وجدد العلامة فضل الله التأكيد، في وقت تتحرّك الدولة لمعالجة الأبنية المخالفة، "أنّنا ضدّ كلّ التعدّيات، ونحن من دعاة حفظ المال العام والملك والشّأن العام، لكن بشرط أن لا يكون في ذلك أبناء ستّ وأبناء جارية، وأن لا يفرّق بين الّذي يحظى بغطاء ومن لا يحظى به، بل أن تكون العدالة للجميع"، كما دعا إلى ضرورة معالجة الواقع الاجتماعيّ الّذي دفع بالكثيرين إلى حالة الفوضى، وإيجاد خطَّةٍ إعماريَّةٍ سكنيَّة، حيث السّكن بات شغل المواطن في هذا البلد، بعد رفع أسعار الشّقق، حتَّى الصّغيرة منها.
وتوجه للمسؤولين بالقول "إنَّ هذا الشَّعب هو جزء من شعب هذه المنطقة، يتأثَّر بكلِّ مجرياتها، فلا تضطرّوه إلى الاندفاع نحو إلغاء كلِّ الواقع، والوقوع بعد ذلك فيما تعاني منه المنطقة، فمسؤوليَّتكم كبيرة، في أن تُشعروا إنسان هذا البلد بالأمان، وحلّ مشاكله في الدَّاخل، وبالقدرة على مواجهة تحدّيات الخارج من خلال حفظ وحدته ومقاومته".
من ناحية اخرى، لفت السيد فضل الله الى ان "الصّورة بدأت تتكشَّف للكثيرين في كلِّ محاولات وضع اليد الأميركيَّة والأوروبيَّة على الثَّورات العفويَّة والتحرّكات السّلميَّة، ضمن خططٍ جديدةٍ ترمي إلى الاستفادة من كلِّ ما يحدث، لفرض شروطٍ سياسيَّةٍ وأمنيَّةٍ على مواقع الممانعة، ضمن ما يطلق عليه الكثيرون "الثَّورة المضادَّة"، أو الانقلاب على الحركة الشَّعبيَّة كلّها، واستثمار نجاحاتها الميدانيّة في سوق السياسة الدّوليَّة الّذي يتاجر فيه الكبار بمصائر الشّعوب ومستقبلها".
ولكنه رأى ان "الشّعوب العربيَّة والإسلاميَّة تظهر المزيد من الوعي وهي تتقدَّم إلى ساحات التَّغيير، لتطلَّ على العالم كلّه من شرفة القضية الفلسطينيَّة التي ينبغي أن تبقى الثورات تحدّق بها ولا تنساها، وهو الأمر الّذي يبرز شيئاً فشيئاً من خلال المشهد المصريّ الّذي تعود فيه مصر إلى دورها الطّليعيّ في الأمّة، بعدما أريد أن تخرج من دائرة الصّراع مع الكيان الصّهيونيّ، وأن تنغلق على نفسها، أو تتحرّك بطريقةٍ تسيء إلى القضيّة الفلسطينيّة، كما حصل من خلال نظام حسني مبارك البائد".
واعتبر ان "التّلويح الصّهيونيّ بمعاقبة الفلسطينيّين، وتهديد رئيس وزراء العدوّ، ودعوته رئيس السّلطة الفلسطينيّة إلى إلغاء اتّفاق المصالحة، يشير إلى الخوف الصّهيونيّ من وحدة الشّعب الفلسطينيّ، ويستدعي عملاً فلسطينيّاً ميدانيّاً يحمي هذا الإنجاز على المستوى اليوميّ، ويحفظ توازن السّاحة كلّها، وخصوصاً عندما يشعر الجميع بأنّ هذه المصالحة تمثّل اللّحمة الفلسطينيّة كلّها، ولا تقتصر على فصيلين فلسطينيّين فقط، على أهميّة هذين الفصيلين وقوّتهما ومكانتهما داخل السّاحة الفلسطينيّة سياسيّاً وتمثيليّاً".
من ناحية اخرى، لفت السيد فضل الله الى ان "الكثيرين في الغرب هلّلوا، وحتماً في الشّرق، لإعلان الإدارة الأميركيّة اغتيالها لزعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، من دون أن يشير هؤلاء إلى مسؤوليّة الإدارات الأميركيّة المتعاقبة عن رعاية الإرهاب والإرهابيّين، وعن البيئة الإرهابيّة التي صنعتها في كلّ هذا النّتاج العنفيّ الّذي طاول المنطقة والعالم في العقدين الأخيرين".