان اختصارها بكلمة واحدة، من دون الشعور بأي فارق جوهري.
ـ أراد الرئيس سعد الحريري أن يعطي من خلال خلع سترته وربطة العنق قوة دفع للمهرجان، فإذا بهذه «الفقرة الاستعراضية» ـ المقتبسة من «هوليوود السياسية»ـ تعطي مفعولا عكسيا وتقلب السحر على الساحر، كونها خطفت الاضواء من الجوهر السياسي للحدث، وتحولت الى مادة للتندر في الاوساط الشعبية والسياسية والاعلامية.
ـ لم يقدم خطاب الحريري جوابا على سؤال اليوم التالي المركزي حول كيفية تطبيق شعار إسقاط سلاح المقاومة، ولم يشرح كيف أن تنفيذه ليس «مستحيلا»، كما قال، فبقي يدور حول نفسه في اجترار لمجموع الخطابات التي ألقاها منذ ان قرر خوض معركة مكشوفة ضد سلاح حزب الله، هي الوجه الآخر لمعركته ضد الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وحكومته المرتقبة، حتى أن إعلامه سأل بعد انتهاء المناسبة، كيف يمكن لميقاتي أن يشكل حكومة اللون الأسود الواحد بعد مهرجان 13 آذار؟
ـ أطلق الحريري وحلفاؤه رصاصة الرحمة على هيئة الحوار الوطني بعدما حولوا سلاح المقاومة إلى مادة للسجال والـ«هايد بارك» في الشارع، خارج طاولة النقاش الرصين والمسؤول حول الاستراتيجية الدفاعية.
ـ أخفقت قوى 14 آذار في تعويض انسحاب النائب وليد جنبلاط من صفوفها، فغابت كلمة النائب مروان حمادة الذي يبدو أنه آثر عدم الذهاب حتى النهاية في استفزاز «رفيق الدرب» السابق، فيما انحصر الحضور الدرزي ببعض الوفود الرمزية التي ظلت حريصة في الوقت ذاته على عدم التنكر لعواطفها حيال زعيم المختارة.
ـ فشل المنظمون في إيجاد ولو «ورقة توت» شيعية تغطي «النقص الميثاقي» في خارطة 14 آذار، وبدا أن اختيار عضو تيار المستقبل ومستشار رئيسه، النائب غازي يوسف لإلقاء الكلمة الشيعية قد ساهم في تعميق الفراغ بدل الحد منه.
ـ للمرة الأولى منذ سبع سنوات، يتم التعرض مباشرة للرئيس نبيه بري، من قبل سعد الحريري، بعدما كان يجري تحييده عن حزب الله، وذلك ترجمة لقرار مركزي بعدم المهادنة معه بعد الآن.
ـ استحضر تيار المستقبل صورة كبيرة للملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز وعلما سعوديا كبيرا على المنصة المركزية، في محاولة للإيحاء بأن هناك تغطية سعودية لحملة الحريري على حزب الله والرئيس نجيب ميقاتي، غداة بيان مجلس التعاون الخليجي الداعم لميقاتي.
ـ سجل للمرة الأولى غياب قوى سنية شاركت في السنوات السابقة، وأبرزها «الجماعة الاسلامية» وجمهور الرئيس ميقاتي والوزير محمد الصفدي، فضلا عن بعض المجموعات السلفية التي رفضت الانخراط في معركة السلاح.
ـ غابت سوريا عن نصوص معظم الخطباء، التزاما بقرار سعد الحريري وإن جرى التلميح اليها بين السطور، كما تقلص حضور المحكمة الدولية الى حدوده الدنيا وجرى المرور عليها مرور الكرام.
أما في الشكل، فقد سجلت الملاحظات الآتية:
ـ التقت تقديرات وكالات الأنباء الأجنبية والمصادر الأمنية الرسمية على تقدير عدد المشاركين بعشرات الآلاف (تراوح الرقم بين 60 و70ألفا)، وإذا كان الرقم سيظل إلى حين مادة للنقاش والاجتهاد كما هي الحال في كل مناسبة من هذا النوع، إلا أن الأكيد هو أن حشد الأمس يظل بعيدا جدا، وبعدد من الأصفار، عن العدد الذي سجل في الطبعة الاولى لـ14 آذار عام 2005.
ـ حاول «فرع المعلومات» تثبيت رقم 800 ألف مشارك فيما قرر الجيش اللبناني الذي امتلكت قيادته رقما دقيقا جوا وأرضا، عدم الدخول في لعبة الأرقام.
ـ حضرت الاعلام الحزبية بفعالية، على الرغم من التشديد على وجوب الالتزام برفع العلم اللبناني فقط، وكان لافتا للانتباه ان أعلام القوات اللبنانية ولاسيما تلك التي ترمز الى «قوة الصدم» الشهيرة حضرت بقوة، الى جانب أعلام المستقبل والكتائب والاحرار...
ـ شكّل جمهور تيار المستقبل عصب الحضور الجماهيري، يليه الحضور القواتي ثم الكتائبي.
ـ بدا أن عكار والبقاع الأوسط كانا «الرافعة الشعبية» لتيار المستقبل، بينما اتسمت مشاركة صيدا وبيروت وطرابلس بالتواضع والبرودة.
الحريري
وكان الحريري قد توجه الى الجمهور المحتشد بسؤاله: هل تقبلون بوصاية السلاح وأن يكون بأيدي أحد غير الدولة؟ هل تقبلون بتشكيل حكومة تأتي بها وصاية السلاح، لتكرس وصاية السلاح على حياتنا الوطنية وتكون مهمـتها إلغاء علاقة لبنان بالمحكمة الدولية ومحاولة شطب المحكمة الدولية من الوجود؟ حكومة توقـف التمويل عن المحكمة الدولية؟ أن يستلم قرار لبنان الحر السيد المستقل أحد غير الدولة اللبنانية؟
وتابع الحريري: المستحيل أن يبقى السلاح لعبة ترُمى على أولادنا لتنفجر في وجوههم. المستحيل أن يبقى السلاح مرفوعا في وجه إرادة الشعب الديموقراطية وفي وجه الحق وفي وجه الحقيقة. المستحيل أن يبقى شخص واحد 20 سنة في الموقع نفسه بالسلطة، ويعطينا دروسا في تداول السلطة، فقط لأنه، كلما فكّر شخص بأن يترشح ضده، يخرج السلاح إلى الشوارع وعلى السطوح. المستحيل أن يقف أمامكم نائب ويتعهد لكم بأن يدافع عن المحكمة وعن الطائف وعن الديموقراطية وأن ينقل صوتكم بأمانة، ثم يقول إنه أجبر على عمل العكس تماماً، لأنه جاء من قال له عكس ذلك، السلاح سيأكل البلد، ويأكل أولاده وأولادكم.