وصلت عبارات الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله الى مسامع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي بصورة جلية، حول استمرار المساعي لتسهيل تشكيل الحكومة، كما وصلت بالقدر ذاته من الوضوح، عباراته عن عدم رغبة الحزب بالضغط على حلفائه أو على أي طرف آخر للمضي في خيارات اخرى غير الخيارات التي تناسب هؤلاء الحلفاء، وهو الامر الذي صعّب ربما مهمة ميقاتي في تدوير الزوايا بالرهان على ضغط كان يتمناه من «حزب الله» على حليفه رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، فعاد الرئيس المكلف الى صمته في انتظار شيء جديد.
لكن الجديد المنتظر لم يأت، فقد تردد ان أحد «الخليلين» كان في لندن لحضور المباراة النهائية لبطولة أوروبا بكرة القدم السبت الماضي، والوزير جبران باسيل المفوض بالتفاوض من جانب «التيار الحر» مع الرئيس المكلف كان ايضا في عاصمة الضباب للغرض ذاته، وهكذا دخلت البلاد مرحلة جديدة من الركود استدعت مبادرة رئيس المجلس نبيه بري لتحريك عمل اللجان النيابية والهيئة العامة للمجلس، لمعالجة الكثير من الملفات العالقة، ما يعني الدخول في مرحلة جديدة من شد الحبال السياسية، ووضع الملف الحكومي بنداً ثانياً إن لم يكن ثالثاً اذا استمرت عاصفة مبنى وزارة الاتصالات في اقتلاع آخر مداميك مؤسسات الدولة، ما دفع مراجع مسؤولة الى القول انه «لو لم يكن في لبنان جيش متماسك وحريص على البلد، لكنا الآن نشهد اقتتالا في الشوارع بين اللبنانيين كما في اليمن».
وثمة سؤال مطروح: إلى متى يستطيع أن يتحمل الجيش هذا الاحتراب السياسي الذي يؤدي إلى توتير أمني يدخل على خطه أكثر من طرف خارجي لتأجيج الصراعات؟ وهل قدر للجيش أن يتصرف دائما بوصفه أم الصبي وأباه وأخاه، وأن يأخذ بصدره كل تبعات المشكلات السياسية.
في غضون ذلك، يبدو أن «حزب الله» الذي سحب يده مؤقتا من الموضوع الحكومي، في حالة انتظار، وتقول أوساطه النيابية إنه بعد كلام السيد نصر الله لا كلام، ولننتظر ما ستحمله الايام، فلا شهية الآن للكلام في الموضوع الحكومي، بعد التطورات الكبيرة التي حدثت في الاسبوع الماضي.
أما الرئيس نجيب ميقاتي فيدرك هذه الحقائق، وثمة من فاتحه بها مؤخرا، وأيقن أن لا جواب شافياً لديه حتى الآن على الاسئلة المطروحة، والذي يعرفه ميقاتي وحده: لماذا يتأخر ميقاتي في إعلان تشكيلته؟ ولماذا ما زال يراهن على المساعي بعدما أيقن ان «حزب الله» لن يضغط على العماد عون؟ بل أكثر من ذلك، جاء من قال له إن سوريا تنصحه بسرعة التشكيل لمعالجة الملفات العالقة بين البلدين وأهمها الآن مشكلات الحدود. وكان ميقاتي يكتفي بهز رأسه تسليماً بأن الوضع المتدحرج الى الهاوية ليس في مصلحته، لكنه في الوقت ذاته ما زال مصراً على عدم رمي كرة النار التي يمسكها في وجه الآخرين، وعلى «دوزنة» كل المطالب والحسابات ليخرج بتشكيلة حكومية تشبهه، ومقنعة له وللبنانيين، وهو ما يوافقه عليه رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
ويقول الرئيس ميقاتي إن التشكيلة المتوازنة التي يرغب بها موجودة في جيبه، لكنه يتركها للحظة الاخيرة التي يستنفد فيها كل المساعي والاقتراحات والحلول التوافقية، لذلك قال في المنتدى الاقتصادي العربي قبل أيام انه لن ينتظر الى ما شاء الله، وستكون للبنان حكومة منتجة في الوقت المناسب والظرف المناسب.
