الجزيرة منظومة للأصولية المتصهينة وأداتها الرافعة لتقسيم بلاد الشام وتحويل إسرائيل إلى واقع حقيقي
قدر سورية أن تكون وطن الإنسانية
علينا أن نعترف وبكل موضوعية –وإن كنا نكرر- بأنه إذا كانت إسرائيل (كمشروع استيطاني عنصري يخدم وعلى خطين متوازيين المصالح الغربية الاستعمارية الأورو/أمريكية من جهة
ومشروعه الصهيوني بخصوصيته التوراتية المزيفة من جهة أخرى) قد تلقت ضربات موجعة من المقاومة العربية في لبنان وفلسطين والمدعومة من سوريا الراعي والداعم لها والمدافع عن الحق العربي بشكل عام ليتقوقع الحلم الصهيوني على أرض فلسطين. إلا أن المنظمة الصهيونية العالمية (والتي هي مصدر القوة الكامل وعلى كافة المستويات للكيان الإسرائيلي) تحقق إنجازات كبيرة ومتعددة في مجال سيطرتها شبه التامة على مفاعيل القرار الغربي الأورو/أمريكي حتى استطاعت، من خلال استغلال نفوذه المتمادي بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، استباحة مساحة شاسعة من القرار السياسي العالمي. وإذا كانت إحدى مقالاتنا (هما خندقان لا ثالث لهما) ربما ظن الكثيرون بأنها شعارات تملق وحماس إلا أن الأحداث الأخيرة في سوريا قد أكدت وإلى حد كبير وبشكل صارخ وقاس مفصلية الصراع وطبيعته.
فما حصل في سوريا في الأيام الماضية كان خطيراً جداً على مستوى مشروعه أكثر بكثير مما كان عليه على مستوى أحداثه، خاصة وأنه لم يحصل نتيجة التأثر بالمحيط وأحداثه (وليس في ذلك إنكار للتفاعل) بل كان نتيجة مخطط مدروس استفاد من المحيط لتحقيق أو تبرير غاياته...
ومن يعد إلى الرسائل الهاتفية مشبوهة المصدر والتي كانت تتوالى على (الجزيرة المباشر) وقبل شهر أو أكثر يدرك مدى المخطط وطبيعته والذي كان وما زال لا يستهدف النظام بعينه بل يستهدف الوطن بطبيعته الفسيفسائية والمخالفة للمشروع الأصولي الصهيوني بتفرعاته.
ولنكون أكثر وضوحاً فإننا نستطيع أن نؤكد بأنه إذا كانت المؤامرات السابقة على سوريا (منذ أحداث الثمانينات الداخلية نهاية القرن الماضي إلى حرب لبنان الطائفية إلى غزو لبنان والحصار الاقتصادي والسياسي الذي طبق على سوريا وخذلان منظومة أوسلو منذ بداية الثمانينات لاستراتيجية المواجهة العربية مع إسرائيل تماهياً مع عصر معاهدة كامب ديفيد إلى اتفاقية أوسلو بكل أبعادها الكارثية إلى اغتيال رفيق الحريري وما تبعه من نهج دولي عربي تسووي متشابك في عدائه وحربه على سوريا إلخ...) كانت تشكل خطراً محدقاً على الوطن إلا أن المراد اليوم ليس القضاء على النظام ولا حتى منظومة الوطن السياسية بل القضاء على الوطن بأكمله لأن المشروع الاستعماري الغربي الأورو/أمريكي والمشروع الصهيوني والأنظمة العربية التسووية أو ما بقي منها لم تعد تحتمل سوريا الممانعة وكل تفصيلات المقاومة. وإذا كانت تجليات الأحداث قد برزت على مستويات ثلاث كان غايتها في الأولى تحطيم علاقة الثقة بين الشعب والنظام وقد فشلت وبسرعة وتم التأكيد على متانة هذه العلاقة في المسيرات الشعبية الحاشدة متوجة -بخطاب الرئيس بشار الأسد- الانتصار على هذه المحاولة. فإن المشهد الثاني لم يكن هو الآخر سعيد الحظ عندما هزم التلاحم الشعبي محاولات بث التفرقة بين أبنائه تحت عناوين فتنوية مفضوحة وتحولت صلوات الجمعة إلى منابر للوحدة على عكس ما اشتهى المخططون. والذين كان لابد لهم من الانتقال إلى المستوى الثالث من المؤامرة وهو اللجوء إلى الخلايا الإجرامية المستيقظة منها والنائمة لنشر أعمال التخريب والتدمير على أوسع مساحة ممكنة وهذه الخلايا التي منشأها وأغلب أدواتها غير سوري كان لها أدوار في المستويين الأول والثاني على كل حال وكان انتقالها إلى المستوى الثالث أمر غير محبب لأصحابه لأنهم يعرفون أنه يمثل انتحاراً لهم على كل حال.
