في «معرض بغداد الدولي للكتاب»، الذي اختتم دورته الأولى أمس، بعدما فتح أبوابه للجمهور في 20 نيسان الماضي، سار آلاف العراقيين بين الاجنحة التي عرضت اكثر من 30 الف كتاب، قدمتها 204 دور نشر من حوالى 30 دولة، بينما كان آخرون يسيرون في الشارع المقابل لمكان اقامة المعرض في منطقة المنصور غربي العاصمة، بين جدران اسمنتية لا تزال تقطع اوصال المدينة، ببيوتها وناسها.
ورغم الحالة الامنية التي يبدو انها تستعيد زخمها الدموي يوما بعد يوم في ظل سلسلة اغتيالات عشوائية باسلحة كاتمة للصوت، سجل المعرض، الذي قال المنظمون انه الاول من نوعه منذ العام 1990، حضورا جماهيريا «ممتازا»، وطغت عليه مشاركة اعداد كبيرة من النساء والطلاب.
ويقول محمد سعيد (33 عاما) وهو يشتري كتابا عن الهندسة لـ«السفير» ان «العراق معروف بحبه القراءة، واليوم نحن نحاول ان نستعيد مكانة الكتاب في قلوبنا».
واعتبرت سميرة (25 عاما)، من جهتها، ان الكتاب «قوت العراقيين الذي حرمتنا الحروب منه»، مضيفة «الامن لن يمنعنا عنه، بل ان الحالة الامنية تزيدنا اصرارا على المجيء الى هنا».
وانتشرت الآليات العسكرية حول مكان اقامة المعرض، فيما توزع عناصر من الشرطة والجيش عند المداخل المؤدية اليه، حيث كانوا يفتشون كل زائر، فيما كانت ابواق السيارات المحتشدة في مكان قريب عند اشارة ضوئية لا تعمل بسبب الانقطاع شبه الدائم للكهرباء، تضفي نوعا من الصخب اليومي المستجد في بغداد.
ورفض المنظمون الكشف عن اعداد الكتب التي بيعت في المعرض، الا انهم شددوا على ان المشاركين مقتنعون بجدوى حضور المعرض الذي سيتحول الى «مهرجان ثقافي» سنوي يعقد في الفترة ذاتها من كل عام.
ولم يكتف المعرض ببيع الكتب التي قدمت في معظمها الى الجمهور باسعار رمزية، بل انه شهد تكريم عدد من الكتاب والادباء والمثقفين، وتنظيم مناسبات ادبية هي عبارة عن ندوات قصيرة تختصر الواقع الادبي للعراق.
ووجه بعض الكتاب المشاركين تحية الى شارع المتنبي في بغداد الذي انفجرت فيه سيارة في العام 2007، قبل ان يعاد تأهليه وافتتاحه في العام 2008، آملين ان تستقر الاوضاع الامنية والسياسية في العراق حتى يستعيد موقعه الثقافي التاريخي.
وبحسب احد المنظمين، فان اكثر الكتاب مبيعا كتاب يحمل عنوان «نبذ الطائفية». يذكر انه في يوم اختتام معرض الكتاب، قتل اكثر من 20 عراقيا واصيب العشرات في هجمات متفرقة في البلاد، وقتل عدد ماثل لهم في اليومين السابقين.