عدا ذلك يعتصم ميقاتي بالصمت حاليا، وهو عمم على المقربين منه عدم الكلام حاليا في الموضوع الحكومي، على أمل تجدد المساعي بعد استئناف حركة الخليلين وباسيل.
ويقول متابعون للاتصالات التي جرت مؤخرا، «ان رئيس الجمهورية يوافق ميقاتي على عدم تشكيل حكومة اللون الواحد، حتى لا تصطدم برفض الغرب، والادارة الاميركية تحديدا، ولكن الرئيس سليمان لا يمانع بأن يقدم ميقاتي حكومة متوازنة وفق صيغة 19 وزيرا للأكثرية الجديدة، و11 وزيرا للكتلة الوسطية التي يشكلها سليمان مع الرئيس المكلف والنائب وليد جنبلاط، أي ان تكون عملياً الحصة الاكبر فيها للأكثرية الجديدة كحق لها بعد تسميتها الرئيس المكلف، وبحيث يكون للرئيس سليمان ثلاثة وزراء مسيحيين بينهم ماروني للداخلية، وثلاثة وزراء لجنبلاط بينهم سني، وخمسة لميقاتي بينهم مسيحي».
ويوضح هؤلاء أن الرئيس سليمان يعتبر «أن وزير الداخلية المتفق عليه (العميد المتقاعد مروان شربل) محسوب من حصص جميع الاطراف وليس من حصة رئيس الجمهورية، لذلك يطلب وزيراً مارونياً، وهو بذلك يكون قد أرضى الأكثرية الجديدة بحكومة تناسبها لكنها «غير فاقعة» سياسياً، ويرضي «التيار الوسطي» الذي يشكل الجزء الآخر من الحكومة، بما يؤمن لها الدعم الخارجي الضروري لعملها».
وكما الرئيس ميقاتي، ينتظر رئيس الجمهورية عودة المساعي لتدوير الزوايا الحكومية، لكنه كما يقول مقربون منه، حاضر لمعالجة المشكلات الخطيرة التي تتفجر من حيث لا يدري أحد، كما حصل في موضوع مبنى الاتصالات، حيث تدخل فورا مع قيادة الجيش والامن الداخلي لسحب عناصر فرع المعلومات وتسليم المبنى للجيش، وهو سيبقى حاضرا لمعالجة مشكلات اخرى كامنة، ليس آخرها التفجير الذي استهدف قوة «اليونيفيل» قبل أيام قليلة على طريق صيدا.
لكن الجديد المنتظر لم يأت، فقد تردد ان أحد «الخليلين» كان في لندن لحضور المباراة النهائية لبطولة أوروبا بكرة القدم السبت الماضي، والوزير جبران باسيل المفوض بالتفاوض من جانب «التيار الحر» مع الرئيس المكلف كان ايضا في عاصمة الضباب للغرض ذاته، وهكذا دخلت البلاد مرحلة جديدة من الركود استدعت مبادرة رئيس المجلس نبيه بري لتحريك عمل اللجان النيابية والهيئة العامة للمجلس، لمعالجة الكثير من الملفات العالقة، ما يعني الدخول في مرحلة جديدة من شد الحبال السياسية، ووضع الملف الحكومي بنداً ثانياً إن لم يكن ثالثاً اذا استمرت عاصفة مبنى وزارة الاتصالات في اقتلاع آخر مداميك مؤسسات الدولة، ما دفع مراجع مسؤولة الى القول انه «لو لم يكن في لبنان جيش متماسك وحريص على البلد، لكنا الآن نشهد اقتتالا في الشوارع بين اللبنانيين كما في اليمن».
وثمة سؤال مطروح: إلى متى يستطيع أن يتحمل الجيش هذا الاحتراب السياسي الذي يؤدي إلى توتير أمني يدخل على خطه أكثر من طرف خارجي لتأجيج الصراعات؟ وهل قدر للجيش أن يتصرف دائما بوصفه أم الصبي وأباه وأخاه، وأن يأخذ بصدره كل تبعات المشكلات السياسية.
في غضون ذلك، يبدو أن «حزب الله» الذي سحب يده مؤقتا من الموضوع الحكومي، في حالة انتظار، وتقول أوساطه النيابية إنه بعد كلام السيد نصر الله لا كلام، ولننتظر ما ستحمله الايام، فلا شهية الآن للكلام في الموضوع الحكومي، بعد التطورات الكبيرة التي حدثت في الاسبوع الماضي.