وإذا كان السيد الرئيس بشار الأسد قد أوضح في خطابه للشعب وعبر مجلسه التشريعي بأن المؤامرة ستستمر وبوسائل مختلفة ومتعددة فإنه بذلك يؤكد لنا ويحدد لنا طبيعة المسؤولية الملقاة على الجميع لمواجهتها وحماية سوريا من تبعاتها الكارثية لا سمح الله.
وإذا عدنا الآن إلى الفكر السياسي فإننا لابد أن نستذكر بأن الأصولية بحد ذاتها كمصطلح روحي وسياسي إنما هي ذات منبع يهودي/صهيوني مستلهمة من أفكاره العنصرية والتي أسس لها في العقيدة الصهيونية بعد السبي البابلي.
ولهذا فإننا نجزم بالمقابل بأن الأصولية كمصطلح وكفكر أمر غير وارد لافي المسيحية دين المحبة الشاملة ولا في الإسلام دين التسامح بعمومية وخصوصية هذا المعنى.
إلا أن الصهيونية والتي أعيد استنساخها في دوائر القرار الصهيوني الغربي والدوائر الاستعمارية الغربية استطاعت أن تخرج علينا وبعد عناء بأصوليتين جديدتين هما الأصولية المسيحية والأصولية الإسلامية.
وهما في الحقيقة نسختان (وعلى مبدأ احذروا التقليد) أكثر رداءة وبشاعة وفظاعة خاصة وأنهما تعملان تحت سقف الأولى (الصهيونية) ولخدمتها ولا غير.
وإذا كانت الصهيونية المسيحية (كالمحافظين الجدد في الولايات المتحدة) قد قدمت ومازالت خدمات جليلة للصهيونية العالمية وكيانها الإسرائيلي بحيث أصبحت شريكاً واضحاً وكعامل تهديد ليس للشعب الفلسطيني وقضيته والأمة العربية وأمنها وحقوقها بل ولمصالح الشعب الأمريكي على المستوى القريب والبعيد، بل وعلى مستوى السلام العالمي بشكل كنا وما زلنا نتلمس مؤشراته المفجعة.
فلا بد لنا أن نتحدث عن أصوليتنا الإسلامية (ولا فخر) والتي تجلت نتائج خيباتها منذ أن أعلنت عن نفسها وبوقاحة بعد سقوط أنظمة التسوية في مستنقعات كامب ديفيد وأوسلو بحيث بدأت تنسحب تأثيراتها على الأمن العربي وعلى الثوابت العربية وعلى الوجدان العربي بقيادة أنظمة الملوك والأمراء والمشايخ الذين يتآمرون على عروبتهم وعلى شعوبهم وعلى قضايا أمتهم بل وحتى على مصالحهم دون واعز ولا ضمير وبجهالة تدعو إلى الشفقة أحياناً وهم لا يستحقونها حتماً.
إن الأصولية الإسلامية هي إحدى القوى الأساسية، والتي تتجسد في الصف الأول بأنظمة ملوكية وإمارتية ومشيخية خليجية، معادية للتوجهات والمصالح العربية النضالية ومن خلال التحريض الطائفي والمذهبي والإثني إنما تعمل وبكل وضوح وتحت عناوين طروحاتها إلى تحقيق سايكس-بيكو جديد يتجاوز سلفه الذي عمل على تقسيم بلاد الشام إلى كيانات سياسية بتجزئتها هذه المرة إلى كيانات مقسمة على أسس طائفية ومذهبية لتحقيق هيمنة الأصولية الصهيونية اليهودية على المنطقة وعلى مقدرات صغارها وهم يعيشون في أشباه الأوطان.
