التقى رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون، صباح اليوم في دارته في الرابية، رئيس "حزب الحوار الوطني" فؤاد مخزومي الذي صرح على الأثر: "لقاؤنا مع العماد عون توقف عند جولة الأفق التي قمت بها في اوروبا والخليج. النظرة هناك ليست بجيدة، اذ ان هناك تساؤلات كثيرة عن الامن، خطف الاجانب، تشكيل الحكومة، تحذير الرعايا الاجانب من السفر الى لبنان. وكل هذه الافكار لها مردود سلبي على لبنان. واذا لم نشكل حكومة في أسرع وقت لتخفيف الشك في لبنان فأعتقد ان المواطن هو الذي سيتضرر. نتمنى ان يسرع الرئيس المكلف في تشكيل الحكومة".
أضاف: "دائما كنا نقول ان الاكثرية أتت بالرئيس ميقاتي ب 68 صوتا وهو من خط معين ورفض ما كان موجودا في الماضي، أليس هذا هو الاتفاق الذي حصل مع الرئيس ميقاتي؟ ألم يكن الاتفاق واضحا او كان واضحا ثم ضغط عليه الخارج لاعادة التفكير في هذا الموضوع؟ هذا سؤال يجب ان يسأل عنه الرئيس المكلف. هناك علامة استفهام حول الموضوع الذي يراهن عليه الرئيس ميقاتي والذي سيغير المعطيات. من هنا نقول ان كان للرئيس ميقاتي فرصة ليكون رجل دولة بكل معنى كلمة. كان لديه 68 صوتا أي بفرق أصوات عن التكليف السابق للرئيس الحريري. وهذا يفسر ان الرئيس ميقاتي يحظى بدعم كبير. ما نخشاه ان نعود الى التمترس الطائفي وهذا سبب ليس لمصلحة لبنان ولا لمصلحة اهل بيروت. فبيروت كانت دائما خط المواجهة لكل المشاكل التي كانت تحصل في المنطقة".
سئل: يقول الرئيس ميقاتي انه ليس مجبرا بوقت وسيعطي نفسه وقتا ليؤلف حكومة ترضي كل الافرقاء، أليست هناك مشكلة في دستور الطائف؟
اجاب: "هناك ثغر كثيرة في الطائف وهذه اهمها. ليست هناك آلية دستورية لحل مجلس النواب اذا كان هناك جمود، والنقطة الثانية انه ليس في المقدور سحب التكليف من الرئيس المكلف اذا لم يستطع تأليف الحكومة. نتمنى على الرئيس ميقاتي الا يأخذ وقتا اكثر في تشكيلها، لان حكوماتنا تأخذ وقتا للتشكيل ثم يغيرونها وهي لا تستطيع ان تنفذ برنامجها. لا اعرف على ماذا يراهن الرئيس ميقاتي. هناك قوى أعطت ثقتها ولغاية اليوم هناك تراجع عما اتفق عليه. هو يعتبر نفسه انه الرئيس المكلف الذي جاء بعد اتفاق الدوحة. في الدوحة كانت هناك اتفاقات على شكل الحكومة. اليوم هناك تغيير. على ماذا يراهن الرئيس ميقاتي؟ لا نعرف. نعرف انه يجب ان يسرع في التأليف. هناك صورة في الخارج ان اكثرية ال 68 صوتا لا تستطيع ان تشكل حكومة. هل هذه مناورة لاظهار ان 14 آذار فقط تستطيع ان تشكل حكومة؟ هذه الاسئلة يجب ان يجيب عنها الرئيس ميقاتي".
سئل: الرئيس ميقاتي اليوم أعلن انتماءه الواضح واراد اخذ رضى الطائفة السنية التي ينتمي اليها. فلماذا اليوم لا يريد الاعتراف بأن العماد ميشال عون لديه اكبر تكتل في الطائفة المسيحية وهو يطالب بالحقوق لهذه الطائفة ولكتلته؟
أجاب: "الموضوع اكبر من هذا. فإذا أردنا دائما العودة الى الطائفية فلن نستطيع بناء بلد. الرئيس الحريري جاء رئيسا للحكومة بطريقة ديموقراطية دستورية برلمانية وكان مقبولا. الاشخاص اليوم غيروا رأيهم لأنهم رأوا انهم يجب ان يتخذوا خط تموضع جديدا مثل: النائب وليد جنبلاط، نقولا فتوش، محمد الصفدي. هؤلاء رأوا ان وضع البلد يلزمه هذا الخط. لا يستطيع اليوم ان يقول الرئيس ميقاتي سأتمترس وراء السنة. الطائف يفرض الحكم من مجلس الوزراء مجتمعا. صحيح يجب ان يكون الفريق متجانسا ولكن، في النهاية، الرئيس ميقاتي يمون على نائب واحد من اصل 128 هو احمد كرامي.
لا تستطيع ان تقول لرئيس "تكتل التغيير والاصلاح" الذي تشكل اصواته 50 في المئة ممن كلفوك، إنك أنت من يشكل الحكومة وانت من يختار او ان هناك اكثرية جديدة تتعامل معها سياسيا او انك تقدم استقالتك وتقول انك لا تستطيع تشكيل الحكومة. والاكثرية ستجد من يشكل الحكومة".
سئل: هل الضغوط الخارجية أقوى من الضغوط الداخلية؟
اجاب: "في لبنان دائما نبرر فشلنا بالقول ان هناك ضغوطا خارجية، دائما ننظر الى ما يحصل في الخارج. هناك خطان واضحان في لبنان: الاول هو النظام الشرق الاوسطي الجديد الذي يوافق عليه فريق المعارضة الحالية اليوم، والثاني رفض فرض وضع سياسي. الاكثرية اليوم ترفض سايكس - بيكو جديدا على المنطقة والتغيير بطريقة غير ديموقراطية. هناك أشخاص يريدون اعادة لبنان الى طريقة عمل عامي 2000 و 2005. من هنا أتمنى على الرئيس ميقاتي ان يخرج من عملية التمترس السني الذي يتلطى وراءها ويمشي في تأليف الحكومة التي ندعمه بها. ولكن اذا اردنا ان نتخبئ وراء النظام الطائفي فلن نستطيع الخروج بشكل جيد من معظم الفشل في لبنان واهدار المال العام، لاننا اختبأنا وراء الطائفية. فتحت ستار الطائفية يجب الا نطرح الأسئلة".