أما الرئيس نجيب ميقاتي فيدرك هذه الحقائق، وثمة من فاتحه بها مؤخرا، وأيقن أن لا جواب شافياً لديه حتى الآن على الاسئلة المطروحة، والذي يعرفه ميقاتي وحده: لماذا يتأخر ميقاتي في إعلان تشكيلته؟ ولماذا ما زال يراهن على المساعي بعدما أيقن ان «حزب الله» لن يضغط على العماد عون؟ بل أكثر من ذلك، جاء من قال له إن سوريا تنصحه بسرعة التشكيل لمعالجة الملفات العالقة بين البلدين وأهمها الآن مشكلات الحدود. وكان ميقاتي يكتفي بهز رأسه تسليماً بأن الوضع المتدحرج الى الهاوية ليس في مصلحته، لكنه في الوقت ذاته ما زال مصراً على عدم رمي كرة النار التي يمسكها في وجه الآخرين، وعلى «دوزنة» كل المطالب والحسابات ليخرج بتشكيلة حكومية تشبهه، ومقنعة له وللبنانيين، وهو ما يوافقه عليه رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
ويقول الرئيس ميقاتي إن التشكيلة المتوازنة التي يرغب بها موجودة في جيبه، لكنه يتركها للحظة الاخيرة التي يستنفد فيها كل المساعي والاقتراحات والحلول التوافقية، لذلك قال في المنتدى الاقتصادي العربي قبل أيام انه لن ينتظر الى ما شاء الله، وستكون للبنان حكومة منتجة في الوقت المناسب والظرف المناسب.
عدا ذلك يعتصم ميقاتي بالصمت حاليا، وهو عمم على المقربين منه عدم الكلام حاليا في الموضوع الحكومي، على أمل تجدد المساعي بعد استئناف حركة الخليلين وباسيل.
ويقول متابعون للاتصالات التي جرت مؤخرا، «ان رئيس الجمهورية يوافق ميقاتي على عدم تشكيل حكومة اللون الواحد، حتى لا تصطدم برفض الغرب، والادارة الاميركية تحديدا، ولكن الرئيس سليمان لا يمانع بأن يقدم ميقاتي حكومة متوازنة وفق صيغة 19 وزيرا للأكثرية الجديدة، و11 وزيرا للكتلة الوسطية التي يشكلها سليمان مع الرئيس المكلف والنائب وليد جنبلاط، أي ان تكون عملياً الحصة الاكبر فيها للأكثرية الجديدة كحق لها بعد تسميتها الرئيس المكلف، وبحيث يكون للرئيس سليمان ثلاثة وزراء مسيحيين بينهم ماروني للداخلية، وثلاثة وزراء لجنبلاط بينهم سني، وخمسة لميقاتي بينهم مسيحي».
ويوضح هؤلاء أن الرئيس سليمان يعتبر «أن وزير الداخلية المتفق عليه (العميد المتقاعد مروان شربل) محسوب من حصص جميع الاطراف وليس من حصة رئيس الجمهورية، لذلك يطلب وزيراً مارونياً، وهو بذلك يكون قد أرضى الأكثرية الجديدة بحكومة تناسبها لكنها «غير فاقعة» سياسياً، ويرضي «التيار الوسطي» الذي يشكل الجزء الآخر من الحكومة، بما يؤمن لها الدعم الخارجي الضروري لعملها».
وكما الرئيس ميقاتي، ينتظر رئيس الجمهورية عودة المساعي لتدوير الزوايا الحكومية، لكنه كما يقول مقربون منه، حاضر لمعالجة المشكلات الخطيرة التي تتفجر من حيث لا يدري أحد، كما حصل في موضوع مبنى الاتصالات، حيث تدخل فورا مع قيادة الجيش والامن الداخلي لسحب عناصر فرع المعلومات وتسليم المبنى للجيش، وهو سيبقى حاضرا لمعالجة مشكلات اخرى كامنة، ليس آخرها التفجير الذي استهدف قوة «اليونيفيل» قبل أيام قليلة على طريق صيدا.