وهذا هو سر الحرب على سوريا... سوريا الوطن الأنموذج برموزه السياسية والروحية والاجتماعية ذات الفسيفساء المتنوعة والتي يتشابك ملاط تنوعاتها بصلابة عجيبة تحقق هذا التماسك الوطني شديد المنعة والحصانة.
وهذا النموذج بطبيعته وفاعليته هو النموذج المخالف والمناقض للأنموذج الأصولي الصهيوني ومن هنا نستطيع مثلاً أن نفهم ونفسر تلك الحملة الضارية التي خاضتها (قناة الجزيرة) وقبل أكثر من شهر من الأحداث على سوريا مع أن أي مراقب يستطيع إن تحلى بالموضوعية والشفافية أن يكشف حتى في حيادية هذه القناة أو مدحها لسوريا (سم العدوانية) والذي لم يخف نفسه وإن من باب المجاملة. ونحن نتحدث طبعاً هنا عن المؤسسة وليس عن أشخاص أو أفراد أياً كانت توجهاتهم. وهذه القناة (أي الجزيرة) تختلف عن كل الأخريات والتي خاضت بمختلف اتجاهاتها وتوجهاتها المعادية هذه الحرب الشرسة وغير المسبوقة من حيث المضمون العدائي ومن حيث التضليل. لأن الجزيرة هي منظومة (بنيوياً وعملياتياً) وأداة للأصولية الإسلامية المتصهينة وأداتها الرافعة لتحقيق الأنموذج التقسيمي للبنية العربية وخاصة بلاد الشام ولتحويل إسرائيل إلى واقع حقيقي ودائم بل ومهيمن أيضاً.
وإذا كنا نعترف بأن هذه القناة قد حققت نجاحات جمة وانتشاراً واسعاً وسيطرة ونفوذاً لا مثيل له على مستوى البيت العربي بمؤسساته وافراده من خلال الاستفادة المطلقة من الدعم المالي الكبير إلى درجة الشبهة ومن خلال الإمكانات المهنية عالية المستوى والأداء الفني المميز ومن خلال اللعب على وتر الحرية وشغف الفرد العربي به في مواجهته لكل أساليب القمع وأدواتها إلا أنها لم تستطع أن تختبئ مع ذلك وفي كثير من المفاصل تحت هذه المظلة المبهرة حتى وصلت اليوم في أدائها الموجه عدائياً لكل ما هو قومي عربي ولكل ما هو مقاوم للصهيونية ولكل ما هو متسامح طائفياً ومذهبياً، تحت عباءة العداء ضد الوطن والشعب في سوريا إلى مرحلة الفضيحة بكل فظاظتها ووقاحتها وعهرها السياسي والأخلاقي. (على مستوى الأداء الإعلامي طبعاً وهو المقصود). وذلك بجملة معطيات نذكر منها:
- فهي أولاً تسمح لنفسها بالتدخل بالخبر والتحليل في كل شاردة وواردة عالمية عموماً وعربية خصوصاً على مستوى الدول والمؤسسات وحتى أصغر منظمة مجتمع مدني إلا أنها تتغافل وبكل سذاجة حمقاء عن إمارة قطر وكأن هذه الأخيرة خارج العرف الإخباري وخارج التعاطي وقد وصلت إلى مرحلة القداسة التي لا يجوز تناول إلا إنجازاتها مع أن (...!!؟؟)
هذا التعتيم يمس الحياة العامة في الخليج العربي حيث حكم الملوك والأمراء والمشايخ قائم وانتشار السلفية الأصولية قائم وعدمية الحياة الدستورية قائمة وغياب الاحزاب قائم وحتى المظاهرات يُفتى بحرمانيتها. أما المواقف من الثورات في اليمن وليبيا وتونس ومصر فيجهر به وقتل المتظاهرين في البحرين يُعتم عليه وحتى إن ما يحصل فيها لا يعتبر ثورة وكان ذلك واضحاً ووقحاً في أحد البرامج حيث ذكر عن الثورة؟ في سوريا وغُيبت البحرين وشارك فيها للأسف مفكر يدعى أنه قومي عربي...
