كنت أتصفح في الشبكة العنكبوتية وإذا بي أجد مقطع فيديو من خطبة للشيخ القرضاوي وموقفه من ثورة البحرين واستبشرت خيراً به لِما أعرفه عن الشيخ و مواقفه المعتدلة
وإن كنت أعتبره من شيوخ البلاط.
ولو كان عنوان الفيديو للعريفي أو العرعور لما كلفت نفسي عناء فتح الفيديو وأضعت وقتي في مشاهدته ولكن كما قلت أن الشيخ القرضاوي كان من المحسوبين على المعتدلين بل وأصبح اليوم من المحسوبين على الثوار خصوصا عندما ركب موجة ثوار مصر حتى وصل إلى مصر ليدخلها دخول الفاتحين ويُستقبَل استقبال المنتصرين
وبعد أن شاهدت الفيديو للشيخ القرضاوي وهو يتحدث عن طائفية ثورة البحرين،وأن الذين خرجوا هم طائفيين بدليل أنه لم يخرج معهم أي من الطوائف الأخرى
كدت أتقيأ من طائفية من يستنكر الطائفية ويوصم شعب مقلوب على أمره بها ويتحدث بكل ثقة وكأنه يعتز ببديهة أجابته عمن سألوه عن ثورة البحرين ولكنه لم يكلف نفسه عناء سؤال نفسه هو قبل أن يسألوه
وهنا أطرح عليك يا شيخنا تساؤلات كان من المفروض عليك أن تسأل نفسك بها قبل أن تجيبهم بل وأجيبك على بعضها فربما تكون إجاباتي شافية لك لتعيد حساباتك من جديد
ألم تسأل نفسك يا شيخ: لماذا ثورة البحرين طائفية؟ ـ كما تعتقد ـ لماذا خرج الشيعة فقط ؟ ألا يكون هذا السبب , ليس لأنهم طائفيين بل من خرجوا عليه هو الطائفي لأنه وطوال حكمه عليهم عاملهم بطائفية وتهميش وعنصرية وإن لم يخرج معهم أحد من الطائفة الأخرى ذلك لأن غالبيتهم من المنتفعين خصوصا أن من يحكمهم من طائفتهم وهو لم يقصر معهم على حساب إخوتهم في الوطن من الطائفة الأخرى وليس حبا في طائفته طبعا بل لمصلحة يقتضيها الكرسي بل وربما لأن منهم ـ الإخوة السنة ـ طائفي ورفض يخرج مع الشيعة لأنهم ليسوا من طائفته حتى لو لم يكن من المنتفعين ومن المهمشين والذين لا ننكر وجودهم في البحرين وإن كانوا أقليه لأنه وحسب علمي وعلم الجميع أن هؤلاء الذين خرجوا لم يمنعوا أي طائفة من مشاركتهم في ثورتهم ـ إلا إذا كان لديك ما يثبت ـ أن هناك سني خرج معهم وطردوه من دوار اللؤلؤة بل لدي ما يثبت أن هناك من خرج معهم من الطائفة الأخرى بل واستقبلهم الثوار استقبال القادة الثوار رغم أن بعضهم من عامة الثوار
ولم يمضِ شهر حتى تخرج لنا وفي جمعة أخرى لتخطب في الجموع وتعلن موقفك ووقفتك مع احتجاجات سوريا وتتهم بشار الأسد أنه أسير طائفته أي أنك اعترفت بأن من خرج عليه هم السنة بما أنه أسير طائفته ـ كما قلت ـ وطبعا لا أحتاج لأثبت أن من خرج هم السنة وهذا طبعا لا ينقص من خروجهم إذا كانت مطالبهم شرعية حتى لو كانوا من طائفة واحدة فقد يكون سبب خروجهم هو تهميشهم بسبب طائفتهم كما حدث في البحرين فلن نتهمهم بالطائفية كما اتهمت ـ أنت ـ شيعة البحرين بالطائفية لمجرد خروجهم للمطالبة بحقوقهم
انظر يا شيخنا إلى تناقضك في كلا الخطبتين ففي الخطبة الأولى : اتهمت محتجِ البحرين بالطائفية لأن من خرج على الحاكم من طائفة واحدة كما ـ ادعيت ـ رغم أن هذه الطائفة هي الأغلبية في البحرين
وفي الخطبة الثانية : وقفت مع محتجِ سوريا واتهمت النظام بالطائفية وأن زعيم هذا النظام أسير لطائفته العلوية وأن من حق محتجِ سوريا السنة ـ وهم كذلك أغلبية ـ الخروج على الحاكم لكي يطالبوا بحقوقهم التي سلبت بسبب أن زعيمهم أسير طائفته التي أغلبية الشعب ليسوا منها
ألم يخطر في بالك عزيزنا الشيخ ولو للحظه أن ملك البحرين هو كذلك قد يكون أسير لكرسيه ولن أقول لطائفته الكريمة وأن من خروج شيعة البحرين هو نفس سبب خروج سنة سوريا وهو التمييز ضدهم بل ونفس سبب خروج شعب تونس ومصر وليبيا واليمن وهو الحرية فلا إسرائيل لها شأن كما يدعي بشار الأسد ولا القاعدة لها شأن كما يدعي معمر القذافي وعلي عبدالله صالح وادعى من قبلهم زين العابدين ولا الغرب له شأن كما يدعي حسني مبارك ولا إيران لها شأن كما يدعي حمد آل خليفة
يا شيخنا الجليل قد يكون بشار الأسد أسير كرسيه وليس طائفته وقد يكون حمد آل خليفة أسير كرسيه فالحكام العرب لا يهمها طائفتها بقدر ما يهمها كراسيها ولكن لا تكون أنت أسير طائفيتك لأن الطائفية أدهى وأمر على النفس من التمسك بالكرسي وأن يكون الشيخ ظالم أدهى وأمر من أن يكون حاكما ظالما فلا تظلم شعبا ظلمه حكامه وتتهمه بالطائفية لمجرد أنك لا تنظر إلا بمنظار طائفي
بقلم: مرتضى علي
الأحســــــــاء