- ثانياً إن هذه القناة والتي ولدت (قيصرياً) مع بداية الانحراف العربي على مستوى السياسة والثقافة وعلى مستوى أنظمة ومؤسسات عن التعامل العلمي والموضوعي والنضالي الصحيح مع طبيعة الصراع العربي الصهيوني وثوابت الأمة لعربية ومصالحها وحقوقها، ولم تستطع إلا أن تكون المسوّق الفعال إعلامياً وبكل حرفية وخبث للعلاقة الطبيعية المفترضة وتحت مظلة التسوية مع الآخر (إسرائيل) لتساهم وبكل (إخلاص؟؟) في تمرير التسوية سياسياً وأخلاقياً ووجدانياً في شرايين الإنسان العربي شاء أم أبى.
- إن هذه القناة في بنيتها (الأغلبية وليست المطلقة طبعاً) وفي نسقها الفكري هي قناة الأصولية المتصهينة وعلى توجه مذهبي لا تخجل بإعلانه عدا عن تسويقه منطلقة من جغرافية وجودها حيث أنظمة الملوك والأمراء والشيوخ تستتر بالإسلام (وهو براء) لتمارس في الحقيقة سياسة الضفة الأخرى والتي تغرق مع تواليات الزمن في مستنقع الصهيونية وتحت عناوين وأساليب متعددة. ولهذا فإن العداء الذي ناصبته وتناصبه قناة الجزيرة لسوريا وطناً قبل نظام لم تستطع كل وسائل التجميل أن تستره خاصة وأن رائحة عفنه تنتشر من مسام مؤسساتها وأفرادها. وهذا العداء لا يستغل الأحداث والمواقع فقط بل هو يعلن عن نفسه كلما استطاع وحيث أسعفته القدرة حتى وإن ظهرت على أشكال هفوات شخصية كما حصل مع الإعلامي (أحمد منصور) عند إساءته في أحد برامجه للشعب السوري بأكمله (وإن كان قد اعتذر فهو بذلك إنما خالف انسجامه مع ذاته) لأنه في الحقيقة هو ممن يمثلون ودون حياء صورة مخالفة للوحدة الوطنية في سوريا وهي تخترق حواجز الإثنية والطائفية والمذهبية لتجبل سجاياها في لبنة وطنية واحدة.
وإذا كانت الجزيرة قد استغلت دورها الإيجابي في أحداث تونس ومصر (وعلى مبدأ اعتماد المصداقية في معارك لا تُسأل عنها) لتجيّره في هجمتها الشرسة على سوريا ابتداء من نشر وبث الرسائل الهاتفية وقبل شهر أو أكثر من الأحداث؛ هذه الرسائل التي مصدرها ولا شك مؤسسات مشبوهة إنما استفادت من ما سبق (لكسب المصداقية والفاعلية في المعارك التي تُسأل عنها).
وأي احترام وأي أخلاق يمكن أن توصف بها هذه القناة وقد حولت مهمتها المفترضة من جعل هدفها الخبر إلى جعل الخبر في خدمة هدفها؟
فسوريا مهد حضارة الإنسان وعمر نسيجها البشري والثقافي آلاف السنين. وسوريا هي مهد المسيحية المحبة ومعقل دولة الإسلام الأولى وفتوحاتها الروحية والفكرية والأخلاقية وموطن الطوائف والمذاهب والجامعة الرافعة لتشابك التنوع في حضنها الدافئ لا يمكن أن يقبلها أصحاب مدرسة اللون الواحد والذين يقسّمون عباد الهك على أساس نهجهم الأصولي أي الصهيوني بالمحصلة.
أحد المثقفين الأوروبيين وكان مديراً سابقاً لمتحف اللوفر اعترف بأن لكل إنسان وطنان سوريا ووطنه الأصلي وهذا في حقيقة الأمر ما يستثير غضب المنهج الصهيوني وأتباعه من الأصوليين الصهاينة المسلمين والمسيحيين. ولهذا لا بد أن نؤكد لكل من يتآمر على سوريا من بعض هؤلاء السوريين الذين استرخصوا أنفسهم على سلالم الغرب والصهيونية وأزلامهما إنما هم يتآمرون على سوريا وعلى الإنسانية جمعاء. ولا بد هنا ان نؤكد أيضاً بأن كل عربي يتآمر على سوريا إنما يتآمر على وطنه كذلك. فسوريا وطن الإنسانية وكعبة العروبة وحصن الدفاع عن الحق العربي عامة والحق العربي الفلسطيني خاصة ستبقى هدفاً لأعداء الأمة صهاينة واستعماريين غربيين وأزلامهما من الصهاينة الذين يتكلمون العربية وللأسف.
إن ما اقدم عليه (القرضاوي) في دعواته الفتنوية خير مثال على هؤلاء المتصهينين أنظمة و أحزاب ووسائل إعلام وجماعات وأفراد وإن تهجمه على علماء الشام (علماء الإسلام الحق، علماء التسامح والجهاد، علماء العروبة والإنسانية) لخير دليل على مدى حقده وحقد أمثاله على النسيج الوطني السوري بقيمه الإنسانية وثوابته القومية العربية.
ويكفي أن نستذكر خطورة هؤلاء الصهاينة المحسوبين على جلدتنا وللأسف مرة أخرى رغم قلة عددهم فسنسأل المواطن العربي السوري: لو جاءت دعوة الفتنة من مسؤول إسرائيلي لما توقف عندها أحد ويعلم الإسرائيليون حكومة ومؤسسات بأن دعواتهم هذه مآلها سريعاً في سلات النفايات ولكن أمثال القرضاوي سيجدون من يسمعون لهم وهنا يكمن الخطر في أمثال هذا المسترخص وفي أمثال قناة الجزيرة ودعواتها المشبوهة وعدائها الخفي والمستتر لقوى المقاومة العربية في لبنان وفلسطين رغم كل أصناف المكياج المستخدمة ورغم كل محاولات سرقة المجد من أصحابه. فعندما تعجز آلة الصهيونية وتتعرض للضربات المؤلمة ويصبح لزاماً على هؤلاء الصهاينة المتربصين أن يذوبوا في عصير انتصاراتنا ليبثوا سمومهم متى شاءوا.
وإن خير مثال على ما نطرح وهو لا يستحق عناء التفكير لوضوحه إذا عرفنا بأن الجزيرة كوسيلة إعلامية هي منبر (القاعدة) القاعدة ليس كما يطرحونها كتنظيم إرهابي بل كما نعرفه كتنظيم أصولي صهيوني لم يقترب من بعيد أو قريب في عملياته من أي هدف صهيوني بل مهمته الوحيدة كانت تخريب العلاقات الإنسانية الإسلامية/المسيحية على مساحة العالم عامة ومساحة الوطن العربي خاصة.
ولأن سوريا وطن الإنسانية أياً كانت أوطان أفرادها ومركز الحراك العربي المقاوم في ساحة الصراع العربي الصهيوني ومركز الحراك المناهض لكل أشكال العنصرية والاستعمار فإن على الشعب العربي السوري مسؤوليات عظيمة في هذه المرحلة وهو أهل لها.
ولأن الوطن الذي يحمل لواء قضايا الوطن والعروبة والإنسانية هو أكثر الأوطان حاجة للإصلاح والتطور المستمرين وهما من سنة الحياة ومن حتمية فعالية التطور والارتقاء فإننا نتوجه إلى شعبنا العربي السوري و نقول: يا أيها السوريون وأنتم من تتعلم الشعوب منكم، من إنسانيتكم، من تسامحكم، من رحمتكم، من محبتكم المحصنة ببأس الجهاد ضد كل قوى الشر والطغيان نناشدكم أن تحفظوا بوحدتكم وصمودكم ووعيكم سوريا من استهداف الأصوليين الصهاينة ومؤامرات الغرب الأورو/أمريكي فأنتم بذلك تحمون قضية العرب الأولى فلسطين وحقوق ومصالح الأمة العربية والسلام الإنساني بكل شموليته. هي مسؤولية تاريخية ليست مستجدة عليكم فأنتم في نضالكم من أجل الإصلاح وجهادكم من أجل الكرامة تلامسون بكل